“مديري بيهدنني ياخد مني كل حاجه لو سيبت الشغل”
دي حكاية طويلة شوية بس أنا عندي 19 سنة وعايز أسيب شغلي وأدور على شغل تاني يكون بدوام جزئي عشان أقدر أخلص المدرسة.
مديري مفيش عنده مشكلة إني أمشي، لكن المشكلة إنه مش هيدعمني لو سبت الشغل، وده معناه إني هفقد كل حاجة بامتلكها ومش عارف أروح لمين دلوقتي.
أنا بدأت هنا لما كان عندي 16 سنة. كان فيه واحد أعرفه أخد جناح كبير في فندق من أحسن الفنادق في دالاس، وعملنا حفلة هناك. الحفلة خرجت عن السيطرة، الناس بدأت تتقيأ في الأوضة وسببوا ضرر كبير في الفندق وسرقوا حاجات كتير. تاني يوم الصبح، صحيت على صوت المدير والأمن بيزعقوا فيا، و”أصحابي” كانوا كلهم اختفوا وسيبوني نايم.
المدير اخدني مكتبه، وأنا كنت بعيط واترجّيته إنه ميتصلش بالشرطة، فقال لي إنه ممكن أجي أساعدهم في تنظيف الأوض و غسل الاطباق في المطبخ بعد المدرسة عشان أسدد الفلوس الخاصة بالأضرار، ووقتها مش هيبلغ الشرطة.
بعد كام أسبوع، قلت له إني مش هقدر أجي تاني عشان أهلي مش هيوصلوني للفندق ، خصوصًا إني مش بجمع أي فلوس، وأهلي قالوا إنه بيستغلني، بس أنا مكنتش عايز أقولهم إني بشتغل عشان أسدد ديون. مسمعتش كلامهم لأنهم مش عارفين القصة كاملة.
مديري اشترالي عجلة مستعملة عشان أستخدمها وقال إنه عايزني أجي كل يوم لحد ما أدفع تمن الأضرار وكمان تمن العجلة.
على مدار الشهور اللي بعدها، بقى بيطلب مني حاجات أكتر وأكتر، وكل مرة أسأله عن المدة اللي لسة لازم أشتغل فيها، كان بيقول إنه هيقول لي لما أخلص، وإن لو مش عايز أكمل ممكن يتصل بالشرطة. ففضلت أشتغل وأعمل اللي بيطلبه.
هو غير مواعيد شغلي لحد 12 بالليل كل يوم وده أثر على دراستي. بس هو شخص لطيف ومش عايز درجاتي تتأثر، وكان بيطلب مني أجيبله نتائج امتحاناتي، وقال لي ما أسيبش المدرسة. بس لما كملت 18 بطلت أروح المدرسة وكنت بنام بالنهار، ولما عرف قال لي إني لو مش هروح المدرسة، لازم أكون في الشغل تقريبًا طول اليوم، أنا بكرهه ده لأن مفيش وقت كافي لصحابي أو لحياتي.
بعد كده، بقت الأمور صعبة مع أهلي، وقلت له إني عايز أمشي من بيت أهلي . مديري كان بيهتم ب بيت لعيلة بتسافر الهند، وعرض علي أعيش فيه، ودي كانت حاجة عظيمة . بس هما بيرجعوا مرة كل كم شهر، فبضطر أمشي في الوقت ده. العيله مش عارفين إني بعيش في بيتهم باقي السنة.
الموضوع مش وحش قوي؛ أنا عايش مرتاح، بيسمح لي آخد أكل من الفندق اللي باقي من المطعم الفخم، والبيت اللي عايش فيه حلو جدًا، وساعات لو فيه كتب أو حاجات في محل الهدايا محدش بيشتريها بيسمح لي آخدها.
لكن كل شوية بقول له إني عايز فلوس مقابل شغلي. وهو دايمًا يقول إني لسة مديون ومش بيقول لي الأضرار كلفت قد إيه أو أنا خلصت قد إيه من الدين.
عارف إن القانون هنا بيقول بعد 3 سنين مفيش حد ممكن يرفع قضية عليا.
امبارح بقى 3 سنين بالضبط، وقلت له إني عارف إنه مفيش حد ممكن يقبض عليا، وعايز أسيب الشغل. قال لي مفيش مشكلة، بس قال لي إنه اشترالي العجلة وكل الهدوم اللي عندي وحاجات ضرورية من وأنا عندي 16، وإنه لو مش هشتغل معاه تاني هيمشيني من البيت ولازم أرجعله كل الحاجات اللي اشتراها لي.
هو فعلاً اشترالي حاجات كتير، بس مش معايا فلوس خالص، فمفيش طريقة أسيب الشغل. لما بحتاج حاجة، بقول له، ولو بعمل شغلي كويس بيشتري لي الحاجة. مش عارف حتى أبدأ منين عشان أبني حياتي بعيد عن الشغل ده.
هل فيه حل؟ طيب فيه طريقة أخليه يسيب لي كل الحاجات دي لحد ما أقدر أعتمد على نفسي؟
شكرًا يا ريديت.
🌿تحديث – صباح الاثنين: مش مصدق أن الموضوع كبير قوي كده. عارف إنه ممكن يكون شكله مجنون، لكن كان سهل أوي إن الواحد يلاقي نفسه في الوضع ده وصعب إنه يخرج منه.
كلمت الشرطة، وقالوا إنه ده موضوع مدني ولازم أتكلم مع محامي، وقلت للشرطه أن ده يعتبر استعباد “عبودية” زي ما ناس هنا فهمتني ، لكن قالوا طالما مش بيمنعني أني امشي واسيب الفندق فمفيش حاجة يقدروا يعملوها.
🌹تحديث
النهارده أنا بجد في أكتر يوم مجنون في حياتي. لما بفتكر اللي حصل، بحس إن موقفي كان مبالغ فيه جدًا، بس الكلام اللي قلتوه عن إنه عبودية، ولما كلمت المحامين وسمعت منهم، خلاني أفهم حجم اللي مريت بيه فعلاً في الـ 3 سنين اللي فاتوا.
هكتب تفاصيل أكتر بعدين، بس حبيت أديكم تحديث سريع عشان أنا متحمس جدًا ومش قادر أركز.
امبارح، دورت علي أحسن مكاتب محاماة في دالاس علي جوجل وبعت لهم شوية إيميلات. جالي اتصال من محامي بيقول إنه عايز يقابلني الصبح.
عقلي كان مشغول طول الليل ومقدرتش أنام غير بعد الساعة 3 الصبح وكان لازم أخرج الساعة 7. طبعت حوالي 50 صفحة من الإيميلات اللي بيني وبينه خلال السنين اللي فاتت (أنا عمرى ما بحذف حاجة) وكمان كتبت شوية ملاحظات عن بعض الرسائل الصوتية اللي سبها لي.
بعد حوالي 5 دقايق من الكلام مع المحامي الصبح، سألني لو ينفع محامين تانيين من فريقه ينضموا لينا، وقضيت حوالي ساعتين بجاوب على أسئلتهم وبحكيلهم كل حاجة.
اللحظة اللي فهمت فيها وشفت قد إيه الموضوع كبير. لما لقيت واحد من المحامين دمّع كذا مرة وأنا بحكي. بصراحة، عمري ما حسيت إنه موضوع كبير كده قبل اليوم ده، لكن دلوقتي شايفه بمنظور جديد تمامًا.
في الآخر، قالوا لي إنهم هيستلموا قضيتي 100% ومش هحتاج أدفع أي حاجة مقدم، وإنهم محتاجين كام يوم عشان يعملوا بحث، وهنتقابل تاني ونتكلم في التفاصيل يوم الجمعة.
زي ما كذا حد منكم قال لي، الموضوع أكبر بكتير من مجرد مسألة مرتب، وإن فيه حاجات كتير محتاجين يدرسوها زي الأجور اللي فقدتها والتهم الجنائية اللي أكيد مديري هيتحاكم بيها، بس محتاجين يتكلموا في الاستراتيجية الأول.
كمان قالوا لي بما إن عندي 18 سنة دلوقتي، أهلي مش لازم يعرفوا حاجة أو يكون ليهم أي دور في الموضوع.
لما كنا بنخلص، المحامي الأساسي اللي كنت بتكلم معاه سألني ناوي أعمل إيه بقية اليوم.
قلت له كنت ناوي أكمل حياتي عادي لحد ما نرفع قضية، “كنت هروح الشغل زي كل يوم”.
أنا اتصلت الصبح علشان استأذن علي التأخير وقلت لهم إني تعبان وهكون هناك بعد الغدا.
المحامي قال لي “ممكن تستأذننا دقيقة” ودخلوا مكتب تاني يتكلموا كام دقيقة. لما رجعوا، سألوني لو عايز أوقف الشغل عند الراجل ده وأبدأ حياة جديدة بعيد عنه.
قلت له آه، فقال لي أروح البيت وأجمع حاجتي وإنهم هيظبطوا لي ترتيبات تانية النهارده. قال لي إني مش هشتغل في الفندق تاني ومش لازم أرد على أي اتصال أو رسالة من مديري مرة تانية.
قضيت كام ساعة في البيت بلمّ حاجتي، وبعدها جالي الإيميل ده من مكتبهم:
عملنا لك حجز لمدة 30 يوم في فندق قريب من مكتبنا. الحجز مدفوع بالكامل.
واحد من مكتبنا هيكلمك الساعة 4 العصر عشان يتابع معاك ويساعدك في نقل حاجاتك من البيت للفندق. كمان هيزوّدك بمصاريف أساسية ويظبطلك حساب UberX لتسهيل المواصلات لمكاتبنا المرة الجاية.
إحنا بنأمل إننا نمثلك في القضايا دي، وبنوفر لك الإقامة دي مجانًا ومن غير أي التزام من ناحيتك. الهدف إنك تكون مستقر في مكان مريح بشكل أسرع عشان تقدر تركّز في الخطوات اللي جاية في حياتك.
شكرًا تاني إنك اتواصلت معانا، ومستنيين نشوفك قريب.
أطيب التحيات،
أنا متوقع إنهم لما يعملوا كل ده ويصرفوا كل الفلوس دي عليّ، أكيد شايفين إنهم هيكسبوا منها كتير، وده معناه احتمال كبير إني كمان هستفيد كويس. أنا طاير من الفرحة من اللي بيحصل لحد دلوقتي، وبكل تأكيد عايز أكمل معاهم. لسة عندي حاجات كتير أجهزها، وضيعت ساعة على الإنترنت دلوقتي، بس هارجع أكمل لمّ حاجتي.
شكرًا جدًا ليكم كلكم على إنكم وجهتوني في الطريق الصح.
🌹 تحديث (بعد سنتين)
من كام سنة، كنت نزلت بوست هنا حاجات كتير اتغيرت من وقتها، وكنت حابب أرجع أكتب و أديكم تحديث.
المكتب القانوني اللي استعنت بيه كان أفضل حاجة حصلت لي. ساعدوني أخرج من سيطرته على طول وخلوني أستقل من غير ما أكون تحت إيده.
في الفترة اللي بعد كده، كنت تقريبًا عايش في مكاتبهم لمدة كام شهر عشان كنا بنراجع آلاف الإيميلات والرسائل الصوتية ونرتب كل حاجة في خط زمني ونتكلم عن كل حاجة حصلت بيني وبينه. كانت حاجة مرهقة عاطفيًا جدًا، بس فريقهم كان داعم جدًا وساعدوني أتجاوز الأوقات الصعبة.
لما شفت كل حاجة قدامي، حسيت بالذنب على اللي عملته في حياتي. إزاي كنت غبي كده، كان واضح جدًا اللي بيعمله. كان واضح جدا أن كل ده مش منطقي، لكن مكنتش شايف ده. أعتقد جزء من ده كان بسبب أني رفضت أسمع كلام أهلي وإنهم كانوا بيقولوا لي أبطل الشغل ده وأنا كنت بقول إنهم أكيد غلطانين.
المحامين بدأوا يتكلموا مع مديري، ومحاميه، ومع المديرين في سلسلة الفنادق، وكمان الشرطة، وقالوا لي إن في بعض المسائل اللي ممكن تعتبر جريمة فيدرالية.
مكنتش فاهم قد إيه الموضوع خطير لحد ما “مديري” جه عند الفندق اللي كنت نازل فيه. هو مشي ورايه بعد ما خرجت من مكتب المحامي وعرف مكاني وجالي، وكان بيزعق ويقول إنه أداني كل حاجة وده هيخرب بيته وعيلته، وبيوريني صور أولاده ويقول لي إنهم هيجوعوا بسببي. كان بيحاول يخوفني ويقنعني إني ضخمت الموضوع وإن محاميي هيخربوا بيته.
لما اتصلت بالمحامي وقلت له، جالي فورًا مع الشرطة واعتقلوه وأخدوا ضده أمر أنه ممنوع يقرب مني.
بعد كام يوم، ماما والمحامي جولي وأنا كنت نايم وصحوني وقالوا لي إن مديري ان*ت**ح*ر. عمري ما حسيت بالإحساس ده قبل كده، شعور صعب، كاني في كابوس مش عارف أصحى منه. جالي انهيار عصبي وقعدت شهرين في المستشفى، بفكر في كل اللي قاله لي عن عيلته وعن إني ضخمت الموضوع وخلاني أشك في كل حاجة تاني. المحامين قالوا لي إنهم هيحاولوا يديروا أكبر قدر من الموضوع من غيري، وأهلي رجعوا في الصورة وكانوا داعمين لي أكتر من اللي توقعت.
أكتر حد كان بيعتذر لي كان واحد من أصحاب سلسلة الفنادق. قالوا لي إن الفندق كان مملوك لإدارة خاصة وإن مديري مكنش بيشتغل معاهم بشكل مباشر، بس عايزين يتأكدوا إني كويس.
في البوستات اللي فاتت، الناس قالولي قال إن لازم أكون مستحق لـ 30,000 دولار على الأقل.
سلسلة الفنادق نفسها دفعت لي أكتر من كده لمجرد إني أقول إنهم مش مسؤولين عن اللي حصل. المحامين قالوا لي إن العرض كان كريم وإن الشخص اللي كلمني فعلاً متعاطف مع الموقف.
كان في تسوية كبيرة، المحامين أخدوا تلت المبلغ. قالوا إن ده من أكبر القضايا اللي شافوها في المجال ده،
عندي دلوقتي مبلغ يكفيني أعيش مرتاح وأكمل تعليمي في إدارة الفنادق، وممكن أفتح فندق بعد كده.
محدش كان عارف بموضوع التسوية في الأول، بس بعد كده ناس كتير عرفت و فجأة عايزين يبقوا صحابي تاني. أكتر حاجة صعبة دلوقتي هي إني أحدد مين أصدقائي الحقيقيين.
من ضمن الناس اللي اتصلوا بيا كان “أصحابي” اللي سابوني في الأوضة زمان،كان مؤلم جدًا إنهم يرجعوا في حياتي بعد السنين دي. دلوقتي الأشخاص اللي بثق فيهم أكتر هما الناس اللي كانوا واقفين معايا من الأول. وعندي مدير مالي دلوقتي بيضمن إني بصرف فلوسي بحكمة.
دي حكايتي، ودلوقتي بدرس بدوام جزئي واتعلمت الطبخ.لسه بحاول أتكيف مع حياتي الجديدة.
أحيانًا بيجي لي كوابيس عن مديري القديم وبفتكر كل مرة كان بيديني نصايح أو بيحسسني إني ذكي وجميل. ساعات بفكر حتى لو أنا سعيد دلوقتي، هل كان يستاهل إن حياتي تتغير بسبب موت حد وكمان عيلته بتعاني.
المعالج النفسي بيقول لي إن ساعات الحاجة الصح بتكون صعبة ومؤلمة، بس أنا عملت الصح، وده بيساعدني أحس إني أحسن. يوم بعد يوم.
(القصة حقيقية)
#قصص