
كارت بابا 💳👧
أنا راجل في اواخر الأربعينات. وكنت في محل كبير وفخم جدا بدور علي هدية لمراتي بمناسبة عيد ميلادها. وبالصدفة لقيت نفسي واقف جنب بنتين مراهقات بيتفرجوا على شنط جنبي. واحدة من البنتين كانت ماسكة شنطة ماركة غالية جدًا. والبنتين عنيهم هتطلع عليها.
البنت التانية بصت على التكت وسألت صاحبتها: «إنتي فعلاً هتدفعي المبلغ ده كله في شنطة؟!»
البنت اللي ماسكة الشنطة ردت: «عادي جدًا، أنا معايا كارت بابا ومش هدفع حاجة من جيبي.»
الكلمة دي لفتت نظري جدًا وقلت لنفسي: دي مش فلوسها أصلاً!
أنا دايمًا بقوله لابني إنه ممنوع يستخدم الكارت بتاعي من غير أذني. فكنت مستغرب جدًا إزاي البنت دي متخيلة إنها هتعمل كده ومش هتتكشف! ده يعتبر نصب واحتيال!
المهم أنا مشيت بعيد عنهم علشان أدور علي هدية مناسبة. وهما كمان كانوا بيشوفوا حاجات تانية. وفي الآخر لقيت نفسي واقف وراهم عند نفس الكاشير علشان نحاسب.
شفت الفاتورة بتاعتها واكتشفت أن الشنطة بمبلغ ضخم جدًا!
الكاشير كان خلاص هيستخدم الكارت، بس أنا وقتها قلت لاء ماينفعش أسكت وأسيبها تعمل كده، لازم حد يعلّم البنت دي الأدب. لو أهلها ما ربوهاش أنا هربيها!
قلت للكاشير قدامها: «الكارت ده مش بتاعها. ده كارت والدها، ومش متأكد لو كانت استأذنته الاول.»
البنت وصاحبتها لفوا وبصّوا لي بنظرة كلها غضب وكره عمري ما شفت زيها في حياتي.
حسيت إن البنت دي لو حد كان قالها «لاء» قبل كده كان زمانها اتعلمت الأدب، لكن واضح إنها متعودة تاخد كل اللي نفسها فيه ومحدش بيقولها لاء أبدًا.
البنت ردّت على الكاشير وقالت له إن باباها أصلاً هو اللي مديها الكارت عشان تشتري بيه من المحل ده بالذات، لأن المحل بيديه نقط ومزايا لما بتشتري منه.
بس الكاشير شكله شك فيها وأتأثر بكلامي، وقالها خلاص مش هينفع تستخدمي الكارت ده.
البنت حاولت تورّيهم البطاقة بتاعتها عشان تثبت أن الكارت بتاع أبوها (يعني حاجة ملهاش لازمة بصراحة)، وأنا قلتلها: «حتى لو كده ده اسمه نصب.»
البنت قالتلي: «مش نصب ولا حاجة، أنا واخده إذن بابا. وبعدين إنت مالك اصلا! خليك في حالك.»
قلت لها: «لاء، أنا مالي جدًا لأنك كده بتعملي حاجة غلط، يا تدفعي بكارتك الخاص يا إما هكلم البوليس.»
ساعتها البنت اتعصبت جدًا وكل الناس في المحل بقوا يبصوا لي بنظرات مش حلوة خالص. وفي الآخر اضطرت تدفع بكارتها هي ومشيت وهي بتعيط.
رجعت البيت حكيت لمراتي اللي حصل… والمفاجأة إنها قالت لي إني غلطان!
تفتكروا أنا عندي حق ولا انا غلطان؟
____________
مقتبسة عن قصة منشوره في ريديت. أصحاب القصة أجانب.