الأكل الهندي 🍗🍖
أنا (35 سنة) مراتي سارة (36 سنة) عندنا بنت عندها 11 سنة اسمها “ليلى”.
ليلى بدأت تدخل الصف السادس من سبتمبر، لكن في مشكلة كبيرة بدأت تظهر.
سارة مراتي هندية وبتعمل أكلات لذيذة جدًا كل العيلة بتحبها، وعادة بتجهز نفس نوع الأكل ل ليلى عشان تاخده معاها المدرسة.
غالبًا بتجهز لها علبة فيها (رز وأكل هندي)، وده ماكانش فيه أي مشكلة لما بنتنا كانت في المرحلة الابتدائية.
من فترة ليلى جات لنا وهي بتعيط وبتحكي أن الاولاد اللي في المدرسة معاها بيتريقوا على أكلها، وده كسر قلبي تمامًا. لأني مريت بنفس التجربة في نفس سنها (أنا من عيلة صينية، وكنت باخد أكل بيتي معايا المدرسة برضه).
لما سألتها إذا كانت عايزة نبلغ عن المشكلة، رفضت بشدة وطلبت مننا ما نعملش كده عشان ما حدش يناديها بـ”الواشية” الفتانة أو حاجة أسوأ.
لما سارة سمعت الموضوع، اتصلت على طول بمدير المدرسة، مع إني ما كنتش عايز اننا نلجأ للطريقة دي في البداية.
مراتي قررت إنها تتجاهل الموضوع بعد كده، وقالت لليلى إنها مش هتشتري أكل من المدرسة وإنها لازم تتجاهل الاولاد التانيين.
نفس المشكلة بتحصل كل يوم. ليلى بترجع البيت متضايقة جدًا، وفي أوقات سارة بتزعق لليلى عشان ما بتاكلش أكل المدرسة اللي بتاخده معاها.
أنا وسارة قعدنا نتكلم مع ليلى عن ثقافتها وإنها لازم تكون فخورة بيها، واتصلنا بالمدرسة، لكن المدرسة كانت بتتصرف بشكل غير جدي (اتكلموا مره مع أهالي الطلبة وانتهى الموضوع عند كده).
ليلى لسة مش متجاوبة، وأنا مش عايزها تفضل جعانة، لأن في أيام كتير ما بتاكلش فيها خالص.
أنا فاهم إزاي طلاب الإعدادية ممكن يكونوا قاسيين، ومش عايز ليلى تحس بعدم الثقة أو الحزن، حتى لو ده معناه إننا نديها أكل مختلف، لكن سارة مصرة إنها مش هتحضر غير الأكل المعتاد.
بدأت أعمل لليلى وجبات تانية زي السندوتشات أو المكرونة بالجبنة عشان تبقى مرتاحة وهي بتاكل في المدرسة قدام زمايلها، ده كان الحل الأخير لما كل المحاولات التانية ما نفعتش.
كنت باخد غدا ليلى وأكله أنا في شغلي، وأجهز لها وجبة خاصة بيها الصبح بدري من ورا مامتها.
ليلى كانت بتاكل وجبتها بالكامل وبترجع البيت مبسوطة أكتر. لكن الحل ده ما استمرش أكتر من أسبوعين، لأن سارة اكتشفت الموضوع واتعصبت جدًا. قالت إني كده بأنكر ثقافة ليلى وإنها لازم تتعلم ما تتأثرش بكلام الأطفال التانيين، وإن الطريقة دي بتعلمها إنها تاخد كل اللي عايزاه.
هل سارة عندها حق؟ هل أنا الغلطان؟
🌿تحديث: ناوي أتكلم في الموضوع ده مع سارة النهارده بالليل، وهعمل تحديث بعدها. أتمنى سارة، تقتنع ولو مفيش فايدة ، هعمل زي ما الناس اقترحوا وهفضل أجهز غدا ليلى بنفسي أو أخليها تختار اللي يناسبها.
🌿قعدنا أنا وسارة مع ليلى واتكلمنا معاها عن الحل اللي هي عايزاه. ليلى قالت إنها بتحب الأكل اللي أنا بحضّره وعايزة تفضل تاخد النوع ده من الأكل معاها علي طول.
اكتشفنا كمان إن التنمر ده مستمر من فترة طويلة (مش من أسبوعين ولا تلاتة بس).
الحمد لله اخيرًا سارة وافقت إن ليلى تاخد الغدا اللي هي عايزاه بشرط إنها تلتزم بأكل البيت (سواء صيني أو هندي) في العشا والفطار، وكلنا اتفقنا على كده، فخلاص سارة هتعمل اللي يريحها.
بالنسبة للمدرسة، بما إن المدير ما عملش أي حاجة تُذكر، اتواصلنا مع مسؤول الإدارة التعليمية، ولسه مستنيين رد منه. أعتقد إن ده هيكون حل أفضل للمشكلة. لما يوصلنا رد، هعمل تحديث تاني.
🌿الحمد لله قدرنا نحل كل حاجة. المسؤول عن الإدارة التعليمية ومجلس ادارة المدرسة كانوا فعلاً متعاونين جدًا وردوا علينا بعد يومين لتحديد اجتماع بخصوص المشكلة.
مش هخش في تفاصيل كتير، لكن كان فيه بنتين تحديدًا هما السبب الرئيسي في التنمر. واحدة منهم أخدت عقوبة “احتجاز” لفترة، والتانية اتفصلت مؤقتًا لأنها كانت عاملة حاجة مشابهة لده قبل كده.
أهالي البنات دول كمان كانوا متأسفين جدًا ودعموا ليلى وما حاولوش يعترضوا على العقوبات، وده كان شيء إيجابي جدًا.
أما بالنسبة لليلى، فهي حالياً أحسن بكتير، وبقت بترجع من المدرسة وهي مبسوطة ومرتاحة أكتر.
(القصة حقيقية مترجمة من ريديت)
#قصص واقعية
#قصص