بطيئة جدااااااا…….قصص

بطيئئئئئئئئة جدا!!!

أنا (35 سنة) ومراتي (37 سنة) بنخطط نخرج نتعشى مع أصحابنا.

مراتي أصلاً من تركيا، أحيانًا الخروج للعشا في بلدها وثقافتها بيكون طويل جدًا. دي تقريبا عادة عندهم عشان الناس بتحب تتكلم وتتبسط خلال العشا.

لما سألت مراتي مين هيجي معانا، قالت علي ثلاثة كابلز (غيّرت أسمائهم لأسماء أمريكية عشان السهولة): عيلة جونز، عيلة ديفيدسون، وعيلة ماتيس.

أنا معنديش مشكلة مع عيلة جونز أو ديفيدسون وبنتفاهم كويس. لكن عيلة ماتيس… بالتحديد “كيلي” ماتيس… أبطأ شخص بيأكل شفته في حياتي!

حكاية سريعة: أول مرة خرجنا مع عيلة ماتيس في مطعم مشهور، كانت بتاكل السلطة ببطء رهيب. كانت بتاكل كل مكون في الطبق… حتة حتة! و لما الطبق الرئيسي وصل، كانت لسه ما خلصتش السلطة.

ولما الكل خلص الطبق الرئيسي، ما كانتش حتى خلصت ربع الأكل بتاعها. كانت بتاخد قضمة صغيرة من الأكل! وفي نفس الوقت، كانت بتتكلم وتضحك مع كل اللي على الترابيزة… طبعا الكل أكل أطباقة وخلص في الوقت الطبيعي. وأطباقنا اتشالت، وطبقها كان لسه مليان بالأكل تقريبًا.

“كيلي” اتضايقت لما الجرسون جاب الشيك وسألها “أجهزلك باقي الأكل في بوكس؟”

ردت وقالت “لسه باكل!”

وبعد تقريبًا نص ساعة، كانت أكلت نص طبقها بس وقالت “أوه، شبعت!”

حتى في عزومات البيت، كيلي بتاكل ببطء مزعج! بتاخد قطع صغيرة من الكباب، وتفضل تتكلم علي السفرة. حتى لما القهوة والحلو يتقدموا، بتفضل تقطع في الكيك أو الفاكهة لقطع صغيرة!

فقلت لمراتي “لأ” لعيلة ماتيس أنا مش عايزهم معانا تاني. وشرحت لها السبب، مراتي وافقتني الي حد ما، بس هي وضحت: “أن ده تقريبًا حاجة ليها علاقة بالثقافة. الناس في تركيا بيحبوا ياخدوا وقتهم مع العيلة والأصدقاء على ترابيزة العشا.”

بصراحة فضلت مصر إني مش عايزهم، لأني مش عايز العشا يطول أكتر من اللازم.

دلوقتي مراتي زعلانة شوية لأنها بتحب كيلي وبتعتبرها صديقة عزيزة.

سألتها لو كيلي عندها مشكلة طبية بتخليها لازم تاكل ببطء وتاخد قطمات صغيرة. ردت عليّا: “على حد علمي لاء.”

فكررت وقلتلها لأ تاني على دعوة عيلة ماتيس اسف بس أنا مش عايز أخرج معاهم.

دي أول مرة أكون رافض تمامًا إن حد ييجي معانا على العشا! أنا بحب بوب ماتيس “جوز كيلي”، لكن مش قادر أتحمل مراته وهي بتاكل ببطء رهيب!

هل أنا غلطان إني مش عايز أعزم العيلة دي بسبب إن مراته بتاكل ببطء مؤلم؟

🌹تحديث::

سألت مراتي تاني لو كيلي عندها حالة طبية بتجبرها تاكل ببطء؟ فقالت لاء.

بعدين كلمت جوزها (بوب) بالرسائل وسألته، وبرضه قال لاء.

بوب قال إن لما بيخرجوا يتعشوا مع ناس، كيلي بتركز على الناس والكلام لدرجة إنها ما بتاكلش. عشان كدة لما بيكونوا في البيت بياكلوا، هو فعليًا ما بيكلمهاش ولا حتى بيبصلها، وده بيخليها تاكل بسرعة “عادية” أو “طبيعية”.

بعدها، مراتي بدأت تسأل صحباتها لو لاحظوا إن كيلي بتاكل ببطء. ولدهشتنا، الرد كان لأ…!!.

مراتي رتبت خروجة للعشا لسبعة أشخاص، وقالت لي اختار أنا المكان. بما إن أغلبهم ستات، سألتها لو كيلي وجوزها جايين، ومراتي أكدت إنهم فعلاً جايين. يعني المجموعة هتكون أنا، مراتي، كيلي، بوب، وثلاثة من صحباتها الستات.

فكرت و اخترت مطعم كوري، المطعم ده نظامة “كل اللي انت عايزة بس لازم تطبخ الأكل بنفسك، وفيه حد أقصى للأكل ساعتين”.

فكرت إن ده هيجبر كيلي تاكل بسرعة عادية… لكن لأ!

قعدنا على الترابيزة الساعة 7:45. بعد ساعتين، الجرسونات قفلوا النار وجابوا الشيك. كيلي كانت لسه الاطباق قدامها زي ماهي. قالت للجرسون “لسه باكل!”، ردوا بلطف إن وقتنا انتهى وإنهم محتاجين الترابيزة. كيلي زعلت، بس ما قدرتش تعمل حاجة.

بعد ما دفعنا، خرجنا برا المطعم، والبنات كانوا بيخططوا يروحوا يشربوا قهوة أو حاجة. وبعدين ده اللي حصل…

كيلي: ممكن نروح مكان بيقدموا فيه أكل؟ أنا لسه جعانة قوي.

مراتي: ما أكلتيش كفاية في المطعم؟

كيلي: لا، ما لحقتش أخلص، الوقت خلص بسرعة.

بوب: بجد! كان عندنا ساعتين! إنتِ كنتي بتعملي إيه في الساعتين دول!؟

كيلي: ماكانش ساعتين! إنت بتتصرف بطريقة مش معقولة!

صاحبة تانية : لا، حرفيًا كانوا ساعتين. الجرسون قال لنا من البداية إن عندنا ساعتين وكانوا حاطين مؤقت.

كيلي: مستحيل يكونوا ساعتين! المؤقت بتاعهم أكيد فيه مشكلة. وأنا شفت الأكل وكانت ريحته حلوة جدًا…

بوب: طب ليه ما أكلتيش؟ ده أنا وصاحبي أكلنا لوحدنا 9 أطباق!

كيلي: مش مهم الكلام ده دلوقتي! الفكرة إني جعانة وعايزة اروح مكان بيقدموا فيه أكل.

البنات باين عليهم اضايقوا شوية، بس وافقوا يروحوا مكان عشان يشربوا قهوة وكيلي تأكل حاجة.

بوب قرر ما يروحش معاهم لأنه عنده شغل تاني يوم، وأنا كمان ما رحتش ورجعت البيت.

حوالي الساعة 1:30، مراتي رجعت البيت وحكت لي اللي حصل. هم راحوا مطعم ، والبنات طلبوا قهوة وحلو، وكيلي طلبت وجبة كاملة.

الساعة 12:30 البنات كانوا جاهزين يمشوا، وكيلي مرة تانية ما كملتش أكلها! في اللحظة دي الكل بدأ يسأل كيلي عن عاداتها في الأكل.

لما حسوا إنهم حاصروها بالكلام وهي اتضايقت، كيلي طلعت برا عشان تهدى.

مراتي طلعت وراها برا وحاولت تهدي الموقف مع كيلي، لكن هي كانت في حالة دفاعية جدًا! بدأت تقول لمراتي إن الموضوع مش كبير، لكن الناس بقوا ياخدوا بالهم وقلقانين من عادات أكلها من بعد ما أنا (صاحب الرسالة) نبهتهم على الموضوع وجوزها (بوب) أكد كلامي.

كيلي كلمت جوزها وطلعت غضبها عليه! و مراتي أخدت كيلي للبيت بس ما اتكلموش كتير.

أعتقد إن صداقتهم هتتأثر بالموضوع ده….

🌹#تحديث بعد حوالي سنة

بعد موضوع المطعم الكوري، مراتي خرجت مع كيلي بعد كام يوم عشان تفهم ليه هي بتعمل كده.

اللي مراتي فهمته، كيلي كويسة… بس هي اجتماعية جدًا وبتهتم تعرف كل حاجة عن الناس كلها. ليه؟ مش عارف.

هي لما بتكون قاعدة على ترابيزة غدا أو عشا، بتحب تسمع للناس وتتواصل معاهم، وبتنسى إنها بتاكل!

جوزها بوب شرح لي ده أكتر من مرة. كمان قال إن لما الأمور مش بتمشي حسب رغبتها وبمزاجها ، بتبقى عصبية جدًا، ولما تضيف الجوع كمان للموقف، يبقى الموضوع جحيم علي دماغة!

بوب وكيلي حاولوا يشتغلوا علي علاج المشكلة دي. وبصراحة، لما سمعت الكلام اللي بوب قالة كنت مستغرب إنهم ما انفصلوش لحد دلوقتي.

حسب كلامه، أول مرة حاول يدربها تاكل أسرع، كيلي أخدت ساعة ونص عشان تاكل شريحتين بيتزا (كان مشغل تايمر على الآيفون بتاعه)! وطبعًا كيلي ما صدقتهوش وكانت فاكرة إنه بيبالغ.

بوب قرر يسجل تاني العشا الجاي… بس من غير ما يقول لها! ولما عرض عليها التسجيل اللي مدته كان ساعتين و31 دقيقة (عشان سيخ كباب وسلطة معمولين في البيت)، انفجرت (هي علي طول كده)! وكانت شايفة اللي عمله ده خيانة للثقة، واعتداء على الخصوصية، وكانت خايفة يكون بيحاول يشخصها بمرض. وفي نص الليل… سابت البيت ومشت.

طبعًا كيلي عندها أصحاب كتير من الجالية التركية… بس محدش وافق يفتح لها الباب! حتى لما جات لبيتنا ما دخلتش لأننا كنا تعبانين. فكيلي رجعت لبوب وقعدوا يتكلموا. بعد ساعات من الجدال، طلعوا بخطة للتعامل مع الموضوع عشان “يصلحوا” كيلي.

الحل ببساطة… “بطلي تتكلمي، خلصي الأكل بسرعة!” الفكرة بسيطة… بس كيلي عمرها ما عملتها!

طبيعي لما تبقى مع أصحابك على ترابيزة الأكل ومش بتتكلمي، تبقي بتاكلي. لكن كيلي لأ… كانت بتفضل تتكلم كتير، وبتبقى مندمجة في الكلام لدرجة إنها حتى لو الأكل في إيدها مش هتاكله.

بصبر وتدريب مستمر، بوب قدر يخلي كيلي تاكل أسرع.

كان باين إن المشكلة اتحلت، طلعت لأ.

اجتمعنا تاني مع أصحابنا الأتراك في مطعم سوشي… كيلي رجعت لعاداتها القديمة! كان الوضع سيء جدًا! كيلي ما كانتش بتسكت! حرفيًا كانت بتستولي على معظم الكلام على الترابيزة. وفعليًا طلبت ثلاث أطباق سوشي، وأكلت نص واحد بس. وكالعادة، اتضايقت لما الاستاف عرضوا عليها تاخد بقية أكلها في بوكسات.

بعدها بشهرين، اتقابلنا تاني مع بوب وكيلي في مطعم شرق أوسطي، وهي… اتحسنت جدًا! فعلًا خلصت أكلها!

اتكلمت بشكل طبيعي مع الكل وأكلت زي الناس العادية. سألت بوب عمل إيه، وكان رده “نفس الشيء. دربتها تاني.”

دي كانت آخر مرة نخرج نتعشى معاهم. بقينا بنعمل باربكيو في بيوت أصحابنا أو تجمعات في النادي بس ما بنروحش مطاعم تاني مع بوب وكيلي.

بعد كده بوب وكيلي نقلوا لفلوريدا. صحيح ما بقيتش أتكلم أو ابعت رسائل لبوب زي الأول، بس مراتي لسه بتتكلم مع كيلي كل أسبوع تقريبًا.

كيلي لقت أخصائية نفسية بتساعدها في التعامل مع مخاوف تانية (الخوف من أن حد يحكم عليها والخوف من تفويت فرصة أو شيء مهم). والأكل برة قلّ كتير في فلوريدا عشان غالي أكتر.

بس لما بوب وكيلي يخرجوا يتعشوا، الموضوع بيبقى ساعات تمام وساعات لأ حسب المود.

مراتي قالت إن الجالية التركية في فلوريدا بيلفتوا نظر كيلي أكتر لو بتاكل ببطء شديد……..

يعني في النهاية الموضوع بقه أحسن.

 

#قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!