
حياتي في الجامعة 🎓📚
أنا شاب. بدأت اشتغل وأنا لسه في المدرسة الثانوي.
الشغل كان مع واحد صاحب بابا. ووقتها كنت بحوش أغلب المرتب، وفي الاخر اشتريت لنفسي حاجات كان نفسي فيها وأهلي مكنوش بيجيبوهالي. “بلايستيشن 4 وكام لعبة تانية كده.”
أهلي مش أغنيا، بس حالتهم كويسة. هما كانوا عايزيني أفهم إن الحاجات دي مش بتيجي بالساهل. وأنا كنت متقبل ده.
أهلي خلوني أشارك ألعابي مع أختي وأخويا الصغير . وبرضه، عادي مكنش زعلان خالص ولا فارق معايا.
ولما اتخرجت من المدرسة الثانوي، قالولي أني لازم أدفع إيجار. الموضوع ده ضايقني جدا، لأني كنت هدخل الجامعة في الخريف، وكان نفسي أحوش أكبر قدر ممكن من الفلوس في الصيف. علشان لما الدراسة تبدأ أشتغل ساعات أقل بكتير. وأقدر استمتع بحياتي.
طبعا اضطريت أشتغل كتير وأنا الدراسة علشان مصاريفي وفلوس الايجار (وقتها كنت بشيل صناديق وأحطها في عربيات التوصيل الصبح بدري جدا).
الموضوع كان صعب عليا أوي، لأني كنت بنام الساعة 7 بالليل أغلب الأيام علشان أقدر أصحى بدري وأروح الشغل.
دلوقتي أنا خلاص قربت أتخرج، ولقيت شغل في ولاية تانية. وبدأت بالفعل أعمل الإجراءات وأخد تدريبات أونلاين. لأني هسافر على طول بعد التخرج.
أهلي عملوا لي حفلة تخرج، وفجأة طلعوا شيك فيه كل فلوس الإيجار اللي دفعتها، وكمان في زيادة بسيطة.
بصيت على الشيك حوالي دقيقة، وبدأت أضحك. كل اللي كان في بالي وقتها. إني مكنش عندي أي حياة اجتماعية طول فترة الجامعة. لأني كنت بشتغل طول الوقت. ومكنش معايا فلوس زيادة زي صحابي. لأنهم كانوا بياخدوا فلوسي.
سألتهم : طب وأختي؟ هتاخدوا منها ايجار برضه؟
قالولي: لأ، لأنها مش هتشتغل وهي في الجامعة.
قطعت الشيك وقلتلهم مش عايز منكوا حاجة.
قلتلهم لما تعوضوني عن كل النوم اللي راح عليا، وعن الأربع سنين من غير أي حياة اجتماعية، وأربع أجازات صيف ضاعوا مني، ممكن ساعتها أبقي أفكر أتكلم معاكوا تاني.
روحت لأخويا الصغير وقلتله ما يشتغلش، علشان ما يضحكوش عليه هو كمان.
دخلت أوضتي، اخدت اللابتوب، شوية هدوم، والبلايستيشن. وقولتلهم لو حد فيكم لمسني أو حاول يمنعني، هكلم البوليس. (علي فكره أخواتي دلوقتي عندهم بلايستيشن 5 وبابا هو اللي اشتراه بفلوسه).
لمّيت حاجتي في عربيتي اللي أنا دفعت تمنها، وبأمّن عليها بفلوسي، وسُقت على بيت أهل صاحبي، وهناك جالي انهيار.
الحمد لله أهل صاحبي وافقوا إني أقعد عندهم كام يوم. علشان صاحبي أصلاً مش موجود. هو حاليا في مدينة تانية.
رفضت أرد علي مكالمات أهلي وأخويا وأختي. وكنت أصلاً مقدّم استقالتي من الشغل، فكلمت مديري وقلتله إني تعبان ومش هقدر أشتغل آخر أسبوع.
مديري قالي إنه فاهم، وضحك. واستغرب إني كنت لسه شغال لحد دلوقتي وأنا خلاص قربت أتخرج.
بعدها بكام يوم، جدي كلمني وطلب يقابلني. وافقت. ورحت أقابله.
قعد يسمعني وأنا بفضفض بكل حاجة جوايا. قولتله أخدوا مني فلوس كانت ممكن تخليني أعيش حياة أحسن “وكان ممكن استثمرها”. وحتى مكنش عندي وقت أحب وارتبط زي كل اللي في سني.
قالي إن نيه أهلي كانت كويسة، وكانوا فاكرين إنهم بيساعدوني.
قولتله إنهم مديونين لي بأربع سنين من حياتي ما استمتعتش بيهم. الحفلات اللي كنت تعبان ومقدرتش أروحها. حياتي الاجتماعية واصحابي اللي مكنتش بعرف أخرج معاهم.
ده غير الفلوس اللي بيدفعوها لأختي عشان تعيش مرتاحة. والفلوس اللي أكيد هيصرفوها على أخويا كمان.
قالي إنه فاهم، وحضني جامد قوي.
سألني إذا كنت محتاج فلوس عشان أبدأ شغلي الجديد.
قولتله إني مش عايز أي حاجة من أهلي.
إداني شيك بمبلغ كبير “حوالي تلت أضعاف المبلغ اللي أهلي أخدوه مني”. وقالي استخدم الفلوس دي زي ما تحب في حياتك الجديدة. وإن دي مش فلوس ورث ولا حاجة، دي هدية منه.
دلوقتي اصحابي شايفين إني كنت غبي لما قطعت الشيك. رغم انهم شايفين إني عندي حق أزعل من أهلي.
كام واحد من العيلة اتصلوا بيا وقالولي إني اتصرفت بطريقة وحشة جدا، وإني المفروض أعتذر لأهلي.
برد بقولهم شكرا علي المكالمة أو الرسالة، وبقفلهم وخلاص.
دلوقتي أنا بقيت أهدى، وبصراحة مش حاسس إني غلطان.
بس أوقات بفكر وأقول يمكن أنا مش شايف الصورة كاملة؟
تفتكروا أنا فعلاً غلطان؟
▪️ تحديث:
قررت اسمع كلام الناس في ريديت وفكيت البلوك. وكلمت أهلي.
وافقت أقابلهم على الغدا. اتقابلنا في مطعم وقعدنا نتكلم.
قالولي إنهم مكنوش واخدين بالهم أنا كنت حاسس بإيه طول الأربع سنين اللي فاتوا.
أمي عيطت وقالت إنها آسفة جدًا علشان حسيت إنهم ماكانوش مهتمين بيا.
الظاهر إنهم قروا البوست بتاعي علي ريديت، واتضايقوا جدًا من اللي كتبته.
عرضوا عليا الشيك تاني، والمرة دي أخدته وشكرتهم. وقولتلهم إني هارجع البيت بعدين.
بعدها، رُحت البنك وحطيت الشيك في حسابي.
هشوف جدي بكرة، علشان أحكيله كل حاجة وكمان ناوي أعزمة ييجي يشوف بيتي الجديد لما أسافر ❤️
_________
القصة مترجمة من ريديت. أصحاب القصة أجانب.
#قصة