قررت اعاقبها بنفس طريقتها!!! قصص واقعية

قصص

قررت اعاقبها بنفس طريقتها!!!

مراتي عندها وسواس النظافة. طول عمرها كده. بترمي الورق اللي على مكتبي عشان شايفاه “كركبة”، وبتغيير ترتيب حاجتي لدرجة إنّي بقعد بالساعات أدور عليها، وده شيء اتعودت عليه. مش سعيد بالكلام ده، لكن بشكل عام جوازنا كويس.

أنا شغال في الاسعاف “مسعف متطوع”، وبسيب “الشوز” جنب السلة بتاعة الغسيل مفكوكة علشان لو حصل نداء في نص الليل ألبسها بسرعة مع لبس الإسعاف وأطلع.

بس مراتي بدأت تربط رباط الشوز لما تشوفه مفكوك. مش بس بتربطه، لأ، بتشدّه وتعمله عقدة لدرجة إني لازم أفك العقدة وأوسّع الشوز علشان رجلي تدخل فيها . اتجاهلت الموضوع أول مرتين، لكن لما عملت كده للمرة التالتة، قررت أكلمها.

قلت لها بهدوء: “حبيبتي، مقدّر إنك بتحبي كل حاجة تكون منظمة، لكن لو سمحتي متلمسيش الشوز بعد كده. الوقت مهم جدًا لما بيجيلي نداء، وفي الساعة 2 بالليل مش بكون عندي وقت أفك العقدة وأوسعها. دي مش مجرد حاجة مزعجة، ده موضوع بيأثر على حياة ناس، فلو سمحتي سيبيها زي ما هي.”

هي رفعت عينيها وقالت إني ببالغ، وإنها مش هتساعدني بعد كده في ترتيب حاجتي.

بس هي ما بطلتش. مهما طلبت منها، وقلت لها، وحتى اترجيتها، بتضحك وتقول لي: “أنت عارف أنا عاملة إزاي!”

في يوم جالي نداء إسعاف لحالة إنعاش قلب. رحت ألبس الشوز، ولقيتها مرة تانية مشدودة ومربوطة بعنف. قعدت على طرف السرير، بشتم وأحاول أفكها بسرعة وأنا متوتر بسبب الموقف.

مراتي فتحت عينها بصعوبة وبصت لي وقالت، “مش المفروض تكون رايح للنداء ده؟”

عارف إنّي غلطت هنا، وندمان على رد فعلي. رميت الجزمة علي الأرض وصرخت عليها، “آه! المفروض! كان ممكن أكون خرجت من الباب من خمس دقايق، لولا إن في واحدة غبية لعبت في جزمتي اللعينة تاني!”

مراتي قامت من غير ولا كلمة، مشيت على الحمام وقفلته وراها جامد.

وأنا فتحت الشوز وخرجت بسرعة. ولما وصلت هناك، الشرطة كانت خلاص أنعشت الحالة، يعني ما كنتش محتاج أعمل إنعاش قلبي، بس كنت متوتر ومرعوب من التفكير إن تأخيري كان ممكن يكلف حد حياته.

رجعت البيت ومراتي كانت رافضة تتكلم معايا. اتجاهلتني طول اليوم لحد ما في الآخر قعدنا واتكلمنا.

قالت لي إنها اتخضت من غضبي، وكانت خايفة

إني أض/ربها، وإنها ما كانتش متوقعة إني ممكن أتعصب كده.

ملاحظة: أنا عمري ما رفعت إيدي عليها، ولا حتى عليت صوتي قبل كده؛ أنا مش عنيف بأي شكل من الأشكال.

اعتذرت لها على صوتي العالي، وشرحت لها إنّي ما كانش قصدي أزعق، لكن كنت محبط بسبب إنّي محتاج أوصل للحالة بسرعة واللي حصل خلاني أتأخر على المريض.

طلبت منها تاني تبطل تلمس الشوز بتاعتي، لأني حرفيًا مسئول عن أرواح ناس.

قالت لي “لو أنا هبالغ” بالطريقة دي وأخوفها، يبقى مش هتلمس حاجتي تاني، لأنها مش عايزة تعيش بالطريقة دي.

امبارح بالليل، قبل ما أنام، كان عندي إحساس سيئ، فقلت أروح أشيك على الشوز. للأسف لقيتها مربوطة تاني!!

قررت وقتها أخليها تحس بنفس الشعور. رحت على الدولاب بتاعها وطلعت شوز الجري اللي بتلبسهم، فكيت الرباط منهم كلهم، ولفيت الرباط على شكل دواير صغيرة وحطيتهم في الشوز من جوه، ورجعتهم مكانهم. بعد كده نمت.

الساعة 6:15 صحيت على صريخ مراتي وهي بتقول، “إزاي تعمل كده؟! ليه تعمل كده؟!” وهي ماسكة الشوز من غير رباط وفي عينيها دموع. مراتي بتحب تجري الصبح بدري وأنا عارف إنها بتبقى عايزة تخرج بسرعة.

ابتسمت وقلت لها، “إنتي عارفة أنا عامل إزاي! بحب الحاجات تكون مرتبة!”

فضلت تبكي وخرجت من الأوضة. وفي الوقت اللي خلصت فيه ربط الشوز تاني، كان الدنيا بتمطر، فملحقتش تطلع تجري. بصراحة، حسيت بتأنيب ضمير لأني كنت بس عايز أأخرها شوية، مش أضيع عليها خطتها كلها.

دلوقتي هي بقت ما بين إنها بتعيط وتقول إني اتعمدت اضايقها، وبين إنها بتتجاهل وجودي.

أنا معترف إن اللي عملته كان تصرف طفولي، بس هو ده اللي كان في دماغي وقتها.

قالت لي وهي بتعيط، “إنت اعترفت إنك كنت غلطان جدا لما زعقتلي، وبعدين رجعت واتصرفت معايا بطريقة تأذيني! إيه اللي جرى لك؟”

المشكلة إنها بتشوف اعتذاري معناه إنها كانت صح 100% وإن مشاعري ملهاش أي مبرر.

علاقتنا بشكل عام كويسة جدًا، لكن حاسس إن الموضوع ده وصل لمرحلة حساسة، ولو ما حلناش الخلاف ده، هيفضل يسبب مشاكل بيننا.

إزاي أقدر أصلح الأمور مع مراتي وفي نفس الوقت أوضح لها إني مش هقبل إنها تستهتر بحاجتي تاني؟

🌹#تحديث

حصلت حاجات كتير خلال الأسبوعين اللي فاتوا، هحاول أوضح كل حاجة على قد ما أقدر.

أنا ومراتي بدأنا نتكلم تاني. كان عندنا نقاش جدي جدًا، واعتذرت لها على اللي عملته فيها، وبعدين قلت لها إني محتاج اتكلم معاها بصراحة، وطلبت منها توعدني إنها مش هتقاطعني أو تسخر من اللي بقوله، وفعلاً وعدتني بكده.

قلت لها إني مش بهزر بخصوص الشوز بتاعتي، وإنه في أغلب الوقت بتكون الحالات اللي بروح لها خاصة بنقل ناس كبار في السن أو حالات سقوط أو اغماءات، أن الوقت بالنسبه لي مهم قوي وما عنديش رفاهية إنّي أقعد أتعامل مع الشوز في نص الليل.

قلت لها إن في أوقات تدخلي كان حاسم في إنقاذ حياة ناس. وشرحت لها إن فيه حالات كتير خطيرة بشوفها في شغلي و مش بقولها علشان ما أخوفهاش أو ما تفضلش قلقانة عليّا.

هي فعلًا سمعتني المرة دي وما استهترتش بكلامي.

ردت وقالت إنها كانت بتحاول تساعدني عن طريق إنها تخلي كل حاجة مترتبة.

رديت عليها وقلت، “بس انتي مش بتساعدي. حبيبتي، مش قصدي أكون قاسي، بس انتي مش بتساعدي، بالعكس، انتي بتعطليني.أنا يهمنيش شكلها لو كانت مرتبة أو لأ. هي موجودة علشان تأدي غرض، مش علشان تبان شيك. لو عايزة تساعديني، من فضلك سيبي العدة بتاعتي زي ما حطيتها.”

بعد كده، قلت لها إن في حاجة عايز أوريها لها، وريتها فيديو على يوتيوب متصور من كاميرا رجل اسعاف لحالة طارئه، وكان بيبين قد إيه الوقت مهم و حاسم في إنقاذ حياة الشخص.

قلت لها، “مش قصدي أهاجمك، لكن عايزك تفهمي اللي بمر بيه.

هي اعترفت إنها فهمت دلوقتي وقالت لي إنها ما فكرتش في خطورة شغلي لحد ما شافت الفيديو.

قلت لها إنّي حاسس إنها عندها وسواس قهري ومحتاجة تشوف معالج نفسي لأن الموضوع بيأثر على جوازنا.

عرضت عليها إننا نروح مع بعض وإنّي مستعد اساعدها في حل المشكلة.

هي وافقت إنها محتاجة تتكلم مع حد. ووعدتني إنها هتحاول تغيّر العادات دي.

هل كل حاجة اتحلت؟ مش بنسبة كبيرة. لكن واضح إن بقت عندها تقدير كويس للي بعمله.

والحمد لله من ساعتها ما لمستش العدة بتاعتي.

هي الشخص اللي اخترته عشان أكمل معاه باقي حياتي، وعايز نتغلب على اللي بنمر بيه ونكمل

لأني بجد بحبها ❤️

(القصة حقيقية)

#قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!