قصة كارافان 🚐

قصص

كارافان 🚐

أنا بنت. لما كان عمري سبع سنين، أهلي قرروا إننا هنعيش على طول في عربية للسفر ” كارافان” عشان نسافر حوالين أمريكا. وقتها كنت صغيرة جدًا إني يكون ليا رأي في أي حاجة.

بابا بيشتغل أونلاين، وماما بتصور فيديوهات وبتنزلها على النت، عشان كده الكاميرا في وشي على طول.

أنا دلوقتي بستخدم أكونت مؤقت عشان الناس ما تعرفش أنا مين. (على فكرة، ماما مش مشهورة قوي، بس برضه في متابعين كتير يعرفونا).

من زمان وأنا بنام في سرير بدورين صغير جدًا، السرير اللي فوق هو المكان الوحيد اللي أقدر أحط فيه حاجتي. طبعًا ما عنديش أوضة، مجرد ستارة، وبحمد ربنا إني وحيدة، وإلا كنت هضطر كمان أشارك المساحة الصغيرة جدًا دي مع أخ أو أخت.

أنا اتعلمت في البيت أغلب حياتي، لحد الثانوي.

تخيلوا، أنا دلوقتي عمري 18 سنة، ومعنديش ولا صديقة واحدة حتى في الحقيقة، لأن أقصى مدة قعدتها في مكان واحد كانت شهر! تصوروا.

طبعًا أنا ما بشتغلش لأني مش مستقرة في مكان، إلا لو لقيت شغل أونلاين، بس أنا مش عايزة كده أنا نفسي استقر في مكان.

اتكلمت معاهم في الموضوع ده مليون مرة، بس هما عايشين في الوهم ومقتنعين تمامًا إن “الحياة البدوية” دي جميلة جدًا، وإننا كده كويسين قوي ومش محتاجين أي حاجة تانية!

أنا زعلانة منهم قوي وحاسة إنهم بيعاملوني كأني حيوان أليف يقدروا يسحبوه معاهم في أي حتة، مش بيعاملوني كأني بني آدمه وعندي إحساس ومشاعر.

أنا بكره السفر، ومش بحب الحر، بكره الحشرات، وزهقت من المشي في وسط الجبال. ومستنية اليوم اللي أقدر فيه أخيرًا أبعد عنهم وعن الكاميرات اللي دايمًا في وشي.

آه، أنا سافرت أماكن كتير جدًا في أمريكا، بس أنا خلاص تعبت، نفسي أدخل جامعة، أو حتى يكون عندي أصحاب!

مش دي أبسط حقوقي؟

🌿تحديث:

كل الناس كانوا بيسألوا لو عندي قرايب أقدر أعيش عندهم، بصراحة مكنتش أعرف. مفيش حد أعرفه من عيلة بابا، وماما مقاطعة عيلتها من زمان. ومعرفش عنهم حاجة خالص.

ماعنديش فكرة ليه ماما قاطعتهم، ولما سألتها رفضت تتكلم في الموضوع.

أنا قررت أدور على عيلة ماما على الإنترنت. دورت باسم عيلتها ومكان ولادتها. تعبت شوية لغاية ما وصلت لحاجة، بس في الآخر قدرت ألاقي حساب “جدتي” على الفيس بوك. بعتلها رسالة وقلت لها إني حفيدتها، وحكيت لها ظروفي.

جدتي ردت عليا واتكلمنا. مش عايزة أحكي تفاصيل كتير ليه ماما ما كانتش بتتواصل مع عيلتها، عشان ده مش موضوعنا دلوقتي.

بس المهم إن جدتي اتفاجئت جدًا إن عندها حفيدة. هي ما كانتش تعرف!

اكتشفت كمان إن عندي خال وخالة. الاتنين اتواصلوا معايا، وقالولي إنهم عايزين يساعدوني عشان أخرج من الوضع الصعب ده.

لحسن الحظ، دلوقتي أقدر أستقل بحياتي لأني كملت 18 سنة.

خالتي عرضت عليا أروح أعيش معاها. هي عايشة في مدينة كبيرة، وهيكون عندي فرصة كويسة إني أدخل الجامعة.

اللي عرفته إن خالي متجوز وعنده أولاد، لكن خالتي عايشة لوحدها وعندها أوضة فاضية في البيت ممكن تخليني أعيش فيها.

خالتي بعتتلي فلوس عشان أركب القطر وأروح لها.

دلوقتي أنا بفكر إزاي هبلغ أهلي بقراري. أوقات بفكر أقعد وأتكلم معاهم بصراحة، وأوقات تانية بفكر أمشي وخلاص وأسيب لهم رسالة أو فيديو وأقولهم أنا فين وناوية أعمل إيه؟

بصراحة، لسه ما قررتش هعمل إيه.

🌿تعديل:

حد في التعليقات نصحني ما أصورش فيديو، وأتكلم مع أهلي بنفسي أحسن، عشان ماما ممكن تنشر الفيديو على قناتها. وأنا فعلا هعمل كده.

🌿تحديث:

أنا نفذت خطتي!

خالتي بجد طلعت ملاك، طيبة بشكل ما يتوصفش، وكمان جدتي وخالي طلعوا ناس كويسين قوي.

بعد ما وصلت وارتحت كام يوم، جدتي وخالتي قالولي يلا نروح نشتري حاجات. اشتروا لي هدوم جديدة وحاجات لأوضتي. “مش مصدقة إني أخيرًا بقى عندي أوضة ليا لوحدي!”

خالي عرفني على أولاده، وطلع عنده بنت سنها قريب من سني، وبقينا أصحاب قوي. كمان عنده ولد أصغر.

دلوقتي خالتي بتدور لي على جامعة قريبة. وقالتلي لو مش عايزة تستعجلي علي الدراسة براحتك.

بجد، أنا فرحانة قوي، وبحب عيلتي الجديدة، وبحمد ربنا إني اتعرفت عليهم، هما فعلًا غيروا حياتي.

قصيت شعري، وحاولت أغير شكلي شوية عشان مش عايزة حد يعرفني. كمان بنت خالي بتعلمني إزاي أستخدم الميك أب.

أخيرًا، بقيت حاسة إني بنت مراهقة عادية لأول مرة في حياتي. بصراحة، أنا بعيش أسعد أيام حياتي.

أنا دلوقتي بروح لمعالج نفسي، وهو ساعدني جدًا.

خلاص مش هعمل تحديث تاني. الحمد لله، كل حاجة بقت أحسن، ومتفائلة بالمستقبل.

_________

القصة مترجمة من ريديت. أصحاب القصة أجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!