هل أنا غلطان إني مش عايز أرجع بنتي لأمها البيولوجية؟
عشان الأمور تكون واضحة، بنتي ميلي (14 سنة) هي فعلياً بنت أختي.
اللي حصل كان من سنين لما كانت ميلي عندها حوالي 3 سنين، أختي/أمها ليلى (38 سنة) سافرت تشتغل في بلد تانية، وسابت ميلي في رعايتي (أنا راجل عندي 44 سنة).
أبو ميلي مات قبل ما هي تتولد. ليلى وعدت إنها هتبعتلي فلوس عشان أقدر أراعي ميلي، وإنها هتكلمنا وتزورنا كل فترة لحد ما تقدر تاخد ميلي تعيش معاها تاني.
بعد ما سابتنا، كلمتنا تقريباً 3 مرات في أول شهرين وبعدين اختفت!! سنين عدت وأنا بحاول أعرف إيه اللي حصل وافترضت الأسوأ، لحد ما سمعت من واحدة من أصحابها بعد كام سنة إنها اتجوزت وكونت عيلة جديدة.
قلبي كان مكسور لأن ميلي كانت دايمًا بتسألني إمتى مامتها هترجع وأنا مكنتش بعرف أقول غير “قريب”. بس حتى هي تعبت من السؤال وفهمت وهي عندها حوالي 8 سنين إن أمها مش راجعة ولا قريب، ولا هترجع أصلًا.
بسبب الوضع ده، أنا ومراتي عملنا حقوق الوصاية على ميلي، وكانت فرحانة جدًا إننا بقينا أهلها بشكل رسمي.
المهم، بعد 11 سنة، ليلى شرفتنا أخيرا و رجعت الأسبوع اللي فات مع عيلتها الجديدة الغنية جدا وولدين.
معظم العيلة كانوا فرحانين برجوعها، بس أنا، أمي، أبويا ومراتي كنا مش قادرين نتحكم في غضبنا. حاولت تشرح لنا الأسباب بس كل اللي سمعناه كان “أنا سبت بنتي وكونت عيلة جديدة”.
وكأن ده كله مش كفاية، لاء كمان كانت شبه بتطالب إن بنتها ترجع لها.
ماما وبابا قالولها ميلي دلوقتي بنتي أنا ومراتي وإنها مبقاش ليها حق فيها. وهنا قامت تصرخ وتقول إني “سرقت بنتها” عشان أنا عقيم!
الكلام ده وجعني بطريقة عمري ما تخيلتها، لدرجة إني عيطت وسِبت المكان. موضوع إني عقيم ده دايمًا كان نقطة ضعف بالنسبة لي، ولما قالت الكلمة دي، حسيت إني اتكسرت.
في الأيام اللي فاتت، منعتها إنها تتواصل مع ميلي، ومقلتش لميلي إن ليلى رجعت عشان خايف أخسر بنتي. أنا إنسان برضو، بتعلق خصوصًا لما بربي حد من غير مقابل، مش قصدي اشتكي. بس بجد حاسس إن ميلي بنتي ومش قادر أرجعها للإنسانة اللي سابتها.
هل ده يخليني غلطان؟
🌹تحديث:
الأمور بقت صعبة من وقت ما قلنا ل ميلي عن رجوع ليلى..
مش عارف حتى أبدأ منين. كل حاجة بقت فوضى.
في الليلة دي، قلنا ل ميلي إن ليلى رجعت، ولمدة كام دقيقة، كانت بتبص لنا كأنها مستنية نقول إن ده هزار، لكن لما فهمت إن الموضوع بجد، انهارت من البكاء وده وجعنا جداً. طبعاً كانت عايزة تعرف أكتر، وعلى الرغم من ترددنا، حكينا لها عن ليلى وأسرتها الجديدة. عمري ما شفتها غضبانة بالشكل ده…
كانت مش قادرة تسيطر على نفسها، وبترمي الحاجات اللي حواليها، سبناها عشان تطلّع اللي جواها.
رفضت تكلمني طول الليل عشان شايفة إني كان لازم أقولها أول ما ليلى رجعت ، ومراتي فضلت معاها طول الليل. ولما هديت تاني يوم الصبح، صلّحنا الأمور.
في الأول، ميلي كانت مش متأكدة لو عايزة يكون ليها أي علاقة ب ليلى، بس سبنا لها حرية الاختيار، وفعلاً قررت إنها عايزة تشوفها.
يا رب استر مع الست دي. حددنا لقاء عشان ميلي تشوف ليلى.
ليلى جابت معاها كل عيلتها مع هدايا غالية جدًا، ومن هنا بدأ كل حاجة تنهار.
فيه جزء مهم جدًا لازم أقوله، وده اللي كان المفروض يخلي ليلى تدرك إنها فعلاً تخلّت عن ميلي.
ليلي كانت جايبه معاها أخت جوزها “تانيا” اللي تقريباً في نفس سن ليلي. لما الاتنين دخلوا، ميلي مكنتش حتى قادرة تميز مين فيهم ليلى رغم أن شكلهم مختلف تماماً عن بعض.
كنت متوقع إن ده يكون كفاية عشان يخليها تشوف اللي عملته، لكن هي كملت عادي وعرّفت ميلي علي نفسها، وحاولت تقرب من ميلي اللي كان واضح إنها بتحاول تبعد عنها. الموقف بقى سيئ لدرجة إن مراتي اضطرت تدخل بينهم، وجوز ليلى سحبها بعيد.
بدأت ليلي تصرخ في مراتي عشان ادخلت بينها وبين ميلي، واتهمتها إنها “استبدلتها” . استبدلت إيه؟ويعني ايه مراتي أخدت مكانها؟ وهي عمرها ما كانت موجودة أصلاً…
واو، انطباع أول “جميل” قدام بنتها اللي سابتها!!!
ميلي اتعصبت مرة تانية، وقالت كلام كتير. بصراحة قالت اللي كان لازم يتقال. الموقف كان “جد”، لكن أنا ومراتي كنا بنحاول نخفي ابتسامتنا لما ميلي واجهت ليلى. وصفتها بالأنانية، القسوة، والحقارة، وطلعت كل اللي جواها.
“تانيا” أخت جوز ليلي. اضطرت تخرج ولاد ليلى من المكان.
في العادة مش هقبل الكلام ده من ميلي، بس في الموقف ده كان لازم أسيبها تطلع اللي جواها. كانت متضايقة جداً، وطلعتها للطابق اللي فوق عشان تهدّى.
دلوقتي بقينا أنا ومراتي في مواجهة ليلى وجوزها. وجهت الاتهامات المعتادة. اتهمتنا تاني إننا أثرنا على ميلي عشان تكرهها. كانت بتعيط، وللحظة، حسيت بالشفقة عليها. مراتي طلبت منها إننا نتناقش بهدوء زي الكبار.
دلوقتي بقى بدأت الحقايق تظهر…..
وإحنا بنتكلم عن الأحداث اللي فاتت وبنحاول نفهم ايه سبب إن ليلى ما تواصلتش معانا طول السنين اللي فاتت، كان جيريمي (جوزها) باين عليه إنه تايه، تايه جداً لدرجة إني كنت فاكر إنه مش بخير، وعرضت عليه نتمشى شوية. وبدأنا نتكلم في الموضوع، وكانت الصدمة فوق الخيال.
على حسب كلامه، لما هو وليلى اتعرفوا على بعض، ما قالتش حاجة عن إنها عندها بنت، وحتى بعد الجواز ما اعترفتش بيها إلا لما اكتشف بنفسه من رسالة من الرسائل الكتيرة اللي كنت ببعتها لها بخصوص ميلي.
كمان كذبت وقالت له إن العيلة أجبرتها تتنازل عن ميلي عشان أنا عقيم و”أمنيه حياتي” يكون عندي طفل من دمي!!!
لكن القصة مش بتخلص هنا. لما جيريمي حب يقرا باقي الرسائل، مسحتهم، و قالت لجوزها إن الرسائل كلها إهانات وتهديدات فظيعه مني، لدرجة إنها ما كانتش عايزة جيريمي يقراها.
طبعاً وريته الرسائل اللي بعتها ل ليلي من تليفوني، ومكنش مصدق اللي شايفه. والموضوع كمل بإنها قالت له إني كنت بمنعها من التواصل مع ميلي، وإنها حتى ما كانتش عايزة تدخل الشرطة في الموضوع لأن أنا وعيلتي “خطر” وإنها فكرت إن الأفضل إنها تبعد عننا لحماية عيلتها الجديدة!!!
وفي لحظة كنت بفكر مع نفسي إزاي جيريمي كان غبي لدرجة إنه يصدق كل الأكاذيب اللي قالتها ليلى عشان تخبي حقيقة إنها تخلت عن بنتها. بس حسيت بالشفقة عليه، أكيد كان مبهور بيها زي ما حصل مع كل اللي كانوا معاها قبل كده، ومش قادر يشوف حقيقتها.
ما لحقتش حتى أسأله ليه رجعوا دلوقتي، لأن جيريمي كان غضبان جداً، ورجع للبيت وهو متعصب. كانوا بيتخانقوا بصوت عالي، واضطريت أخرجهم برا. كان واضح إن الأمور هتبقى صعبة لدرجه اننا اضطرينا نبعدهم عن بعض للان الامور كانت هتطور للعنف.
جيريمي أخد تانيا والأولاد ومشي، وساب ليلى لوحدها. مراتي المتعاطفة جداً خلتها تبات عندنا عشان كانت منهارة جداً، وبصراحة بعد كل الكذب ده، أنا مكنش فارق معايا لو قعدت أو مشيت.
سألت ميلي لو كانت موافقة إن ليلى تبات، ما استغربتش إنها وافقت.لأنها مش زي مامتها، وده خلاني أتأكد إننا مربينها كويس. كمان قالت إنها لسه مستنية تسمع منها ليه تخلت عنها وليه قررت ترجع دلوقتي.
اتكلمنا عن مشاعرها تجاه ليلى بشكل عام، ومش محتاج أقول إنها كانت محبطة جداً . استغليت الفرصة عشان أطمّنها إنها مش مضطرة تختار تبقى معايا ومع مراتي، وإنها لو حابة تتعرف على ليلى، مفيش مشكلة.
أحنا حبّيناها وهانفضل نحبّها مهما حصل. وهي طمّنتني إنها مش هتسيبنا، وده كان موقف عاطفي جداً بالنسبة لي لأن قلبي ارتاح لما سمعتها بتقول كده.
ليلى وجيريمي لسه ما بيتكلموش مع بعض، وعلشان كده هي عايشة معانا مؤقتاً، لأن أهلي مش عايزينها عندهم، ومراتي شايفة إنها مش متزنة كفاية عشان تعيش لوحدها.
ليلي عمرها ما كانت كده. أهلي ربوها كويس جداً. ممكن تكون اتأثرت بوفاة والد ميلي، بس أكيد ده مش سبب كفاية يغيرها بالشكل ده. إنها تسيب بنتها بالرغم من إنها عارفة إنها الوحيدة اللي باقي ليها بعد وفاه والدها، وترجع بعد سنين عشان تاخدها من ناس بيحبوها. الموضوع صعب عليّ إنّي أتعاطف معاها.
ما أظنش حد فينا هيوصل الموضوع للمحكمة دلوقتي بعد ما جيريمي عرف الحقيقة.
🌹#تحديث
لازم أعتذر، مش هقدر أشارككم بتفاصيل اللي حصل ل ليلى، على الأقل مش في بوست عام. أيوة، الموضوع سيء للدرجة دي. سر ليلى بيني وبين مراتي وبينها هي بس.
قالت ل ميلي إن السبب كان عدم “استقرارها النفسي”، لكن ده مجرد كلام سطحي.
ميلي قالت ل ليلي أن كويس أنها علي الاقل أفتكرتها في الاخر ورجعت عشان تشوفها. الوضع بينهم أهدي دلوقتي.
“الحقيقية” هتكون مدمرة لبنتي. مش هنقولها ليها إلا لما نبقى واثقين إنها قادرة تستحملها، بس مش شايف إننا هنقدر نشاركها حاجة فظيعة زي دي أبدًا.
دلوقتي عرفت إن أختي بتتعامل مع صدمة نفسية عنيفة، هي اللي خلتها تبقى بالشخصية الصعبة دي دلوقتي.
هي دلوقتي مشيت وخلّيتها توعدني إنها مش هترجع تاني.
أتأكدت بطريقتي أنها هتنفذ وعدها ومش هتضايقني تاني ابدا وهتسيبنا عايشين في سلام.
جيريمي رجع واعتذر ل ميلي عن تصرفات ليلى، وقال لها إنها دايمًا مرحب بيها في بيته، وإنها ممكن تتعرف على إخواتها لو حابة.
مش عارف إيه اللي هيحصل بين ليلى وجيريمي، بس علشان مصلحتها، لازم تلاقي طريقة تخبي بيها اللي حصل، لأن لو قالت لجيريمي الكلام اللي قالتهولي، ممكن ما تشوفش أولادها التانيين تاني. لكن من ناحية تانية، هيكون أفضل لو الأولاد يتربوا مع جيريمي مش مع ليلى، لحد ما تروح تشوف طبيب نفسي.
مش عارف أحس بإيه تجاه ليلى دلوقتي.بس شايف إنها بتتعامل مع صدمة تقيلة محتاجة تدخل من متخصص..
بنتي أحسن بكتير. حياتها وعاداتها اليومية ما اتأثرتش وهنكمل حياتنا كعيلة.
(القصة حقيقية )
#حواديت_الاجانب
#قصص