ماما بتدخل في حياتي
أنا عندي (26 سنة) وجوزي (29 سنة). أنا حامل في الشهر الرابع في أول أطفال ليا.
إحنا منتظرين توأم!
أنا وجوزي متحمسين جدًا، لكن الحمل فيه نسبة خطورة عالية، عشان كده بناخد الأمور بهدوء ومكناش عايزين نعرف حد دلوقتي لحد ما نطمن إن وضعي ووضع البيبيهات بقى آمن.
لما عرفت إني حامل، جهزت صندوق هدايا صغير عشان أفاجئ جوزي بالخبر. حطيت فيه حاجات بسيطة ومضحكة، زي مج مكتوب عليه “أفضل أب في العالم”، ولبس بيبي ، و كراسة عشان أكتب فيها كل اللحظات الأولى لطفلنا. وقتها ماكنتش عارفة إني حامل في توأم، فكل حاجة في الصندوق كانت قطعة واحدة بس.
أنا كنت عايزة اعمل لجوزي مفاجأة وأدي له الصندوق أول ما يرجع من الشغل، وأقوله إني حامل!
كل حاجة حصلت زي ما كنت مخططة بالضبط، وجوزي كان في قمة سعادته. إحنا أصلاً كان بقالنا فترة طويلة نفسنا في بيبي، عشان كده فرحانين قوي.
تاني يوم، ماما (52 سنة) كانت جاية تزورني، وفضلت تتجسس وتفتش في مكتب جوزي اللي في البيت، أنا وقتها كنت بجهز الغداء.
ماما شافت الصندوق واستغربت جدًا، وجت جري عليا تسألني، ايه ده!!
في الأول كنت متلخبطة جدًا، بس في الآخر قولتلها لها إني عملت الصندوق مفجأه لجوزي لأني حامل.
ماما كانت متحمسة قوي، وعلى طول طلعت التليفون وكانت عايزة تتصل بصاحبتها المقربة عشان تقولها الخبر.
قلتلها إني عايزة أستنى لحد ما يعدي أول ثلاثة شهور قبل ما نقول للناس، وطلبت منها متقولش لحد دلوقتي.
يا ربي، فجأه اكتشفت إن كل الناس عرفوا الخبر، ماما قالت للكل، وكل ما تحكي لحد تقوله بس ده سر ما بينا! كأننا في مدرسة إعدادي بالظبط.
بصراحة الموضوع ده ضايقني جدًا، عشان كده قررت مقولش لماما أي حاجة تخص الحمل.
هي مش عاجبها كده خالص وعماله تزن عليا عشان تعرف كل حاجة عن الكشف والدكاترة، وأنا رافضة أقولها.
أنا حتى ما قلتلهاش إني حامل في توأم وإن الحمل فيه نسبة خطورة عالية، طبعًا هي مصممة تعرف كل التفاصيل لأنها “جدة البيبي”. كمان طلبت إن هي اللي تدخل معايا أوضة الولادة بدل جوزي، بس أنا مش عايزة كده.
دلوقتي أنا تعبت من كتر زن ماما وأصحابها (اللي بيقولولي إحنا مش هنقول لحد) نفسي أخلص وارتاح وشكلي في الآخر هستسلم وأقولها كل التفاصيل عشان تسيبني في حالي شوية.
تفتكروا أنا غلطانة عشان بخبي علي ماما تفاصيل حملي؟
تحديث:
شكرًا لكل الناس اللي دعمتني وقالتلي ماتستسلميش للضغط.
أتفقت أنا وجوزي إننا هنقعد مع ماما ونتكلم معاها بصراحة، لإن للأسف ماما بتحب تدخل في كل حاجة تخص حياتنا، دي مش أول مرة، هي علي طول بتحشر نفسها في خصوصياتنا.
ده ملخص الحوار اللي دار مابينا:
️ ماما أنا بحبك وعارفة إنك فرحانة بالبيبي ومتحمسة، بس انتي حرمتيني من فرصة إني أعلن الخبر بنفسي.
️بصراحة انتي اتجاوزتي الحدود لما فتشتي في مكتب جوزي. ورغم إني طلبت منك ماتقوليش لحد، برضة قولتلي للناس كلها.
️ إحنا اضطرينا قبل كده نتكلم معاكي في موضوع إنك بتدخلي في حياتنا زياده عن اللزوم، وبتحكي للناس خصوصياتنا، وانتي قلتي إنك هتتغيري، لكن للأسف ده محصلش. عشان كده، لحد ما تثبتي إنك بجد اتغيرتي، مش هنعرفك أي أخبار عن الحمل أو عن حياتنا بشكل عام.
ماما كانت زعلانة وحاولت تدافع عن نفسها وقالت إنها فرحانة قوي عشان كده قالت للناس، ومش شايفه نفسها غلطانة في حاجة، وإن إحنا بنعاقبها وهي كل جريمتها إن نفسها تبقي جده!!
وقعدت تلمح إني اتغيرت عن زمان وإن جوزي هو السبب.
حسيت إن مفيش فايدة من الكلام، عشان كده مشينا وقررنا أنا وجوزي نغير أقفال البيت لإن ماما معاها المفتاح.
بعدها أنا وجوزي رحنا نشتري شوية حاجات، ولما رجعنا البيت لقينا ورقة متعلقة على باب البيت. ماما هي اللي كتبتها، وبتقول فيها إنها عملت لعنة على البيت وعلى جوازنا، وإنها مش هتشيلها غير لما نعقل ونديلها كل حقوقها كجدة 
ماما من زمان وهي مؤمنة بالسحر الأسود بس أول مره تعمل معايا حاجة زي كده.
أنا مش مؤمنة بالحاجات دي، بس برضة إحتياطي فتشت البيت كويس بعد اللي حصل، ولقيت فروع شجر وشعر وأعشاب تحت السرير في أوضة نومي
رميت الحاجات دي فورًا، وهنجيب حد يغير الأقفال قريب.
بعد كل ده، أنا وجوزي شايفين إن أفضل حل حاليًا إننا نبعد عن ماما خالص، على الأقل لحد ما أولد.
تحديث:
بصراحة الناس كانت لطيفة جدًا معايا، وبعتوا لي رسائل ونصائح. في الناس عرضوا علينا أنا وجوزي نروح نعيش معاهم لحد ما نلاقي بيت جديد.
واتواصل معايا ناس كتير عندهم خبرة في السحر عشان يقولولي معلومات عن نوع اللعنة اللي ممكن ماما تكون عملتها عليا وعلى جوزي والبيبيهات.
للأسف أنا رحت المستشفي لإني فقدت واحد من التوأم. كان ممكن يلحقوا الجنين لو رحت المستشفي أسرع من كده بس أنا مكنتش حسة إن الوضع خطير.
ومحستش بالآلم غير متأخر.
الحمد لله جوزي وقف جنبي ومسبنيش، بصراحة مش عارفة كنت هعمل ايه من غيره.
أهل جوزي (حماتي وحمايا) ركبوا الطيارة وجم عشان يدعمونا، ودلوقتي أنا وجوزي قررنا أننا هننقل ونعيش في بلد جوزي الأصلي (جوزي مهاجر) بمجرد ما صحتي تتحسن.
للأسف ماما جاتلها أزمة قلبية وهي واقفة قدام بيتي ومامت.
هي من ساعة موضوع اللعنة، وهي كانت بتيجي بتقف قدام البيت على الأقل تلات مرات في الأسبوع (أنا مكنش بسمح لها تدخل) وكانت بتتحايل عليا عشان “اسامحها”.
كانت بتفضل بتصرخ وتقول إنها “أم وحشة” وإني كنت أستحق أم أحسن من كده. وتقول إنها بتحبني.
واضح إنها كانت حسه بالذنب.
في الليلة اللي ماتت فيها، كنت أنا وجوزي برة مع أصحابنا ولما رجعنا لاقينا ماما فاقدة الوعي في الجنينة قدام البيت.
اتصلت فورًا بالطوارئ، ولما وصلوا أكدوا إنها خلاص ماتت. كانت فترة صعبة جدًا عليا، لأنه رغم كل حاجة، هي أمي وأقرب شخص ليا.
الحمد لله أن حماتي وقفت جنبي، هي ست جميلة وعلاقتنا بقت قوية قوي، وبكيت في حضنها كتير، أنا بجد ممتنة لوجودها في حياتي.
حمايا كمان رغم وإنه يبان راجل جامد، بس هو لطيف وحنين معايا.
كل حاجة كانت متعبة جدًا في الفترة الأخيرة، ودلوقتي أنا عايزة أبعد عن كل حاجة وأبدأ من جديد، وهعمل كل اللي أقدر عليه عشان أتأكد إن البيبي اللي بطني يكبر في بيت مليان بالحب والرحمة.
ده هيكون آخر تحديث ليا، من فضلكم ادعوا لنا بالتوفيق في حياتنا اللي جايه.
(القصة مترجمة من ريديت، أصحاب القصة أجانب).
قصة