ملف القضية 📚⚖️ قصة

قصص

ملف القضية 📚⚖️

حماتي من بلد صغيرة في جنوب أمريكا، وبتحب قوي الكلام علي الناس والنميمة زي كل اللي الناس اللي عايشين هناك. الموضوع عادي مكنش مشكلة بالنسبة لنا (أنا وجوزي)، لأننا عايشين في مدينة كبيرة بعيد عنها خالص.

لما بتيجي تزورنا مبتبطلش رغي ولازم تقعد تحكيلنا عن فضايح الناس والحكايات اللي بتحصل عندهم في البلد، أنا وجوزي كنا بنسيبها تتكلم وخلاص هنعملها ايه يعني.

أنا بشتغل محامية في مكتب. مجالي الأساسي هو قضايا الطلاق. بصراحة، شغلي مليان دراما وبقابل عملاء عندهم قصص وحكايات أغرب من الخيال.

حماتي معجبة قوي بفكرة إنّي محامية طلاق. ودايمًا بتحاول تستدرجني عشان أحكيلها قصص من شغلي، عشان تروح تحكيها للناس في بلدها. أوقات قليلة كده بقولها حاجة بسيطة (مجرد كلام عام من غير أي تفاصيل). لاني لازم طبعا احافظ علي اسرار العملاء بتوعي.

يعني مثلًا أقولها: “عندي عميل عنده خمسة أولاد، بس عايز ياخد حضانة تلاتة منهم بس.” واسكت علي كده، وأسيبها بقه تستغرب ازاي فيه حد ميحبش عياله كلهم بنفس الدرجة.

حماتي جات تزورنا عشان عيد ميلاد جوزي. إحنا جبناها بالطيران فكرنا نفرحها وتكون حركة لطيفة مننا.علي فكرة أنا كنت بحب حماتي (قبل ماتعمل الموقف ده).

هي قعدت عندنا في البيت، لأن عندنا أوضة ضيوف وبيتنا كبير.

زي أغلب الحموات، كانت مصرة ان هي اللي تنضف البيت. هي عمرها ما اتجسست ولا فتشت في حاجتي قبل كده، فكنت بسيبها براحتها عادي الموضوع مكنش بيضايقني. بس كنت بقولها كل شويه إن عندنا عاملة ، والاحسن إنها تستمتع بإجازتها ومفيش داعي تتعب نفسها.

النهارده اشتغلت من البيت زي ما بعمل علي طول في الايام اللي مابيكونش فيها اجتماعات. كنت قاعدة في مكتبي في البيت مركزّة في قضية معقدة جدا (أو بمعنى أصح مثيرة) بعدها قررت آخد بريك ورحت آخد شاور والبس عشان أخرج حماتي على الغدا.

جوزي كان في الشغل، وكنا متفقين نخرج أنا وهي نتغدي مع بعض. وبعدها نعمل شوبينج. إيه اللي ممكن يحصل غلط يعني؟ 🤷‍♀️

فعلا خرجنا وبعد ما خلصنا الأكل وجابوا لنا الشاي المثلج، حماتي قالتلي بكل براءة:

“طيب، إيه اللي حصل في قضية السيد والسيدة [سميث] والجنين المتجمد بتاعتهم؟ هي أخدت الحضانة ولا هيتخلصوا منه؟”

وسألت شوية أسئلة تانية عن تفاصيل مهمة جدًا في القضية!!

القضية دي بالذات حساسة جدا وكنت بخاف حتى ألمح عنها قدام أي حد.

يا جماعة… حرفيًا، رشيت الشاي من مناخيري! الشاي طار في كل مكان، شكلي كان عامل زي النافورة!

حماتي بكل جرأة دخلت على ملفات القضايا بتاعتي (الملفات السرية بتاعتي) وقعدت تقرا التفاصيل وأنا في أوضتي!

لما سألتها إزاي عرفت كل المعلومات دي عن القضية اللي بشتغل عليها، ردت بكل بساطة إنها كانت بتنضف مكتبي وأنا بلبس، وإنّي “كنت سايبه الملف مفتوح”.

لأ بقى، محصلش خالص! إحنا بنتعلم من أول سنة في كلية الحقوق إن ده أكبر غلط ممكن نعمله، والكلية مخصصة كورس كامل عشان نتعلم كويس موضوع خصوصيه العملاء ده. أنا عمري ما أعمل كده، ده محفور في دماغي من أيام سنة أولي جامعة. وحتى لو حصلت معجزة، وسبته مفتوح (وده مستحيل)، برضة مش من حقها تتجسس عليا! 😡

واللي بيبين كدبها أكتر أن عشان حماتي تعرف كل المعلومات دي عن القضية، لازم تكون قلبت صفحات كتير. علشان كده أنا متأكده أنها قعدت تقرأ كل حاجة (التفاصيل دي كلها مش مكتوبة على ورقة واحدة بالصدفة و مرمية على المكتب).

هي بتقول إنها “كان لازم تدخل مكتبي” عشان كان “مش نضيف”. طيب، هاعترف إنّه كان فيه شوية تراب وكام مج قهوة، والسبب إن المكتب في الحالة دي أصلًا إني ما بخليش العاملة تدخل مكتبي. عشان برضة الخصوصية!!!!😤

فتحت المحفظة، ودفعت الفاتوره، وقلت لها: “يلا على العربية.” بصراحة، طول الطريق كنت متعصبه وقعدت اكلمها بغضب واقولها اد ايه اللي عملته ده غلط جدا و كنت متغاظة منها قوي ومش طيقاها.

اللي عملته كان تصرف فوق الوصف. أنا شغالة في مكتب، سمعتي هي أهم حاجة في شغلي. مينفعش أبدًا حد يقول عني إنّي بروح أحكي أسرار العملاء لأي حد في المطاعم أو الأماكن العامة 😡 ده ممكن يدمر شغلي بالكامل.

قولتلها لو اتكلمتي مع حد عن القضيه دي أنا هرفع عليكي قضية في المحكمة وهقول لابنك ومش هسمحلك تدخلي بيتي تاني.

قعدت تدافع عن نفسها وتقولي أنا ماعرفش الناس دول في الحقيقة، انتي ليه مش واثقه فيا احنا عيلة!!

كلامها كان بينرفزني أكتر علشان هي مش عايزه تفهم خطوره اللي هي عملته (دي ممكن تدمر مستقبلي كله).

أول ما وصلنا البيت قولتلها روحي حضري شنطتك عشان ترجعي بلدك.

طلبتلها اوبر وخليتها تروح علي المطار، دلوقتي بحاول احجز لها تذكره طيران علشان ترجع بيتها.

قررت اني مش هقول حاجه لجوزي واخليها هي اللي تحكيله الاول، خليها بقه هي تكدب عليه وتقول روايتها الاول.

بس كنت محضره كويس الكلام اللي هقوله لجوزي لما يوصل.

هي اتصلت بجوزي وراح لها المطار قعدت هناك 9 ساعات وفي الاخر ركبت الطياره وسافرت.

لما جوزي رجع اخيرا أول حاجة قالهالي ” انتي عايزه ترفعي قضيه علي أمي”

قولتله ده مش حقيقي أنا بس هددتها علشان متحكيش تفاصيل القضيه لأي حد.

لحسن الحظ حماتي كانت صادقه مع ابنها وحكيتله كل اللي حصل من غير كدب، هي بس قعدت تبرر موقفها وقالت اني بالغت في رد فعلي وكبرت الموضوع زياده عن اللزوم.

الحمد لله أن جوزي فاهم كويس اد ايه الموضوع خطير وعارف اني لو خسرت وظيفتي ده هيأثر علي حياتنا كلها ( البيت مستحيل يمشي بمرتب واحد لاننا بندفع مبلغ كبير في أقساط البيت).

جوزي قال ل أمه أن الموضوع كبير ومش هين زي ما هي فاهمة.

علي فكره جوزي هو اللي وقف معايا في الجامعة وهو اللي ساعدني ادفع الاقساط وكان بيدعمني علشان أكبر واتطور في حياتي المهنيه ولما وقفت علي رجلي، جاه دوري علشان ارد له الجميل وفلوس شغلي دلوقتي هي اللي بتساعد جوزي علشان يقدر يكمل الدراسات العليا.

هو شرح كل ده لأمه في المطار واعتقد انها اخيرا فهمت اد ايه اللي عملته ماكنش صح.

أنا وجوزي دلوقتي زعلانين أن الرحلة انتهت بالشكل ده وأكيد مكناش عايزين كل ده يحصل.

يمكن اتصالح مع حماتي بعدين بس أنا محتاجة وقت علشان اقدر انسي واكون اهدي.

(القصة حقيقية مترجمة من ريديت).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!