
بنت مراتي 👧
أنا متجوز “إليز” من 12 سنة. مراتي عندها بنت اسمها “آنا” من جوزها الأولاني (عمرها 16 سنة)، وكمان عندنا ولد صغير عنده 7 سنين (ابننا احنا الاتنين).
من أول ماعرفت مراتي تقريبًا، وأنا وبنتها عمرنا ما اتفقنا. والله مش عشان أنا مش عايز، بالعكس، حاولت بكل الطرق. بس هي مش بتحبني.
وهي صغيرة كانت خايفة مني. ولحد دلوقتي لسه واخده جنب مني، مش هقول بتكرهني…بس مابتحبنيش.
إليز مراتي “ست بيت”، ومعتمدة عليا في المصاريف. وطبعا أنا اللي بدفع كل حاجة لآنا. أكلها، هدومها، مصاريف الكرة الطايرة، الرحلات المدرسية… وكل حاجة. بحاول كمان أهتم بهواياتها، وبروح أتفرج على ماتشاتها.
مش بقول إني مثالي، بس والله بحاول بكل جهدي أكون أحسن أب ليها. بس الموضوع صعب… صعب جدًا. ردودها دايمًا قصيرة وكأنها بتتريق عليا أو بتكلمني بالعافية، كلمة ورد غطاها.
على طول أسلوبها مش كويس في الكلام. بتعمل حاجات تخنقني بالعند.ومش بتبطل تصرفات المراهقين الطايشة. وكل تصرفاتها غلط.
ومع كل ده، دايمًا بحاول أوصل لها إني بحبها وإني موجود عشانها، على أمل إن مرحلة “المراهقة البايخة” دي تعدي.
العكس تمامًا بقه مع أبوها الحقيقي. هي بتعشقه! ومش عارف ليه الحقيقة. هو عمره ما راح يتفرج على ماتشاتها، ودايمًا عنده أعذار وحتي مش فاضي يشوفها. تخيلوا ان عيد ميلادها اللي فات نسيه، وهي فضلت تعيط لحد ما نامت.
المهم يعني، يوم الجمعة اللي فات، دخلت أوضتها علشان أشوف تليفونها وأقرأ رسايلها (أنا مش بعمل كده علي طول، بس هي اتقفشت بتزوغ مرتين الشهر اللي فات، وده كان عقابها).
طلبت منها التليفون، ردت وقالت: “لأ، أنا زهقت منك ومن تفتيشك في حاجتي، سيبني في حالي.”
قلتلها إني مش باخد رأيها، أنا بطلب التليفون.
ردت بصوت عالي وقالت: “بقولك خلاص بقى، امشي من هنا! إنت مش أبويا الحقيقي وعمرك ما هتبقى. بطل تعمل نفسك ليك سلطة عليا!” وبعدين خرجت وقفلت الباب وراها جامد جدا وبمنتهي العصبيه.
في اللحظه دي حسيت أني خلاص تعبت. تعبت من قلة احترامها وعدم سمعان الكلام والعند والكلام الجارح اللي بسمعه منها طول الوقت، رغم اني بعاملها أحسن من عيلتها.
من ساعتها وإحنا تقريبًا مابنتكلمش مع بعض خالص، لحد النهاردة الصبح وقت الفطار. هي سألتني لو ممكن أدفع لها تمن تذاكر الطيارة علشان تروح رحلة مع أصحابها في ولاية تانية.
زي ما قلتلكم، مراتي مش بتشتغل وأبوها مش نافع في حاجة، فطبيعي أنا اللي كنت دايمًا بدفع تمن الرحلات. بس المرة دي لأ.
رديت عليها وقلتلها: روحي اسألي أبوكي الحقيقي.
بان عليها ان الكلمة جرحتها. عينيها دمعت، وقامت من على الترابيزة من غير ما تقول ولا كلمة.
مراتي اتكلمت معايا قالتلي إن تعليقي كان صعب قوي وملوش لازمه الكلام ده.
قلتلها بنتك هي اللي بتعاملني كإني مش موجود وكأني بطاقة ائتمان وبس، وإني مش هسكت على المعاملة دي مرة تانية. قلتلها إحنا مش لازم نكون أصحاب، بس لو مش قادرة تبقى مؤدبة معايا على الأقل وتحترمني، يبقى تدور على حد تاني يصرف على رحلاتها.
هل أنا غلطان؟
▪️ تحديث بعد اسبوعين:
عملت اللي ناس كتير في التعليقات قالولي أعمله، وهو إني أعتذر.
قلتلها إني آسف وكنت غلطان لما قولت إني مش أبوها الحقيقي، بس سواء هي عاجبها ده ولا لأ، أنا باعتبِرها بنتي. وإني بحبها وهفضل دايمًا موجود علشانها.
بدأت تعيط جامد وقالتلي: “ليه هو مش بيحبني؟ (تقصد أبوها الحقيقي).
حضنتها وقلتلها إنها مش محتاجة تفضل تدور طول عمرها على رضاه.
وبرضو اعتذرتلها إني فتشت في موبايلها، وقلت إني اقتنعت إن ده مش عقاب مناسب لبنت مراهقة، وإني هدور علي طريقة تانية أحسن.
وأخيرًا، فتحت معاها موضوع العلاج النفسي.
في الأول كانت مترددة، بس طمنتها إنه مفيش حاجة تتكسف منها، وإن كل اللي هتقوله في الجلسات هيكون سري أكيد، وإن وجود حد تقدر تفضفضله هيفرق معاها كتير.
قعدت تفكر في الموضوع يوم كامل، وبعدين تاني يوم قالتلي إنها موافقة.
حجزت لها أقرب ميعاد ممكن. وأخدت جلستين.
بصراحة حاسس إن في تحسن فعلاً. طريقتها في الكلام اتحسنت شوية عن الأول. وبتعمل الحاجات المطلوبة منها من غير ما أفضل أزن عليها كل شوية، بترجع البيت في وقت معقول، وبقت متفاعله معانا أكتر، لدرجة إن أخوها الصغير أخد باله علق على التغيير ده!
بس أحلى خبر في كل ده — وده اللي خلاني حرفيًا فوق السحاب — إن وهي نازلة من العربية راجعة من الجلسة، قالتلي بالحرف: “شكرًا يا بابا”.
هي عمرها ما نادتني “بابا” قبل كده، فبصراحة أنا مش مصدق نفسي لغايه دلوقتي.
أنا مش عايش الوهم لدرجة إني أفتكر إن كل حاجة بقت تمام فجأة، بس التغيير اللي حصل في سلوكها واضج فعلا.
أنا دلوقتي متفائل، بس بحذر.
شكرًا تاني لكل الناس اللي علقت، وبالذات اللي ادوني الخبطة اللي كنت محتاجها علشان أفوق وأتغير للأحسن.
________________
القصة مترجمة من ريديت. أصحاب القصة أجانب.
قصص مؤثرة..قصص قبل النوم.