ازمه منتصف العمر

أول مرة أكتب. بصراحه خايفة الناس تحكم عليا. مش عارفة أعمل إيه. حياتي اتغيرت بشكل كبير. الموضوع طويل أوي زي الرواية، آسفة على الإطالة وعلى أي أخطاء في الكتابة (الإنجليزي مش لغتي الأم).

أنا (38 سنة) و جوزي (54 سنة) اتعرفنا علي بعض من 7 سنين في الشغل.

اول ما اتعرفت عليه كان متجوز وعنده ولدين (كانوا عندهم 10 و 14 سنة وقتها).

أنا كنت عازبة وماعنديش أولاد. بقينا أصحاب مقربين وبعد شوية ارتبطنا.

اعترفلي إنه مش سعيد في جوازه وكان ناوي يسيب مراته لما أولاده يكبروا. أنا حبيته وقررت استنى لحد ما جوازه ينتهي.

بعد سنتين من علاقتنا للأسف سرنا انكشف، كنت متوقعة إن الدنيا هتتقلب علي دماغنا . وفعلا ده الي حصل الأمور كانت صعبة لفترة.

مراته قلبها اتكسر قوي وده طبيعي في الحاله دي، لكن هي وافقت إنها ماتقولش لأولادهم عن علاقتنا وتخبي عليهم. ماكنتش عايزه تجرح الاولاد، اتفقنا إننا نفضل مخبيين علاقتنا لمدة سنة قبل ما نعلن عنها للكل احتراما للاولاد ولطليقه جوزي

بعد سنة تقريبًا عرفني على أولاده. كان صعب عليهم في البداية يشوفوا والدهم سعيد مع ست تانيه، لكن بعد كده الحمد لله عرفت اتفاهم معاهم بشكل كويس.

من حوالي 3 سنين، اشترينا بيت واتجوزنا. الأولاد كانوا بييجوا يزورونا كتير. كل حاجة كانت ماشية بشكل كويس. أو على الأقل ده اللي كنت فاكراه…

المشكلة: طليقة جوزي كانت بتمر بوقت صعب بسبب اللي حصل وانفصاله عنها. كانت ربة منزل بس عندها شغل بسيط. اللي فهمته إن عندها مشاكل صحية خليتها تزيد في الوزن. كانت مكتئبة وحزينه.

السنة الأولى بعد الانفصال، كانت بتكلم جوزي باستمرار وهي بتعيط، وتبعتله إيميلات طويلة ورسائل مؤثرة بتطلب فرصة تانية علشان يرجعوا يلموا شمل العيلة.

جوزي كان حاسس بالذنب لكن ماكنش بيتكلم معاها في حاجة خارج مشاكل الطلاق والأولاد. قالي إنه أخد قراره، وإنه بيحبني، بس كان حزين علشان الالم الي سببه ليها وللأولاد، لكن الموضوع خلص وكل اللي يقدر يعمله إنه يبص لقدام ومايفكرش في اللي فات.

بعد كده، طليقته بطلت تكلمه أو تبعتله رسائل. هي طلبت من جوزي إنهم يتواصلوا بخصوص الأولاد من خلال تطبيق تربية مشترك (ابلكيشن) . ومن وقتها وهي ماظهرتش تاني، لأن ابنه الكبير بقى بيعرف يسوق، ولو جوزي بسبب اي ظرف اضطر يروح يجيب ابنه الصغير كانت هي بتكون مش موجوده في البيت . بصراحه الموضوع كان مريح جدًا بالنسبة لي.

ابنه الكبير قال لنا إن والدته بقت بتروح لدكتور نفسي وبدأت تهتم بالتأمل، اليوجا، وبقت نشيطة جدا، وبتحب المغامرات. كمان لقت شغل بدوام كامل في مجالها، وبقت مبسوطة.

من حوالي سنة، ابنه الصغير بدأ يجيب سيرة “العم ديف” في الكلام!!!

“ديف” ده كان صاحب جوزي المقرب. بس بعد كده قطع علاقته تمامًا مع جوزي بعد ما علاقتنا انكشفت (جوزي اعترفله بعد ما الموضوع اتعرف وصاحبه كان شايط من كتر الغضب). من وقتها و مفيش أي اتصال بينه وبين صاحبه ده.

اللي اتضح بعد كده إن ديف وطليقة جوزي بقوا في علاقة جدية. وفي نفس الوقت اللي الخبر ده اتعرف فيه، اكتشفت إني حامل.

بعد ما الموضوع اتعرف، جوزي بقى غريب قوي، الاول فكرت إن ده بسبب ضغوط الشغل (بدأ شغل جديد وقتها). بعد كده بدأ يرجع البيت وهو مش في وعيه، ومش بيسيب الموبايل من إيده. تصرفاته غريبه تمامًا.

من حوالي 6 شهور، كلمني من قسم الشرطة وطلب مني أجي آخده. الظاهر إنه راح بيت طليقته وهو مش في وعيه واتخانق مع صاحبه القديم. اتهم طليقته إنها كانت *** مع صاحبه القديم وضربه!!!

جوزي كان عنده انهيار عصبي. الموضوع كان جنوني. جوزي طول عمره هادي ومالوش في العنف، لكن اللي حصل حاسسني ان جوزي بقى شخص تاني. شخصيته اتغيرت تمامًا وبقى مهووس بطليقته وصاحبه القديم.

بقى بيراقب حساباتهم على السوشيال ميديا (هو دلوقتي اتحظر)، وبيسأل أولاده وأفراد عيلته عن أخبارهم، وكأنه مش قادر يبطل تفكير في الموضوع. هو وافق يروح لدكتور نفسي ولسه بيتابع معاه.

عدت 6 شهور. ودلوقتي عندنا ابن عمره كام شهر. كنت فاكرة إن الأمور هتتحسن ونقدر نكمل حياتنا، لكن بصراحة الوضع لسه متوتر. حاسة إنه قلبه مابقاش معايه، احيانا بفكر أسيبه. بس مش قادره؟ أنا بحبه، ودلوقتي عندي طفل و لازم أفكر في ابني… نفسي نكون عيلة.

أنا فاهمة الألم اللي اتسببنا فيه وعارفه ان الطريق ماكنش سهل ، يعني بعد ماخلاص قدرنا نكون مع بعض، ازاي هو عايز يتراجع ، انا مش قادره اصدق خالص ولا داخل دماغي الي بيحصل ده. تفتكروا جوزي بيتصرف كده علشان عنده إحساسه بالذنب؟ الندم؟ الغيرة؟ أنا حتى مش عارفة أسأل علي ايه… حد مر بحاجة زي دي؟ هتتعاملوا إزاي في الموقف ده؟ هل في أمل في علاقتنا؟ أنا بحب الراجل ده من كل قلبي، لكن بدأت أشك إننا هنقدر نكمل. آسفة على التطويل.

خلاص، الموضوع انتهى. إحنا هننفصل. هو قرر يمشي من البيت كمان كام شهر، ودلوقتي بينام في أوضة لوحده. هنضطر نبيع البيت ونتفق على ترتيبات زياره للولد. حاسة إني مستنزفة، وقلبي مكسور وحزينه….

صاحبتي اقترحت عليه أفتش في حاجته. ما اكتشفتش حاجة على اللاب توب أو الموبايل بتاعه.

هو أخد يوم أجازة من الشغل علشان كان بيساعد ابنه الكبير في الانتقال وكان سايب الكمبيوتر بتاع الشغل في البيت. قررت أفتش فيه برضه، فتح معايه! فتحت الايميل . اكتشفت إيميلات كتير جدا بعتها لطليقته من حوالي 3 سنين، وكمان ايميلات لصاحبه من حوالي 6 شهور.

الباشا فاكر نفسه روميو . تخيلوا

طليقته ردت عليه مرات قليلة جدا علشان بس تقوله بوضوح يروح في داهية. كان بيتوسل لها ترجعله، وبيقولها إنه ارتكب أكبر غلطة في حياته وإنها حب حياته. والشمس والقمر بيطلعوا من وشها!!!

فاكر نفسه روميو العاشق اللي فوق الخمسين سنة ده.

شيء مثير للشفقة فعلاً. صاحبه القديم كمان كان واضح معاه ووقفه عند حده.

كنت في حالة صدمة. أخدت ابني وروحت على بيت بابا وقضيت الليلة هناك. تاني يوم سبت الولد مع بابا ورجعت البيت أواجهه. طبعت شوية من الإيميلات وجهزت كل حاجة.

كنت متوقعة إنه ينكر أو على الأقل يدافع عن نفسه قدامي ، يقول إنه غلطان و يطلب مني اسامحه. المفاجاه ، انه كان هادي ومتماسك، ما أنكرش أي حاجة ورد على كل أسئلتي بصراحة. قالي انه كان فاكر نفسه بيحبني، بس اكتشف انه ده ماكنش حب حقيقي . هو بس كان مبهور في الاول.

قال إنه بسببي خسر اهله واصحابه , و لما عرف إن طليقته مكملة في حياتها، وقتها حس بكل الألم والدمار اللي سببه. العلاج النفسي خلاه يواجه نفسه ويعيد تقييم اختياراته وطريقة تفكيره. هو بيعتقد إنه مر بأزمة منتصف العمر علشان كده اتصرف بتهور.

قال إنه عايز يكون شخص أفضل ويحاول يخلي طليقته تسامحه عن طريق إنه يبقى أب عايش بس لأولاده ويعوضهم عن الألم اللي سببه ليهم. قال إنه مش عايز يأذيني، واني أستحق راجل يحبني حب حقيقي، وهو اسف على تضييع سنين من حياتي.

و إنه بيحب ابننا وهيفضل موجود في حياته كأب مهتم وبيشارك في تربيته. هو كان عايز يقولي الحقيقة قبل ما أخلف، لكن قرر يستنى لحد ما ابننا يكبر شوية.

في كلام كتير تاني، لكن ده المختصر. حاسة إني غبية واتضحك عليا، قلبي مكسور ومشوشة. وغضبانة. غضبانة جدًا.

انا متأكدة إن الأيام الجاية هتكون أحسن. بس كنت أتمنى إني ماكنتش جزء من أزمة منتصف العمر بتاعته. قد إيه شيء مثير للشفقة إن راجل فوق الخمسين سنة مش عارف هو عايز إيه في حياته!

إزاي هقدر أثق في راجل تاني بعد كده؟؟؟