شجرة الخوخ…قصص

قصص حقيقية

عمري ما هنسى صوت أخت مراتي وهي بتكرر “أنا آسفة، أنا آسفة” على التليفون وأنا سايق في طريقي وراجع للبيت بعد غياب اسبوع لاني كنت في رحلة شغل طويلة.

وقتها كنت حاسس بالحيرة ما عنديش أي فكرة هي بتتكلم عن إيه؟! وبعد ما قدرت أهديها شوية، أخيرًا قالت لي إن مراتي في المستشفى ولازم أرجع بسرعة.

دماغي كانت هتنفجر وأنا بحاول أفهم ايه اللي بيحصل وفي نفس الوقت عايز أحافظ على تركيزي عشان ما أعملش حادثة وأنا بسوق بسرعة وعايز أوصل في أسرع وقت.

كل اللي قالته في التليفون إن اللي حصل كان اعت/*داء، وبعدها قفلت الخط علي طول .وما ردتش عليا لما حاولت أكلمها تاني!!

عايز احكي الموضوع من البداية…

أنا ومراتي اتعرفنا وإحنا في نص العشرينات، عن طريق صديق مشترك. اتقابلنا في حفلة شواء بالصدفة احنا الاتنين كنا معزومين عليها.

في الأول، كانت عاملة زي الحلم اللي اتحول لحقيقة، مش بس لأنها كانت جميلة بشكل مش طبيعي، لكن كمان كانت خجولة وانطوائية شوية.

اخدنا وقت على ما ارتبطنا و بقينا رسميًا مع بعض، وقتها كنت طاير من الفرحة.

في يوم كنا مع بعض و فجأة بدأت تعيط (كان المفروض أعتبر ده علامة أن في حاجة غريبة). أنا اتخضيت وفكرت إن في حاجة غلط عملتها، لكن هي اعتذرت تاني يوم وقالت لي إنها افتكرت حاجة قديمة وان الموضوع ملوش علاقة بيا.

واتضح إن قبل ما نتقابل بسنتين كانت في علاقة طويلة مع شخص كان مؤذي ليها جدا وكان بيسيء ليها عاطفيًا، جسديًا، ونفسيًا. كان بيهينها، وبعد كده يعتذر.

هي كانت بتاخد جلسات علاج نفسي وقتها.

عدت سنة كمان واتخطبنا.

كنت محظوظ إني قدرت أشتري بيت لاني ورثت من عمي مبلغ كويس. الأمور كانت ماشية بشكل ممتاز، وقتها اقترحت عليها نزرع شجرة خوخ (وده هيبقى مهم بعدين) وتبقي رمز لبداية جديدة، وهي وافقت وكانت متحمسة.

اتجوزنا بعدها بفترة قصيرة، وبصراحة كان الموضوع رائع جدًا. طبعًا كان عندنا أوقات حلوة و وأوقات كان بينا شوية خلافات طبيعي زي أي زوجين، بس الحقيقة انا كنت محظوظ بمراتي لأنها كانت دايمًا مصرة إننا ما ننامش وإحنا زعلانين من بعض ابدا، وكمان لو أنا عملت حاجة تضايقها كانت بتقولها بطريقة هادية ولطيفة.

بعد فترة اترقيت في شغلي. المرتب بقة أحسن، بس طبعا كنت بسافر أكتر علشان أحضر مؤتمرات واجتماعات. بدأت ألاحظ إنها بقت حزينة أكتر وما بقتش قريبة مني زي الاول.

بقت علي طول ماسكة تليفونها ، وحتى بطّلت تبقي لطيفة لما بتتكلم معاية عن حاجة بتضايقها.

حاولت أتكلم معاها عن الموضوع، لكنها طمنتني وقالت إنها كويسة وإنها بس تعبانة الايام دي. ما كانش عندي أي سبب يخليني أشك فيها، فقررت أعدي الموضوع.

أحيانًا كانت بتروح عند أختها وتبات، وكانت بتقول إنها محتاجة تفصل شوية و تقضي وقت معاها.

اليوم اللي جالي فيه المكالمة الغريبة دي كان المفروض انها بايتة عند اختها.

اليوم ده فاكر كويس إني كنت بجري على المستشفى وأنا باخد نفسي بالعافية، وبسأل بهستيريا عن مراتي.

هناك، قابلني شرطي كان متفهم وصبور جدا قعد معايا علشان يشرح لي اللي حصل بهدوء.

قال لي أن وصله بلاغ عن (عن/*ف منزلي). لما وصل للمكان، لقى اتنين بيتخانقوا (راجل وست)، وقتها شاف راجل كان عمال بيض/*ها بوحشية، وهي كانت بتصرخ وبتحاول تخربش فيه.

الكلام ده ما كانش ليه أي معنى بالنسبة لي لسببين:

1. الموضوع ده أكيد مالوش علاقة بمراتي، لأننا متجوزين.

2. كل اللي يعرف مراتي كان هيقول إنها مستحيل تعمل كده!؟.

الشرطي كان فاهم إني مش مصدق، حط إيده على كتفي وقال لي بهدوء شديد إن “الست” اللي بيتكلم عنها دي في الحقيقة هي مراتي.

أنا كنت علي وشك الضحك من غرابة الكلام. لكن طريقته في الكلام خلتني أصدقه.

بعدها ممرضة أخدتني عشان أشوف مراتي.

فضلت واقف مكاني كأني متجمد، وحسيت إن الزمن وقف. بعد شوية، دخل دكتور وبدأ يشرح لي إصاباتها:

– الفك مكسور كسر بسيط.

– عينها الشمال كانت وارمة جدًا ومقفولة تمامًا.

– نص وشها كان متغطي بكدمات فظيعة.

– عندها 3 ضلوع مكسورة.

المنظر كان فوق أي وصف، وحسيت إني تايه تمامًا.

بعدها الدكتور فجّر قنبلة تانية وقال لي إنها حامل!!

وقتها ما كنتش لسه فاهم إزاي كل ده حصل، لحد ما شفت أختها.

في الأول حاولت تتجنبني، لكن بعد إلحاح من الشرطي، بدأت تحكي لي اللي تعرفه.

طلع إن صديق مراتي السابق اتواصل معاها من حوالي خمس شهور. المعالج نصحة يعمل حاجة اسمها “تصحيح الأخطاء” يعني يعتذر لكل الناس اللي أذاهم عشان “ينضف الكارما” بتاعتة.

بدأوا يتكلموا أكتر، وبعدها أقنعها تقابله في كافيه عشان يوريها إنه بقى شخص مختلف.

طبعًا المشاعر القديمة رجعت، وهو كان باين عليه إنه اتغير، والموضوع اتطور بسرعة بينهم ورجعوا يتقابلوا تاني.

مخي كان رافض يصدق أن كل الكلام دة حقيقي ومش قادر أصدق أن مراتي تعمل فيا كدة.

لما مراتي صحيّت، كنت واقف جنبها، لما شافتني انفجرت في العياط…..

الشهور اللي بعدها كنت عامل زي الزومبي.

هي اخدت جلسات علاج لوحدها وكمان جلسات استشارة زوجية لينا احنا الاتنين مع بعض (وافقت اروح بسبب ضغط شديد من أهلها).

في الجلسات، كانت صريحة جدًا وحكت كل اللي حصل، وقالت إنها كانت بتكره نفسها بسبب اللي عملته فيَّا، و إنها في لحظة وهي راجعة من عنده فكرت تسوق العربية وتجري ناحية النهر وتخلص من كل ده.

قالت إنها حاولت كتير تنهي العلاقة دي، بس كانت ضعيفة، ولما عرفت إنها حامل ده خلّاها تفوق وتحس بالذنب وتقرر تقطع علاقتها بيه نهائي.

ولما راحت تبلغه بقرارها هو عمل فيها كده.

مراتي في الوقت دة كانت متدمره حرفيا، وجالها فوبيا من أي راجل تاني غيري، لدرجة إنها في وقت من الأوقات ما كانتش بتقدر حتى تدخل الحمام بالليل إلا وأنا ماسك إيدها (محزن، صح؟).

لما البيبي اتولد (ولد بالمناسبة)، عملنا اختبار DNA واتأكدت إنه ابني.

الحقيقة أن كل يوم بيعدي كنت بكرها أكثر من الأول مابقتش شايف مراتي اللي كنت بحبها زمان…كل ما ببصلها بفتكر كل اللي عملتة فيا.

قررت أمشي لأني كنت خايف أعمل حاجة أندم عليها وأبقى زي بالظبط الراجل اللي كان بيأذيها.

فضلت تتوسل لي ما أمشيش، وحتى عرضت علي عرض سخيف جدًا إني لو عايز أضر/**بها هي موافقة عادي!

في اللحظة دي، عرفت إني لازم أمشي فورًا.

بصراحة، كانت كريمة جدًا وقت الطلاق. رجعت تعيش مع أهلها ووافقت على الحضانة المشتركة.

بعدها بثلاث سنين، قابلت خطيبتي الحالية بالصدفة.

كنت في مكتبة مع واحد صاحبي بنتكلم عن الاساطير المصرية، وفجأة جات بنت جميلة جدًا قربت مني عشان تصحح لي نطقي لأسماء الآلهة والمدن المصرية.

مش محتاج أقول قد إيه كنت مبهور، مش بس بثقافتها وذكائها، لكن لأنها كمان مصرية زيي!

اتبادلنا أرقام التليفونات، والموضوع اتطور لحد ما ارتبطنا.

لما جيت أخطبها، عملت ده قدام شجرة الخوخ اللي كنت زارِعها من سنين. 🌸❤️

ركعت على ركبتي عشان أطلبها للجواز…هي وافقت وقالت انها بتحبني بجنون.

المفاجأة إن ابني، ببراءته الجميلة زي اي طفل، حكى لمامتة اللي حصل لأنه كان موجود وقتها.

فجأة في نفس الليلة، ظهرت طليقتي قدام بيتي وهي بتصرخ وتزعق: “إزاي تخطبها قدام شجرتنا؟! لاء دي مش النهاية…..قصتنا لسه ما انتهتش!” 😳

أنا منهك تمامًا في المرحلة دي. مش قادر أقطع التواصل معها لأنها أم ابني، لكن هي حرفيًا بتضايقني أنا وخطيبتي. إزاي أقنعها تمشي وتكمل حياتها، وتتغلب على خوفها من الرجالة، من غير ما أضطر أقدم طلب أمر تقييدي ضدها؟

آسف لو كلامي طويل، لكن أنا بجد يائس.

🌿 عيد ميلاد ابني قرب، وقال لنا إنه عايز يعمل “ليلة تخييم” بمناسبة عيد ميلاده. لازم أوضح إن الولد بيعشق التخييم جدا.

أنا اقترحت إننا نعمل تخييم في حديقة البيت الخلفية. وقتها ابني طلب إن والدته (طليقتي) تنام معانا في الخيمة، لأنه كان عايز يقلد مشهد من برنامج أطفال هو بيحبه.

المشهد اللي كان ابني عايز يقلده هو الأب والأم قاعدين جنب الطفل و بيشوا مارشميلو.

طبعًا، ما كانش عايز ازعل ابني وأرفض أمنية عيد ميلاده، لكن في نفس الوقت ما قادر أسمح لطليقتي تنام في نفس الخيمة معايا ومع ابني. ده هيكون قلة احترام كبيرة جدًا لخطيبتي، حتى لو هي قالت إنها موافقة، بس كان واضح عليها جدا إنها مش مرتاحة للفكرة.

طبعًا، طليقتي استغلت الموقف وفضلت تقول قد إيه هي متحمسة لليلة التخييم، كأنها بتحاول تضغط أكتر.

أنا فضلت مصمم علي الرفض.

خلال الاحتفال بعيد الميلاد، كان ابني في قمة السعادة، وكأنه هيطير من الفرحة. وكمان كان بيلعب مع خطيبتي وهو مبسوط قوي.

أوقات ببص لابني وافكر ازاي طفل بريء ونقي كده طلع من علاقة كلها فوضي بالشكل دة.

طليقتي طلبت نتكلم لوحدنا وأنا وافقت. قالت انها في دماغها لسه شايفاني جوزها، وفكرة إني أدي قلبي لحد تاني كانت مرعبة ليها.

قالت إنها ماكنتش عايزة تأذيني وكنت هتعمل أي حاجة علشان ترجع بالزمن وتصلح أخطاءها.

قالت كمان إنها كانت مبسوطة جدًا لما اختبار DNA اثبت إنّي أنا الأب، لأنها كانت فاكرة إنه ده بداية جديدة لينا..

وقالت إنها مش معترضة على خطيبتي، بس هي بتتمنى ان خطيبتي تلاقي حد تاني يسعدها علشان احنا نكون مع بعض.

وأكدت إنها كانت قاصدة كل كلمة قالتها يوم طلاقنا، وإنها لسه عندها أمل نرجع.

خرجت من المطبخ وأنا حاسس بإرهاق، مفيش حاجة من اللي قالتها هتغير أي حاجة.

أنا عايز اسامحها وأحاول أعمل لابني بيئة كويسة علشان يكون سعيد..لكن مستحيل ارجعلها تاني.

أنا بحب خطيبتي جدا وعايز أكمل بقية حياتي معاها.

(القصة حقيقية مترجمة من ريديت)

#قصص

#قصص واقعية

#قصص مسلية

#قصص قبل النوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!