المتطفلين 🧐🙄 قصة

قصص

المتطفلين 🧐🙄

أنا سكرتيرة تنفيذية في شركة محاسبة، والفترة دي من السنة بشتغل ساعات كتيرة قوي. وده خلاني قريبة جدًا من زمايلي في الشغل.

من فترة حصلتلي حادثة اعتداء بالضرب (بعد ميعاد كارثي انتهي بشكل فظيع)، ودلوقتي أنا متعورة في شفايفي، وكمان في كدمات على دراعي. أنا بلبس هدوم بأكمام طويلة عشان أغطي الكدمات اللي على دراعي، لكن مفيش أي كونسيلر قادر يخفي الكدمات اللي على شفايفي.

في الظروف العادية أكيد كنت هاخد أسبوع أجازة عشان أحاول أتعافى جسديًا ونفسيًا، لكن ميعاد تسليم الضرائب في شغلنا قرب، وفي شغل كتير جدًا ومستحيل أقدر آخد أجازة.

لو أخدت أجازة دلوقتي، هعمل ضغط كبير جدًا علي زمايلي.

طبعًا أنا مش عايزه أقعد كل شوية أعيد وأزيد في تفاصيل حادثة كانت صادمة بالنسبة لي، لكن كل مرة بروح فيها أوضة الاستراحة، أو بروح عند ماكينة التصوير، أو الحمام، بلاقي نفسي محاصرة من زميل أو زميلة نيتهم طيبة وعاوزين يعرفوا اللي حصل بالتفصيل.

برد عليهم ببساطة: “أنا كويسة بس مش عايزه ما أتكلم في الموضوع”.

ردي عليهم مش بيخليهم يبطلوا اسئله بالعكس دول بقوا متطفلين أكتر، حتى لما برد عليهم بحزم وبرفض أقول التفاصيل.

ردهم بيكون: “لازم أطمّن إنك بأمان”، “بس إحنا اصحاب، ليه مش واثقه فيا ومش عايزه تحكيلي؟”، أو “ماينفعش تيجي المكتب بالشكل ده وتتوقعي إننا مش هنسأل”.

إحنا شركة محاسبة صغيرة، فمعندناش قسم موارد بشرية (HR)، والموظف اللي المفروض يتعامل مع أي مشكلة تخص الموارد البشرية هو أكتر واحد متطفل فيهم!

أنا فاهمة إن الكدمات شكلها صادم، لكن حاسّة إن من حقي يكون عندي شوية خصوصية. خصوصًا في فترة صعبة جدًا في حياتي زي دي.

مجرد إني أصحي الصبح أصلاً وأحاول أقنع نفسي أروح الشغل بياخد مني كل طاقتي، تفتكروا أقدر أعمل إيه عشان يبطلوا فضول؟

🌿تحديث:

للأسف الأمور ساءت.

واحدة من زمايلي الإداريين في المكتب، “جين”، ماكنتش عايزة تسيبني في حالي خالص. وقالت إنها بس عايزة تساعدني.

حاولت أعمل بنصايح ريديت وقلت لها إن أكتر حاجة محتاجاها دلوقتي هي إن الناس تبطل اسئلة، قولتلها لو عايزه تساعديني فعلا يبقي سكتي باقي الناس في المكتب.

قلت لها إني عارفة إن الكل نيتهم كويسة (رغم إني في المرحلة دي بدأت أشك في نيتهم)، لكن الأسئلة اللي بتتسأل خمسين مرة في اليوم بتخليني مش عارفة أركز في شغلي، قولتلها أرجوكي خليهم يبعدوا عني..

وافقت، لكن بدل ما تعمل حاجة مفيدة، أقنعت واحد تاني من زمايلنا، “جاك”، إنه يحاصرني في المطبخ ومايسبنيش أخرج غير لما أحكي له اللي حصل، وكأن ده هيحل كل مشاكلي.

اللي فهمته بعدين، أن هي كانت فاكرة إني مش بحكي لحد عشان خايفة من الشخص اللي عمل فيا كده، وإن لو كان في “راجل قوي” في صفي يحميني الموضوع هيتحل! (?!?!?!)

بعد الظهر، رحت المطبخ أعمل لنفسي كوباية شاي، و”جاك” جه ورايا وسألني تاني عن الكدمات. أنا ماكنتش عارفة إنه موجود، ف اتخضيت جامد لما بدأ يتكلم.

حاولت أعدي من جنبه عشان ما أبقاش محبوسة في أوضة صغيرة مع راجل ضخم وقوي. هو رفع إيده وحطها على الحيطة عشان يمنعني من الخروج، وقال إنه مش هيتحرك غير لما أحكي له اللي حصل.

حسّيت بالذنب بعد كده بسبب اللي عملته في اللحظه دي.

بس انفجرت فيه تمامًا. كل حاجة كانت متراكمة جوايا من أيام خرجتها في اللحظه دي، مكنتش قادره أتحمل أكتر من كده.

الضغط المستمر من زمايلي كان صعب قوي، كمان لقيت نفسي محبوسة مع راجل بعد فترة قصيرة من الاعتداء اللي حصل لي، وده اللي خلاني فقدت أعصابي تمامًا.

بدأت أزعّق: “إنت فاكر إيه اللي حصل يا جاك؟ يعني العلامات اللي باينة دي مش كفاية عشان تفهموا الموضوع؟ أنا بعمل كل اللي أقدر عليه عشان أجي هنا كل يوم، عشان محدش غيري يشيل الشغل ده كله، بعمل كده في الوقت اللي كل اللي نفسي فيه. هو إني أقعد لوحدي وأختفي من الدنيا!

وكل اللي باخده مقابل ده هو إني ألاقي نفسي محاصرة طول الوقت! أظن إن اللي حصل واضح جدًا! مش فاهمة ليه شايف إن الموضوع ده يخصك بأي شكل!

أنا متدمرة نفسيًا! إنتوا مش بتساعدوني، وأنا مش قادرة أكمل أكتر من كده!”

كنت بعيط بهستريا، وجاك كان بيتلخبط في الكلام وهو بيحاول يعتذر ويبعد عن طريقي، و كل الناس في المكتب حرفيًا كانوا سامعينني وأنا بزعق، واتقسموا فريقين. فريق واقف بيتفرج عليا والفريق التاني بيحاول يتفادى إنه يبصلي وحاسس بالذنب.

رحت بسرعة علي مكتبي أخدت مفاتيحي ومشيت.

لحسن الحظ، قدرت احجز ميعاد “لجلسة مستعجلة” مع المعالج بتاعي بليل.

المعالج شاف أن الاحسن اتحجز أسبوع في مستشفى داخلي عشان أتعافي.

لسه حاسة بالإحباط ناحية المكتب، لأنّي ما كنتش محتاجة أعمل كل ده لو كانوا بس سمعوني من الأول، لكن خلاص اللي حصل حصل.

بلّغت المشرف بتاعي اني هاخد أجازه. مش هقدر اشتغل حتي واحنا في الفتره المهمة دي.

مكتبي بيدفع لكل الموظفين مصاريف أجازة لمدة أسبوع في كوستاريكا، كنوع من الشكر على شغلنا المتعب بعد ما موسم الضرائب بيخلص.

كنت بفكر مروحش لأنّي كنت خايفة جدًا أشوف زمايلي تاني بعد الانهيار اللي حصلي، بس في الاخر قررت إنّي اشتغلت كتير وتعبت أوي ومش ممكن أرفض إقامة غالية جدًا في منتجع شامل كل حاجة.

في المطار كان أول مرة أشوف حد من زمايلي من وقت المشكلة اللي حصلت، بصراحة كانت لحظة محرجة جدًا.

أغلب الناس كانوا محرجين إنهم يتكلموا معايا. واحدة من المشرفين جت ناحيتي واعتذرت لي، وقالت إن الشركة كلها عايزاني أستمتع بالأجازة.

وطمنتني أن محدش هيضايقني تاني.

كمان قالتلي اني هسافر علي درجة رجال الاعمال بدل من الدرجة الاقتصادية. ده غير هدايا تانيه مستنياني في الفندق. ومرتب شهر هدية تقديرا منهم لمجهودي في الشركة. ده غير أن ليا أسبوع كمان أجازة.

الأجازه كانت تحفه والقعده في الشمس كانت مفيده جدا لصحتي النفسية.

ده غير أن المكأفأه اللي أخدتها.. والحمد لله التأمين الصحي بتاعي كويس جدا.

من ساعة ما رجعت المكتب تاني مفيش حد ضايقني.

جاك كتبلي جواب أعتذار. وبصراحة الكلام كان صادق فعلا.

بصراحة لو مكنتش ضغطت نفسي من الاول وكنت ريحت نفسي وأخدت أجازه مكنش وصلت لدرجة الانهيار دي. (بس أنا اتعلمت من غلطي).

الحمد لله كل حاجة بقت أحسن

وبتمني بجد أن زمايلي يتعلموا إن الكلام والنميمة مش أهم من مشاعر الناس!

(القصة مترجمة من ريديت..أصحاب القصة أجانب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!