بيت الشجرة….قصص

قصص

أنا جيني بنت عمري 23 سنة.

شوية معلومات عن طفولتي:

أهلي كانوا بيشتغلوا مع بعض في بيزنس، وكانوا دايمًا بيتخانقوا. لما أقول دايمًا، أقصد حرفيًا طول الوقت. الخناقات دي كانت ساعات بتتطور وبتوصل لحاجات مخيفة جدًا بالنسبة لي كطفلة.

أنا كنت طفلة وحيده، فكنت حاسه إني الوحيده اللي في العالم اللي شايفه وعايشه التفاصيل السيئة دي.

لما كان عندي 6 سنين، جدي سألني عايزة إيه هدية عيد ميلادي. وقتها كنت عارفة إني عايزة أهرب بأي طريقة، فقلت له نفسي في بيت شجرة.

ساعدت جدي في كل مسمار فيه، والمكان ده بقى حرفيًا ملجأي لما الدنيا كانت بتو*لع في البيت. كنت بقعد فيه حتى لو الدنيا حر قوي أو تلج.

كنت كل سنة أدهنه وأزينه، واتعاملت معاه كأنه مكان مقدس بالنسبة لي. حتي لما كنت برجع في الصيف من الكلية كنت بأنضفه وأدهنه وأحيانًا أنام فيه أغلب الوقت.

من حوالي سنة نقلت نهائي من بيت أهلي، بس كنت بحلم إن في يوم من الأيام أقدر أوري اولادي بيت الشجرة بتاعي. في أحلامي المستقبلية كنت بفكر آخده قطعة قطعة وأركبه في جنينتي الخاصة.

امبارح، جاتلي رسالة من ماما، وبكل بساطة كده بتقولي في اخر الكلام:

“أوه، أنا وباباكي هنشيل الشجرة القديمة اللي عليها بيت الشجرة البشع ده، وأخيرًا هنعمل مكان كده فيه جاكوزي! مش مبسوطة علشاننا؟”

أهلي دايمًا بينكروا قد إيه كانوا بيخوفوني بخناقاتهم. وبيكذبوا تمامًا لما أقولهم إن الموضوع كان بيبقى بشع للدرجة دي.

هما بيقولوا اني المفروض أغفر لهم. بس أنا مش قادره أنسى. وقرارهم بتدمير المكان الوحيد اللي كنت بحس فيه بالأمان حاسسني كأنه اعتراف منهم إنهم يا إما مش فاهمين قد إيه دمروني بخناقاتهم، يا إما ببساطة أنا مش فارقة معاهم.

أنا محطمه بسبب الموضوع ده. واضح إنهم هيهدوا البيت يوم السبت، وأنا مش قادره أرجع البيت في الوقت ده علشان أعمل أي حاجة.

طلبت منهم بكل احترام يحاولوا يحتفظوا بأجزاء البيت ، وماما ردت وقالت: “إحنا جايبين عمال، أكيد يعني مش هيهتموا خالص أنهم يحتفظوا بالأجزاء!!!

شكرًا جدًا يا أمي.

أعمل إيه دلوقتي؟ أنا حقيقي متدمره. هل المفروض أدفع أكتر من 1200 دولار على تذكرة طيارة في آخر لحظة بكرة وأحاول أنقذ أي حاجة؟

تحديث:

كلمت ماما وطلبت منها بلطف تاخد لي كام صورة لبيت الشجرة من كذا زاوية، ومن جوه كمان. كانت فظة جدًا وقالت حاجة في نفس معني: “يا جيني، إحنا مش فاضيين للكلام ده، انتي بجد متوقعة إننا نطلع فوق للخردة دي!”

حطمتني تاني بسبب الأسلوب الجاف بتاعها.

قررت إن مفيش حل غير إني أروح بنفسي لو عايزة أحتفظ بأي حاجة، سواء صور أو خشب من البيت.

اشتريت تذكرة طيارة غالية جدًا في آخر لحظة. وبعد ما دفعت تمن التذكرة، افتكرت جيراني، زوجين كبار في السن كانوا زي أجداد بالنسبة لي (اتمنيت يكونوا في البيت، لأنهم بيسافروا كتير). “الأستاذ سميث” كان دايمًا فخور إنه لسه عنده لياقة بدنية كويسة، فقلت أجرب وأسأله لو ممكن ياخد لي الصور بدل ما أرجع بنفسي.

المحادثة اللي حصلت كانت غريبة جدًا، وده أقل وصف ليها. هكتبها هنا:

أنا: “ألو مدام سميث، أنا جيني اللي جنبكم. أنتم موجودين في المدينة دلوقتي؟”

مدام سميث: “جيني! يا خبر، وحشتينا جدًا! إحنا دلوقتي في بيتنا التاني مش في المدينة. محتاجة مني حاجة؟ كل حاجة تمام؟”

أنا: “بصراحة لأ، أهلي هيهدوا شجرة البلوط اللي عليها…”

مدام سميث: “إيه؟ هيعملوا إيه؟”

أنا: “هيهدوا شجرة البلوط اللي عليها بيت الشجرة بتاعي.”

مدام سميث: “إيه الكلام ده؟ لا، مينفعش كده. دي شجرتنا!”

أنا: “طيب على حد علمي، يوم الجمعة أو السبت جايبين ناس علشان يقطعوها.”

مدام سميث: “جيني، أنا محتاجة أعمل شوية مكالمات. آسفة، مضطرة أقفل دلوقتي. هحاول أكلمك تاني.”

سافرت البيت بدري يوم الجمعة الصبح. أهلي كانوا جايبين العمال بس هما مكانوش موجودين في البيت.

العمال كانوا خلاص شغالين في هدم بيت الشجرة بتاعي. قربت عليهم وطلبت منهم لو ممكن أدفع لهم علشان يحطوا الألواح وأجزاء المعدن على جنب وما يرموهاش في الصندوق اللي جايبينه معاهم.

وافقوا، والحمد لله قدرت أنقذ تقريبًا كل الخشب وحطيته في كومة مترتبة جدًا. كمان حاولت أرقم كل حاجة علشان لو في يوم قدرت أبنيها من جديد أعرف إيه يتركب مع إيه.

الموضوع مش مثالي قوي ، بس حاسه إني محظوظة علشان قدرت أحافظ على معظم الحاجات.

حوالي الساعة 6 المغرب، أهلي أخيرًا وصلوا، وكانوا غضبانين بشكل عمري ما شفته قبل كده. حتى ما كنوش مبسوطين إنهم شافوني.

اللي اكتشفته إن الجيران كلموا المحامي وطلعوا أمر قضائي بمنع هدم الشجرة. مش قادره أوصف قد إيه أهلي كانوا غاضبين بسبب الموضوع ده.

أهلي حتى ما كلمونيش عشان يقولوا لي إيه اللي بيحصل، فاضطريت أكلم الأستاذ والأستاذة سميث تاني. هما اللي حكوا لي القصة. باختصار.

طلع إن كان في غلط في تقسيم الأراضي لما أهلي بنوا بيتهم في الثمانينات، والشجرة فعليًا كانت على أرض عيله سميث طول الوقت.

قالوا لي إنهم كانوا عاملين “هدنة” غير رسمية مع أهلي بخصوص الغلطة دي، وما كانش عندهم مشكلة إن فيه بيت الشجرة. لكن فكرة قطع الشجرة دي كانت تعدي الخطوط الحمراء بالنسبه لهم.

قالوا لي إن الشجرة كانت بتوفر لهم ظل رائع في الصيف، وما يقدروش يتخيلوا أن حد يشيلها لأي سبب.

سألوني عن أسباب أهلي، فقلت لهم إنهم كانوا عاوزين يعملوا (مكان مع جاكوزي). الأستاذ سميث حرفيًا بدأ يضحك وقال إن أهلي عندهم الجرأة يبنوا مكان ليهم وهم عارفين إن دي أرضه!

وقال لي إنه كان ناوي يتنازل قانونيًا عن الجزء الصغير من الأرض لأهلي، لأن الخطأ كان حوالي 11 قدم بس . لكن لما شاف إن أهلي غالبًا استنوا لحد ما هو والمدام سميث يكونوا مسافرين عشان يهدوا الشجرة، فهو مش هيعمل أي معروف معاهم دلوقتي.

اليوم كان متعب جدًا، ونمت عند واحدة صاحبتي من أيام المدرسة الثانوية.

تاني يوم الصبح، بابا قال لي إنه مش عايز “الزبا/لة بتاعتي” في بيته، فكلمت عيله سميث تاني، وقالوا لي ما عندهمش مشكلة أبدًا إني أخزن الخشب بتاعي في الجنينة بتاعتهم.

أهلي راحوا الكنيسة، وأنا ناويه أرجع مدينتي من غير ما اسلم عليهم.

كان عندي شوية صناديق ذكريات في البيت، اخدتهم معايا لبيت واحدة صاحبتي وهي هتشحنهم لي، علشان ما يبقاش فيه أي حاجة في البيت عند أهلي يخرجوا غضبهم فيها.

مش عارفه إزاي الموضوع ده هيأثر على علاقتنا، بس الحقيقة إن ما كانش فيه علاقة قوية أصلاً من مدة طويلة.

(القصة حقيقية)

قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!