
غرفة الولادة 👩⚕️👶
أنا حامل في أول طفل ليا، ومن زمان وأنا عارفة إن موضوع الحمل ده هيكون حساس جدًا بالنسبه لجوزي. لإن والدته ماتت وهي بتولده.
أنا طلبت من جوزي يروح للعلاج النفسي. وهو بيأكدلي إنه فعلا بيروح مرتين في الشهر.
مش عايزة أقول انه كداب، بس أنا شبه متأكدة إنه يا إما مش بيروح خالص، أو بيروح بس مش بيتكلم عن مشكلتة الأساسية.
جوزي وحمايا مقتنعين تمامًا إني هموت وقت الولادة. هما مش بيقولوا كده بصراحة، بس كل تصرفاتهم بتدل علي كده لدرجة اني بقت متوتره ومش مرتاحة طول الوقت بسببهم.
لما جوزي قالي “ياريت تتأكدي إن ورق التأمين على حياتك مظبوط” و”كمان قالي نفسي تقابلي محامي وتكتبي وصيتك”.
قلت لنفسي “ده أوفر قوي، بس ماشي، لو ده هيطمنه مفيش مشكلة”.
لكن لما طلب مني أراجع كل حاجتي وأعمل “جرد”—علشان أحدد إيه اللي هسيبه للبيبي، وإيه اللي أرجّعه لأهلي لو مُت—هنا قلت لاء. بجد. الموضوع بقه كئيب قوي، ومش طبيعي. وغريب.
حمايا (اللي ساكن قريب مننا وبيتغدى معانا من 2 لـ 4 مرات في الأسبوع) أدخل في الموضوع هو كمان وابتدى يضغط عليا، وقالي بلاش تصعبي الأمور على جوزك ولازم تعملي حساب اللي جاي علشان لو لقدر الله بقى أرمل ومعاه طفل صغير.
علي فكرة أنا حملي الحمد لله ماشي تمام ومعنديش أي مشاكل، ومفيش عندي أي سبب يخليني أتوقع إني هموت وأنا بولد.
وبصراحة أنا حاسة إن حمايا عايزني أموت. الراجل ده بقاله ٣٥ سنة شايف نفسه “أب أعزب عظيم” . هو من ساعه ما حماتي ماتت عمره ما ارتبط بواحده تانية، ولا عنده أصحاب مقربين، ولا حتى هوايات. وحاسة إنه نفسه يخلي ابنه زيه بالظبط.
لما باقول لجوزي الكلام ده، بيقولي إني موسوسة وموهومه.
بصراحة، أنا نفسي حمايا يبعد عن خلقتي خالص الأيام دي. ومش عايزاه يدخل معايا في أوضة الولادة نهائى، خصوصًا بعد ما قالي إنه “مش هيسمحلي” آخد إبرة الظهر!
هو شخصيته قوية جدًا، وأنا عارفة إنه لو دخل أوضة الولادة، أي حاجة عايزها هتحصل. (عارفة إن الناس هتقول “مستحيل الممرضات في الولادة يسمحوا بكده!” بس أنتو ما تعرفوش الراجل ده).
جوزي، غير إنه بيسمع كلام أبوه في كل حاجة، بقه كمان بيتعامل مع ميعاد ولادتي كأنه ميعاد وفاتي. كل دقيقة بقضيها معاه دلوقتي بقت كئيبة، وممله ومرهقة لأعصابي.
مهما أقوله إن تصرفاته بتوتّرني وبتزعّلني، مفيش فايده . الوضع عمال بيزداد سوء، وأنا مش عايزة الكأبه دي حواليا وأنا في غرفة الولادة.
تفتكروا لو منعت جوزي يحضر معايا الولاده هكون غلطانة؟
ماما بتقولي “من حقي امنعهم”، بس الوضع غريب لدرجة إني حاسة إني محتاجة أسمع رأي حد تاني.
هل انا غلطانة علشان عايزة أمنع جوزي وحمايا يحضروا معايا الولاده؟
🔔 تحديث: بعد سنة ونص.
للأسف، كان عندي حق في شكي إن جوزي مش بيروح للعلاج النفسي.
قعدت معاه وقلتله إني قررت أن ماما بس هي اللي هتكون معايا في أوضة الولادة، وإن حمايا مش مسموح له يقرب من أوضة الولادة نهائي. وأكدتله إني هاخد إبرة الظهر، ومش من حق حمايا يدخل في الحاجات دي.
كمان قلتله إني ناوية أروح لمعالج نفسي، لأن تصرفاته هو وأبوه بتعملي توتر جامد.
جوزي اتحول حرفيا. قعد يزعق ويتعصب وقالي إني مش محتاجة أروح لمعالج، وانه من حقه يستعد لكل الاحتمالات!
قلتله أنا مش هموت، و مش ذنبي إن صدمة أبوه أثرت فيه. ومفيش حل للمشكلة دي غير العلاج النفسي.
زعق وقال إنه مش محتاج علاج.
استغربت وسألته: “يعني انت فعلا مكنتش بتروح لمعالج؟
ملامحه فضحته، وبعدها بكام لحظة اعترف وطلع أنه كان بيكدب عليا ويقولي انه في الجلسات وهو في الحقيقية كان بيروح يقعه مع أبوه.
في الآخر، اديته اختيار: يا إما يروح يتعالج، أو انا همشي وأبعد عنه خالص. وكفاية أوهام وهوس بقه أنا تعبت من الجنان ده.
جوزي رفض العلاج، وأنا لمّيت حاجتي ورُحت قعدت عند ماما.
وقتها، مكنتش ناوية أطلب الطلاق — كان عندي أمل إننا ممكن نصلّح جوازنا.
بس جوزي السابق قرر إنه يخلي العيله كلها تكلمني وتحاول تقنعني يدخل معايا أوضه الولاده. لدرجة إني اضطريت أغيّر رقمي بسبب كمية المضايقات والكلام اللي مش بيخلص.
وفي الآخر، كانت ماما بس هي اللي معايا في أوضة الولادة.
الحقيقة وقتها كنت حاسة بالأمان لأن الممرضات طمنوني أن لا جوزي ولا حمايا ممكن يقربوا من أوضة الولادة من غير إذني.
الحمد لله ربنا رزقني بأجمل بنوته.
حاليا قضية الطلاق لسه شغالة، وأنا عندي أمل إننا نقدر نوصل لاتفاق كويس ونتشارك في حضانه بنتنا.
جوزي السابق مش أب وحش، بالعكس هو بيحب بنتنا جدًا. لكن علاقتنا خلصت. وطول ما أنا عايشة، حمايا السابق عمره ما هيكون قريب من بنتي.
خلاص لازم أقفل لأن في ملاك صغير بيشد في رجلي دلوقتي 😊
الحمد لله أنا مبسوطة، وبنتي في حضني والدنيا حلوة.
____________
مترجمة من ريديت..أصحاب القصة أجانب.