صاحبة الشعر الازرق 💙
أنا مدير في شركة كبيرة، اترقيت لمنصب مدير من حوالي سنة.
بصراحة محتاج نصيحة في موقف بمرّ بيه مع واحدة من الموظفين عندي. خلينا نسميها ميشيل (ده مش اسمها الحقيقي).
ميشيل شغّالة عندنا من سنة تقريبًا ، وده أول شغل ليها بعد الكلية وتاني وظيفة ليها في حياتها.
من ناحية جوده شغلها مفيش أي مشاكل، لكن في حاجة مضايقاني شوية ومش متأكد إذا كان المفروض أتكلم فيها ولا لأ.
ميشيل بتعمل تغييرات كبيرة جدًا في شكلها، والتغييرات دي بتحصل دايمًا خلال اليوم وهي في الشغل. طبيعة شغلنا بتخلي معظم الموظفين في القسم (بما فيهم ميشيل) عندهم مرونة ووقت الغداء بيكون عادة أطول من ساعة.
خلال وقت الغداء، ميشيل بتغير شعرها، لبسها، و الميك أب بشكل ملحوظ جدًا.
مثلاً: في يوم عادي، بتكون جاية الصبح بشعر أشقر طويل، وتقريباً من غير ميك أب، ولابسة بدلة رمادي. بعد الغدا، ترجع بشعر أسود قصير، مع ميك اب واضح وبدلة سوداء!!!
أو تكون جاية الصبح بشعر كيرلي طوله عند الكتف وسايباه، وترجع بعد البريك بشعر مفرود بلون مختلف وملموم بتوكة.
من ساعة ما بدأت شغل هنا، وهي على الأقل مرة كل شهر ترجع من الغدا بلبس مختلف تمامًا، شوز جديد، ميك أب وأظافر مختلفة، وشعرها (اللون والطول) متغيير بشكل كبير….. وكل ده خلال وقت الغدا بس!!
مش عارف إذا كان المفروض أقول حاجة ولا لأ.
لأني كمدير أكبر منها في السن وكمان راجل، مش عايز أبان وكأني بدخل في شكلها ولبسها. وبعدين هي دايمًا ملتزمة بمعايير اللبس والمظهر المفروضه عندنا في المكتب (لبس رسمي، وشعر بألوان طبيعية).
لكن بصراحة، حاسس إن التغيير ده في نص يوم الشغل بيأثر على مصدقيتها وشكلها قدام العملاء.
مرة كنا بنعمل “عرض تقديمي” قدام ناس من جوه الشركة ومن بره، وميشيل كانت موجودة لأنها ساعدت في التحضير. بعد ما رجعنا من استراحة الغدا، رجعت بشعر أغمق،ولبس مختلف تمامًا. ناس كتير في العرض كانوا فاكرين إنها شخص تاني في الأول.
ومرة تانية، رجعت بعد استراحة (في اجتماع) بشعر أقصر، أظافر أطول، ولبس مختلف، ونفس الحكاية حصلت.
ميشيل معندهاش عربية، وبتستخدم المواصلات العامة. في مول كبير جنب مكتبنا. أنا متكلمتش معاها في حاجة بشكل مباشر، بس سمعتها بتقول لناس تانيين إنها بتفضل تعمل شعرها وأظافرها في أوقات الاستراحة لأن المول قريب، وبكده هي مش محتاجة تضيع وقت بعد الشغل أو في الويك إند.
هي مش بتشيل شنطة يد أو ظهر، فطبيعي لما ترجع بلبس مختلف ومن غير اللبس اللي كانت لابساه الصبح، الناس بتلاحظ.
هي بتقول إنها بتحط لبسها القديم في صندوق تبرعات في المول، وبتحكي للناس إنها بتشتري لبس من محل ملابس مستعملة قريب من بيتها مخصوص علشان تلبسه في الشغل في الأيام اللي هتروح فيها تشتري حاجات جديدة من المول.
هي قبل ما بتروح المول بتقعد تدور على الإنترنت الأول علشان تختار لبس مناسب لذوقها ولما بتروح المحلات بتبقي خلاص مقررة هي عايزه ايه وبتروح تشتريه علي طول (علشان كده مش بتاخد وقت كبير في الشراء).
هل المفروض أتكلم معاها عن الموضوع ده؟ ولو آه، أتكلم إزاي من غير ما أركز في الكلام على مظهرها، وأخليه أكتر عن تأثير ده على احترافيتها وإزاي الناس بتشوفها؟
خصوصًا إن مفيش مشاكل في شغلها، وكل التغييرات دي بتحصل خلال وقت البريك مش في ساعات العمل؟؟
🌿عايز أوضح حاجة:
لما قلت إني “أكبر”، كنت أقصد إني أكبر منها في العمر. هي في أوائل العشرينات وأنا عندي 38 سنة.
🌿بعدها بفترة…..
مديرة في مركز أعلى مني بكتير طلبت تتكلم مع ميشيل.
ميشيل عملت تغيير كبير في مظهرها في اجتماع تاني مع ناس من بره الشركة، غير اللي حكيت لكم عنه قبل كده.
أنا كنت في أجازة ومكنتش حاضر الاجتماع ده، لكن المديرة كانت موجودة.
كمان المديرة حضرت فعالية لمدة خمسة أيام (زي معرض أو ورشة عمل) وميشيل كانت موجودة برضه. واضح إن ميشيل عملت تغييرات ملحوظة في نص اليوم هناك كذا مرة، سواء في اللبس، الميك اب، أو تسريحة الشعر.
المديرة كان عندها نفس المخاوف اللي عندي. إحنا مكنّاش بنقول بأي شكل إن ميشيل ممنوع تغيّر مظهرها، لكن مش صح أن الموضوع يكون في نص يوم الشغل، خصوصًا في الأيام اللي بتتعامل فيها مع ناس من بره الشركة.
المديرة قالت إن كان في تعليقات على الموضوع ده في الفعالية اللي حضرتها، وكمان بعد الاجتماعات. أكتر من شخص كان بيتكلم علي ميشيل وبيقول إنها “البنت اللي دايمًا بتتغير”.
مكتبنا عمومًا ميال إنه يكون محافظ شوية في موضوع قواعد اللبس، واللي ميشيل بتعمله كان ملفت جدًا بالنسبة لثقافة الشركة.
المديرة كلمت ميشيل وقالت لها إن التغييرات اللي بتعملها في نص اليوم بتأثر على انطباعات الناس عنها وبتغطي على شغلها. المديرة وضحت لها انها بتقول الكلام ده لانها قلقانة عليها ومش عايزه حد ياخد عنها انطباع مش كويس.
ميشيل ردت إنها فاهمة وشكرت المديرة على مساعدتها.
بعدها ميشيل خرجت علشان تاخد استراحة الغدا. لما رجعت، كانت عاملة قصة شعر قصيرة (Pixie Cut) وشعرها كان لونة أزرق!
راحت لمكتب المديرة، ووقفت قدامها بقميص مفتوح، وسألتها: “شايفاني احترافية كده؟” وبعدين خرجت من المبنى ومارجعتش تاني.
يوم الجمعة، ميشيل بعتت لي إيميل وقالت لي انها بتدور علي شغل جديد وعايزه مساعدتي “عايزاني اتكلم عليها كويس في الشركة الجديدة لو اتسألت عنها”
كنت صريح معاها وقلت لها إني لو تسألت ليه هي سابت شغلها، هاضطر أقول الحقيقة، وإنه هيكون أفضل لها تخلي الموارد البشرية يأكدوا انها كانت منتظمة في مواعيد شغلها. لكن حذرتها إنهم هيأكدوا إنها مش مؤهلة للرجوع للشركة لو حد سألهم.
ميشيل قالت إنها فاهمة، وتمنت لي التوفيق. ده كان الاتصال الوحيد اللي عملته من ساعة ما خرجت من المبنى، وما قالتش لحد إنها استقالت، هي بس مشت.
الموضوع كان غريب جدًا. المديرة ماقلتش لميشيل إنها ممنوع تغير مظهرها، بالعكس، هي أثنت على شغلها وقالت إنها عايزة الناس يركزوا على أدائها الممتاز.
لكن شعر أزرق، قميص مفتوح، تمشي في نص اليوم من غير ما تقول حاجة لحد، وتستقيل كده فجأة كان صدمة للكل. لو مكنتش شفت ده بعيني، كنت مستحيل أصدق أن ده حصل.
(القصة حقيقية مترجمة من ريديت)
#حواديت_الاجانب
#قصص