بنتي الوحيدة 👨‍👧 قصص

قصص واقعية

بنتي الوحيدة 👨‍👧

بصراحة، أنا معترف إني ماكنتش أحسن أب. غرقت نفسي في الشغل طول فترة طفولة اولادي وماكنتش موجود معاهم دايمًا، رغم إني حاولت أكون معاهم على قد ما أقدر.

أنا ومراتي (55 سنة) متجوزين من 30 سنة، وعندنا ولد عنده 30 سنة وبنت عندها 29 سنة. كنا بنحب بعض من أيام المدرسة الثانوية، وجوازنا ممتاز – هي حب حياتي.

مراتي كانت ربة منزل معظم فترة جوازنا. ابننا عايش معانا في البيت، لكن بنتنا للأسف علاقتنا بيها مقطوعة وعايشة بعيد عن البيت من فترة طويلة.

بنتي ومراتي دايمًا كانوا في صدام زي القط والفار. الموضوع كان صعب جدًا عليّا، خصوصًا إني كنت بحاول دايمًا أصلّح بينهم. بس هما ببساطة ماقدروش يتفاهموا أبدًا.

بنتي كانت دايمًا بتتهم مراتي إنها بتعاملها بعنف، سواء جسدي أو نفسي أو لفظي، تقريبًا طول الوقت كانت بتقول كده.

وصل الموضوع إننا حضرنا جلسات علاج أسري لما بنتي كانت في المدرسة الإعدادية، لكن المُعالج قرر وقتها إن بنتي ممكن تكون بتبالغ وبتقول حاجات مش حقيقية عشان تلفت الانتباه.

ابننا عمره ماكان عنده أي مشاكل مع مامته – المشكلة دايمًا كانت بين مراتي وبنتي بس.”وده كان بيأكدلي دايما أن المشكله في بنتي”

مراتي ست صارمة، وكنت أحيانًا بتكلم معاها وأقول لها تخف شوية لأنها ساعات كانت بتكون قاسية في تعاملها مع الأولاد، بس عمري ما شفتها أو سمعتها بتتعامل مع بنتي بعنف، مجرد الخلافات العادية بين الأهالي والأولاد (زي الواجبات المنزلية، الدرجات السيئة، شرب**، أو الحاجات اللي كل الأطفال بيعملوها).

بنتي كانت بتقول إن مامتها كانت بتتعامل معاها بعنف جسدي، بتضربها، ترمي حاجات عليها، وكمان بعنف لفظي، بتشتمها بألفاظ زي “تخينة”، “وحشة”، “غبية”، “مالكيش قيمة” – كل ده مراتي أنكرت تماما إنها قالته أو عملته. وأنا بصراحة كنت مصدق إنها مستحيل تقول أو تعمل الحاجات دي. كنت بدافع عن مراتي بشدة، لكن في نفس الوقت كنت بحاول بكل جهدي أحل المشاكل مع بنتي.

بنتي سابت البيت أول ما قدرت تعمل كده، وقالت إن السبب هو مامتها، وإني كمان بدعم مراتي في اللي بتعمله، ومن وقتها تقريبًا ما بصّتش وراها. ما رجعتش البيت غير زيارات قصيرة ليوم واحد.

ومن أكتر من سنة، بنتي قطعت علاقتها بينا تمامًا بعد خناقة بينها وبين مامتها (الخناقه حصلت وهما بيتكلموا في التليفون)، أنا ماحضرتش الخناقة دي. بس من وقتها ما سمعناش عنها أي حاجة.

مراتي قالت لي إن الخناقة كانت بسبب خلاف علي “رعاية طفل بنتي”، اللي هو حفيدنا الوحيد.

حاولنا نتصالح معاها، لكن مافيش أي رد. حتى لما أفراد من العيلة توفوا، رفضت تيجي تقابلنا وما حضرتش جنازاتهم.

كمان لما اتجوزت ماقالتش لحد، وده معناه إني فوت فرح بنتي الوحيدة، ده غير إني خسرت علاقتي مع حفيدي الوحيد. الموضوع كان صدمة كبيرة بالنسبة لي.

بدأت أروح جلسات علاج نفسي بعد فترة قصيرة من قطع بنتي علاقتها بينا، لأني كنت محتاج قوي أفهم اللي بيحصل.

المُعالج كان رائع، وساعدني أتقبل الوضع وأتعامل مع حزني على خسارة علاقتي مع بنتي. ساعدني أفهم إني ممكن ماكنتش أحسن أب ليها، لكن مفيش حاجة أقدر أغيرها دلوقتي. كل اللي أقدر أعمله هو إني أستنى لما بنتي تقرر تفتح لي الباب تاني.

قررت بعد كده أبدأ أجيب مراتي معايا. في البداية، مراتي كانت ضد فكرة العلاج النفسي تمامًا، لكن مع إصراري وافقت تيجي. بدأنا نحضر سوا، وبعدين بقت تحضر لوحدها.

مراتي مؤخرًا طلبت مني أجي معايا جلسة علاج نفسي عشان أدعمها، وهناك هي والدكتور قالولي خبر كان صادم جدًا بالنسبة لي:

خلال الجلسات اللي مراتي كانت بتحضرها لوحدها، هي أعترفت للدكتور إنها فعلاً كانت بتعنف بنتنا!!!

مراتي، بعد ما انهارت واعترفت، قالت إن كل حاجة بنتنا كانت بتقولها عن مشاكلهم كانت حقيقية !!

الدكتور قال لها أن أول خطوة علشان تتعالج لازم مراتي تعترف لي بالحقيقة !!

كمان مراتي اعترفت إن الخناقة اللي أنهت علاقتنا ببنتنا كانت بسبب إنها كانت بتقول لحفيدتنا إنها “تخينة” و”غبية” خلال زيارات نادرة جدًا كانت بنتنا بتسمح بيها. حفيدتنا حكت لمامتها عن ده، وبنتي كلمت مراتي وقالت لها إن علاقتهم انتهت تمامًا.

أنا مصدوم ومش عارف أعمل إيه. في النهاية، قمت من الجلسة ومشيت لأن اللي سمعته خلاني حاسس بتعب في جسمي.

لمدة 20 سنة، كنت بدافع عن مراتي وكنت مصدقها لما كانت بتتهم بنتي بالكذب. كنت بصرخ وبزعق في بنتي بسبب “كذبها”، وهي كانت بتترجاني أصدقها.

كل ده كان غلطتي 100% ، وأنا اللي بعدتها عني. دلوقتي مش عارف حتى أوصل لها، لا معايا رقمها ولا عنوانها ولا أي طريقة للتواصل.

بقالي أكتر من سنة ما سمعتش صوت بنتي، وآخر مرة كلمتني فيها قالت لي إنها مش عايزة تشوفني تاني، لأنها شايفة إني كنت بدعم الست اللي عذبتها طول حياتها. وحتى وقتها، فضلت أدافع عن مراتي.

أنا بكره نفسي أكتر من أي حاجة في الدنيا دلوقتي. وزعلان قوي علشان بنتي الوحيدة.

أنا حاسس إن جوازي خلص. حاليًا قاعد مع أخويا، ومراتي مش بتبطل تتصل بيا. الرسايل الصوتية اللي بتعتهالي شوية بتتوسل عشان نتكلم، وشوية بتصرخ وتزعق إني مش واقف جنبها.

كمان المعالج النفسي بتاعي كلمني وبعتلي رسالة بيقترح فيها إننا نحاول نعمل جلسة تانية عشان نحل الموضوع، بس هو شجعني برضه إني آخد وقتي.

أنا عارف إني كمان غلطان. كان المفروض أسمع وأصدق بنتي. بس ما عملتش كده، ومش أقدر أغير اللي حصل. كل اللي عايزه دلوقتي هو إني أعرف أبدأ منين وأروح فين.

لو سمحتوا، محتاج نصيحة. أنا حاسس بتعب جسدي من كتر التفكير. الموضوع تقيل جدًا عليّا. أي مساعدة ممكن تفرق معايا.

🌿عايز أوضح شوية حاجات::

في الأول كنت متردد من فكرة الطلاق لأنني ببساطة ماكنتش عارف أبدأ منين. كنت تايه بعد جلسة العلاج النفسي، وكنت محتار جدًا وبصراحة، خايف شوية. كان لازم أواجه حقيقة إني فعلاً ماكنتش عارف الست اللي كنت متجوزها لمدة 30 سنة.

أكيد أنا عندي أخطائي، 100%، لكن كنت بحب مراتي وبثق فيها. كنت عارف إني محتاج أمشي وأسيبها، بس ماكنتش عارف إزاي. كان فيه مليون حاجة بتدور في دماغي كمان – الفلوس، الممتلكات، إزاي هشرح ده لعيلتنا. بعد أكتر من 30 سنة جواز، كان فيه حاجات كتير محتاج أرتبها لوحدي، وكنت محتاج حد يوجّهني عشان أعمل ده بشكل صح.

في الاخر قررت إني مش فارق معايا الموضوع هيكلفني إيه، ومش ناوي أكذب عشان أحافظ على شكلي قدام عيلتنا.

سألت ابني عن اتهامات العنف – أنا كنت دايمًا بسأله شاف أو سمع إيه، وهو كان دايمًا واقف في صف مامتة. ابني ماعندوش أي علاقة بأخته. زي ما ذكرت قبل كده، عمرهم ما كانوا متفقين.

لكن حقيقة إن ده كان بسبب إنه “الطفل المدلل” حاجة ما أكتشفتهاش غير مؤخرًا للأسف.

هو كان دايمًا في صف مامتة ويدعمها في أي خناقات. لما كانت الخناقات تحصل بين بنتي ومراتي، كان يجي لي ويقولي إن أخته بتكذب، وإنه كان موجود وشاف اللي حصل، وإن أمه لا ضربتها ولا أهانتها.

كان دايمًا يقول إن أخته “بتتصرف بعصبية” أو “بتتصرف بشكل سخيف” عشان مامتها كانت بتطلب منها طلبات عادية (زي متتأخريش برة، أو خلصي واجبك الأول، وهكذا). للأسف، أنا كنت مصدقهم هما الاتنين بسبب تفكير غلط “أن رأي الأغلبية هو اللي صح”.

كان عندي اتنين من أقرب الناس ليا، بحبهم وبثق فيهم، وبيحكولي نفس القصة.

أنا مش فخور بالطريقة اللي كنت بفكر بيها، بس ده كان اللي أنا كنت شايفه وقتها. لما كبروا، بنتي رفضت تتكلم مع أخوها نهائي، وكانت حتى ترفض تيجي البيت لو هو موجود. أما هو، فمش فارق معاه، وماحاولش بأي شكل يصلح علاقته بيها.

مراتي وصلت لابني الأول قبل ما أنا أرجع البيت، ودلوقتي هو رافض يرد على مكالماتي. سبته رسالة صوتية وطلبت منه يحاول يكون منفتح، وقلت له إني موجود لو عايز يتكلم في أي وقت.

أنا ناوي أكمل جلسات العلاج. لما الطلاق يتم رسمي، هحاول ألاقي طريقة للتواصل مع بنتي.

مش ناوي ألاحقها أو أستعين بمحقق خاص، زي ما بعض الناس اقترحوا. ده بالنسبة لي هيكون اختراق كبير لخصوصيتها، وحاسس إنه هيخوفها أكتر ويبعدها عني زيادة.

مش عارف دلوقتي إيه الطريقة المناسبة، لكن هحاول أكتشف ده.

(القصة حقيقية مترجمة من ريديت)

#قصص مسلية

#قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!