دعوة الفطار!!! قصص واقعية

قصص حقيقية

دعوة الفطار!!!

أنا فيكي (24 سنة) وخطيبي اللي هنسميه إريك (24 سنة)، اتعزمنا على فرح واحدة من أقدم اصحابه من المدرسة.

جالنا الدعوة من شهور، وكانت موجهة “لإريك وفيكي”. الدعوة كانت شاملة كل حاجة: المراسم، الفطار، وحفلة الاستقبال بالليل. في الرد على الدعوة، طلبوا ذوقنا في الأكل للفطار، وفعلاً ردينا عليهم من زمان.

أنا بصراحة حسيت إنها حركة لطيفة وكريمة من العروسة والعريس، خصوصاً إني عمري ما قابلتهم قبل كده وإريك كان صديق مقرب من العروسة بس، فكان تصرف جميل منهم.

الفرح في مكان بعيد شويتين عن مكان سكنا، وبما إن ولا واحد فينا بيسوق، حجزت تذاكر القطر بدري اللي كلفتنا حوالي 60 جنية استرليني لكل واحد، واتفقت على حجز فندق بـ90 جنية (إحنا مش بنقبض كتير فالمصاريف دي بالنسبة لنا كبيرة شوية، بس بما إنهم عزمينّا على الفرح كله، حسينا إن عيب نرفض).

العروسة كمان كانت محددة الألوان اللي المفروض نلبسها، فاشتريت طقم جديد عشان ماكنش عندي حاجة رسمية مناسبة. مش نهاية العالم، بس مع قرب الكريسماس كان الموضوع صعب شوية واضطريت أكون اقتصادية جداً طول نوفمبر عشان الميزانية تزبط. إجمالي المصاريف كانت تقريباً ضعف اللي ممكن أصرفه في الشهر على حاجات ترفيهية زي الخروج أو اللبس الجديد.

وصلنا للمراسم وكانت جميلة جدًا، العروسة كانت شكلها رائع والموقف كان مؤثر. أنا عادةً بحس بالتوتر في الأفراح (مش عارفة ليه!)، ما أكلتش أي حاجة قبل ما نروح، وقلت الفطار اللي فيه 4 أطباق حيكون كافي ويشبعني.

بعد المراسم، دخلنا على طول القاعة عشان نشرب حاجة ونقعد على الترابيزات. كنا تقريبًا في آخر الصف واحنا داخلين، فكان نص الناس تقريبًا قاعدين. بصينا على خطة الجلوس، لقينا اسم إريك وروحنا علي مكان الترابيزة.

لكن ماكنش فيه كرسي مخصص ليا. إريك لقى اسمه، بس ماكنش فيه أي كراسي فاضية تاني على الترابيزة. إريك قعد، وأنا سألت حد من المنظمين لو كان فيه غلط أو حاجة. هو ما كانش عارف، فنادى العروسة. أنا وهي عمرنا ما اتقابلنا قبل كده، لكن هي كانت باينة إنها لطيفة – لحد ما فتحت بُقها.

قالت: “أوه لأ، انتي مش معزومة على الفطار – الدعوة كانت بس للمراسم والحفلة بليل. تقدري تيجي تاني بعدين.”

ده حصل قدام أغلب المعازيم اللي كانوا قاعدين بالفعل، وفي قاعة كبيرة فيها حوالي 140 كرسي تقريباً. المنظم اقترح إني أروح على أي كافيه.

إريك ماكانش عارف يعمل إيه، بس ماحبش يعمل مشكلة ففضل قاعد وساكت.

حرفياً، عمري ما حسيت بالإحراج والإهانة دي في حياتي. مشيت من القاعة، وكان المطر شديد (ما جبتش شمسية، باعتبار إن الفرح كله جوا القاعة)، وبما إن المكان كان في منطقة ريفية، اضطريت أمشي حوالي 20 دقيقة عشان ألاقي أي مكان.

المنظم كان قايل إن في كافيه قريب اللي “باقي الضيوف” فيه، ففضلت ماشية، لكن حرفياً الجزمة اتبهدلت واتغرقت مياه. وكمان كنت بردانة جداً عشان احنا في ديسمبر، ولبسي كان مناسب للفرح مش للجو ده.

وصلت الكافيه، ولقيت مجموعة صغيرة من الناس قاعدين (الساعة كانت 2 العصر) ولبسين لبس الفرح، عرّفت نفسي بشكل محرج شوية لأنهم كانوا ناس غرباء تمامًا، لكن لحسن الحظ طلعوا لطاف جداً.

عزموني أقعد معاهم وأحكي لهم عن المراسم – كلهم كانوا معزومين بس على الحفلة المسائية. سألت واحد منهم لو ممكن أشوف دعوته، وكان واضح جدًا إنها كانت للحفلة المسائية فقط. مفيش أي ذكر للمراسم أو الفطار، ولا حتى اطلب منهم ذوقهم في الأكل.

الظاهر إني الوحيدة اللي كنت معزومة، وبعدين اتسحبت مني الدعوة.

قعدت معاهم وأكلت شوية لأني كنت ميتة من الجوع، لكن بدأوا يمشوا عشان “يجهزوا نفسهم” الساعة 4 تقريباً. بما إنهم غرباء عني، ما كانش مناسب إني أطلب أروح معاهم، خصوصًا إني عمري ما جيت البلدة دي قبل كده، ومعرفش حد غير إريك.

بعد ما اطلب مني إني أخرج الساعة 1:30 تقريباً، صعب إني أستنى لحد الساعة 7:30 لما الحفلة تبدأ.فقررت أمشي.

حسيت إني مش مرحب بيّا تماماً وعايزة أرجع البيت. الحفلة المسائية حتبدأ قريب، بس مقدرتش أحضر وأنا عارفة إن نص المعازيم شافوا العروسة وهي بتطلب مني أمشي. بدلت تذكرة القطر بتاعتي، ودلوقتي أنا مسافرة لوحدي و راجعة البيت.

بعتت لإريك رسالة وقلت له، بس مردش.

بقالي حوالي ست ساعات بحاول ما أعيطش من بعد ما طلبوا مني أمشي، وحاسة بحزن شديد. مش فاهمة اللي حصل في الدعوة، لو كان خطأ أو لو كان المفروض أعرف إنها كانت لإريك لوحده – رغم إنها كانت موجهة لينا احنا الاتنين، ورغم إنهم طلبوا احتياجاتنا الغذائية، ورغم إنهم صرّحوا إن الدعوة للفرح بالكامل.

جزء مني حاسس إني كان المفروض أحضر الحفلة بليل، لكن أنا متغرقة ميّة، وشعري والمكياج بايظين، والجزمة مش قابلة للبس (دلوقتي ماشية حافية على أرضية مش نضيفة)، وحاسة ببرودة شديدة. شكلي بايظ وحاسة بغباء شديد.

هل أنا اللي غلطت هنا؟

تحديث:

حاسة إني اتضحك عليا تمامًا، وزعلانة جداً إن إريك ما دافعش عني أو قال حاجة أو خرج معايا بعد الفطار، مع إني عارفة إن ده مش سوء نية قد ما إنه مبيعرفش يتصرف في المواقف دي.

تعديل:

إريك فضل في الحفلة و باين إنه لسه هناك. رجعت البيت وحاسة بتحسن هاخد قسط من الراحة وهفكر في الخطوات الجاية الصبح.

ناس كتير شايفة إني لازم أسيب إريك، رغم إن ده ما كانش في بالي، كنت زعلانة أكتر من العروسة والبنت المنظمة اللي ممكن تكون مشاركة في اللي حصل.

إريك راجع البيت بكرة، وهنقعد ونتكلم. عايزة أسمع وجهة نظره لأنه ممكن يكون اتصرف بطيش مش عن قصد. في كل الأحوال، مش هاخد قرارات وأنا متأثرة دلوقتي.

أنا في بريطانيا، والأفراح عندنا مختلفة عن الأفراح في أمريكا. الأول، بيبقى فيه مراسم الزواج، وبعدها “فطار الزواج” وده بيبقى وجبة بتتكون من 3 أطباق (مع إن اسمه فطار، بس غالبًا بيبقى في العصر)، وبعد كده بيبقى فيه خطب وكلمات، وبعديها الحفلة المسائية. عادةً الناس بيعزموا الأقارب والأصدقاء المقربين بس على المراسم والفطار، وبعدين بيعزموا ضيوف كتير للحفلة المسائية.

لكن غريب قوي إن حد يعزم ضيف على المراسم والحفلة بليل بس من غير الفطار اللي في النص بينهم، عشان الضيف كده هيبقي مضطر يدور على حاجة يعملها لوحده لمدة 6 ساعات.

بعد ما اتكلمت مع اصحابي وزملائي قالولي أن، اللي حصل معايا يعتبر تصرف غير لائق تماماً في قواعد الإتيكيت.

أنا وإريك بقالنا مع بعض تقريباً سنة ونص، وعلاقتنا قوية. مفيش بينه وبين العروسة (اللي هسميها ماري) أي علاقة رومانسية قديمة، زي ما بعض الناس كانت بتسأل. هما كانوا في نفس المدرسة من سن 4 لحد 10، ومن بعدها فضلوا على تواصل كأصدقاء بالمراسلة أو على فيسبوك، وما بيتقابلوش كتير شخصيًا، والفرح كان أول مرة يشوفها من حوالي سنتين.

لكن الشاهدة على العروسة، هيلين، كانت حبيبة إريك السابقة. كانوا مع بعض 3 سنين، بس هي سابته. بينهم مشاكل كبيرة ومافيش أي تواصل بينهم

حاجة كمان ماكانش فيه شبكة موبايل خالص في مكان الفرح، لاحظنا ده لما وصلنا للمراسم واتضايقنا شوية. النقطة دي هتبقى مهمة بعدين.

طيب، نروح بقى للتحديث.

ركبت القطر على طول ورجعت بلدي (كنت في القطر وأنا بكتب البوست الأول). لما رجعت البيت، حكيت لأهلي كل حاجة وما كانوش مبسوطين من اللي حصل، وزي أغلب الناس هنا، كانوا مستغربين إن إريك ماجاش معايا. أمي حضنتني، وأنا حاولت أستريح وأنسى اليوم الصعب اللي عديت بيه. ولسه ما سمعتش أي حاجة من إريك.

بعتله رسالة أبلغه فيها إني وصلت البيت بأمان، وقلت له إني هشوفه بكرة. رد عليّا حوالي الساعة 9 مساءً، وسألني كنت أقصد بالبيت “بيتي” ولا الـفندق. وضحت له، وقال “تمام، هشوفك بكرة. بحبك أوي.

ماعرفتش أفسر الرسالة بالظبط لأن اليوم كله كان ملخبط بزيادة، فشغلت فيلم ديزني ونمت.

الصبح، بما إني ما سمعتش حاجة تانية من إريك توقعت إنه حيوصل علي الضهر، فقمت بدري وبدأت ألف هدايا الكريسماس. الساعة 8 الصبح، سمعت صوت مفتاح في الباب، واتضح إنه إريك، لسه لابس بدلة مكعبرة، وعينيه حمرا وشكله تعبان جدًا. كان بيكلم بطريقة مش مفهومة، فسيبتة ياخد دش ويتدفى، عملت قهوة وقررت أتكلم معاه لما يبقى شكله طبيعي تاني.

قعدنا مع بعض وبدأنا نربط الأحداث ونفهم القصة من وجهة نظره.

ببساطة، بعد ما مشيت إريك كان غضبان جداً من ماري. كان متجمد زي الغزال لما طلبت مني أمشي، وكان زعلان من نفسه إنه ماعملش التصرف الصح.

بعد حوالي عشر دقايق من رحيلي، ماري قالت: “آه، في الحقيقة فيه ناس مجتش، خلو فيكي ترجع، فيه مكان ليها دلوقتي!”، وإريك حاول يتصل بيّا. لكن لأن مافيش شبكة في مكان الفرح، ماقدرش يوصل لي، وماري على طول تقريباً قالت: “خلاص، هي مش عايزة تكون هنا أصلاً!” (وطبعاً ده كان كلام فارغ) وده خلّى إريك يحس بالضيق.

الوجبة كانت رسمية جداً، فإريك اضطر إنه يتظاهر بالسعادة ويتحمل، على أمل إني أرجع بليل.

هو كان متضايق إني مش موجودة معاه عشان نشارك اللحظة دي سوا. لما بعتتله رسالة الساعة 6 بليل أبلغه إني راجعة البيت، ماوصلتوش الرسالة – وما قدر يبعت لي غير الساعة 9 بعدما مشي شوية بعيد عن المكان عشان يلاقي شبكة.

وطوال الوقت، كانت هيلين، حبيبته السابقة، بتسأل بطريقة لزجة، فين فيكي، ليه مش جاية تستمتع بالحفلة، هي خجولة ولا ايه؟ وبحسب ما قال، كان واضح في عينيها لمعة شريرة وكأنها حققت اللي كانت عايزاه بالظبط.

ولا إريك ولا أنا كنا نعرف إنها الشاهدة الأساسية إلا لما وصلنا، هما اصلا علاقتهم سيئة، إريك كان زعلان جداً إن ماري ماقالتلهش إنها هتكون مهمة كده في الفرح.

مش عارفين إذا كانت هيلين ورا مشكلة ترتيب الكراسي، لكن لو كانت هي السبب، يبقى ماري كانت بنفس السوء إنها سمحت بحاجة زي دي تحصل.

“إريك قرر يفضل في الفرح، وكان حزين جدًا، وبعدها رجع لوحده على الفندق ونام، وكان غضبان من ماري وهيلين عشان لعبوا علينا، وزعلان من نفسه إنه ما وقفش في صفي.

ساب المكان حوالي الساعة 4:30 الفجر عشان يلحق أول قطار للبيت – وعشان كده وصل عندنا بدري.

هو مكنش حاسس بالذنب ناحيتي خالص، مكنش شايف إنه تصرفه كان وحش بالنسبة لي. كان حاسس أكتر إنه اتعرض للإهانة من الموقف وإنه اتخذل من صديقته القديمة. قرر يقطع علاقته بماري ومش عايز يكون له علاقة بيها تاني.

دي كانت نظرة إريك للموقف. بصراحة، كنت متضايقة إنه وسط كل ده، مافكرش إزاي أنا كنت حاسة، أو شكلي كان إيه وأنا بطرد من الفرح. صحيح اللي مر بيه مش حلو، لكن هو على الأقل كان دافي وجاف وأكل كويس.

اتكلمنا، ووضحتله ليه أنا مش راضية عن اللي حصل وليه رد فعله مش مناسب. هو أوقات بيكون مستسلم ومش بيحاول يعمل حاجة، هو مقدرش يواجه الموقف، وفضل واقف يتفرج وخلاص.

لسه متضايقة من تصرفاته ولسه ماعتذرش بجد. مش متأكدة إنه فاهم إنه كان غلطان هو كمان ولا لاء. بس ده مش نهاية العلاقة بالنسبة لي.

عندنا كريسماس حلو جاي، وبعده خريف طويل من الشغل والتعب، كل اللي عاوزاه إني أرجع للمكان السعيد اللي كنا فيه قبل المشكلة دي، وبصراحة مش عاوزة أفكر في الموضوع تاني.

عارفة إن كتير منكم هيضايقوا مني عشان ما نهتش العلاقة، بس إحنا لسه مع بعض. مش هسيبه عشان الموقف ده، أنا بحبه جدًا، لكن لازم يكون سندي ويحس بيا وباللي بمر بيه.

آسفة لو كنتوا مستنيينني أسيبه، بس نفسي نقضي كريسماس سعيد مع بعض. مش مستعدة الانفصال و عاوزة أدي له فرصة تانية يثبت إن العلاقة دي تستاهل.”

(القصة حقيقية)

قصص مسلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!