حققت لحماتي طلبها بالظبط!!!
القصة دي حصلت لي من فترة طويلة.
من زمان قوي، قابلت شخص كنت فاكرة إنه هيكون شريك حياتي للأبد. اتعرفنا وخرجنا مع بعض فترة لحد ما قرر يطلب مني الجواز، مع إننا كنا مع بعض من ست شهور بس، لكن كل حاجة كانت ماشية تمام وحسيت إن ده القرار الصح.
في الوقت ده، مكنتش قابلت والدته قبل كده وده كان بسبب المسافة. لما اتعرفت عليه وقتها إحنا الاتنين كنا في اخر سنة في الجامعة، اللي كانت على بعد حوالي سبع ساعات من بلده، عشان كده مكنتش قابلت مامتة قبل كده. كنا بنتكلم على التليفون من وقت للتاني، وكانت بتبان لطيفة وبتقول كلام كويس، بس بعد سنين أدركت إن كلامها معايه كان دايمًا كلام عام زي عبارات المجاملة اللي بتتقال في كروت المعايدة.
عموماً، كان باين عليها إنها مبسوطة عشان ابنها مبسوط معاية، وبصراحة كنت بحاول اتجاهل أي إحساس بعدم الراحة ناحيتها وأنا في فترة الخطوبة.
بعد ما اتخرجنا، نقلنا نعيش في مدينة كبيرة على بعد ساعة من بيت أهله.
بدأت أشتغل على طول “موصلة طرود”، كنت بحب الشغل ده عشان عمري ما كنت حابة أشتغل في مكتب “مش بحب جو المكاتب ده”، كمان خلاني أتعرف على المدينة أسرع خلال الأسابيع الأولى اللي عشنا فيها هناك.
شغلي كان بيخليني أنقل أوراق بين مكاتب المحامين والمراكز الطبية وأي مكان بيحتاج توصيل مستندات، وفي يوم من الأيام كان عندي توصيل في حي راقي علشان أسلم أوراق لمحامي. التوصيلة نفسها كانت عادية، لكن وأنا ماشية في الحي لمحت لافتة “للبيع” على بيت. فاكرة اليوم ده كويس أوي لأنه كان اليوم اللي لقيت فيه بيت أحلامي.
في حاجة لازم تعرفوها عني،إنّي يتيمة وعندي ميراث ضخم جداً.
أهلي، مع إنهم كانوا في لسة في العشرينات لما خلفوني، بس كان عندهم البصيرة إنهم يرتبوا أمورهم كويس، هما توفوا وأنا لسه صغيرة. هما اصلا كانوا ورثين مبلغ ضخم من أهلهم، وكمان كان عندهم شغل ناجح .جداً بمعنى بسيط، أنا مش مضطرة أشتغل يوم واحد في حياتي لو مش عايزة.
مصارف جامعتي كانت مدفوعة بالكامل، ماكنتش مديونة ولا بدولار واحد وكان بيجيلي كل شهر مبلغ يكفي كل احتاجاتي عن طريق وديعة.
لكن وقتها أغلب فلوسي كانوا محطوطين في “صناديق استثمار” ومش هقدر أوصلهم إلا لما أكمل تلاتين سنة، وقتها أقدر اخد كل حاجة.
خطيبي كان عارف إن عندي فلوس ورث، لكن مكنش عنده فكرة المبلغ اد ايه، فقعدت معاه جلسة طويلة علشان أشرحله إنني هحاول أسحب جزء من الوديعة بدري علشان أشتري البيت.
خطيبي كان متفاجئ بس مش زعلان، هو مكنش متوقع كده.
أخدنا وقت علشان نكمل الأوراق ونخلص كل حاجة مع المحامي، لكن قدرت أسحب الفلوس من “الصناديق” واشتريت البيت بعد شهرين.
بعد كده، والدته قررت إنها عايزة تيجي تزورني. مكنتش شافت ابنها من سنة تقريبًا وعايزة تشوف إزاي عايش.
اتفقنا إننا هندبر موضوع التوصيل ونجيبها عندنا للعشا في مدينتنا. والدته، على التليفون كانت صوتها هادي ومهذبة، لكن اتضح إنها بتحب الكلام جدًا. أول ما شافتني فضلت تمدح فيّا وتقول قد إيه أنا جميلة وإن ابنها أخيرًا لقى حد مناسب، وكانت متحمسة تشوف البيت اللي قالت عليه إنه “بيت صغير و لطيف”
كان الطريق طويل وهي بتتكلم عن كل حاجة خطيبي عملها وهو صغير، الأحلام اللي كان عنده، والحاجات اللي نفسها يحققها. كانت رغايه بشكل رهيب. الوضع كان محرج شوية، وخطيبي كان شكله عايز الأرض تنشق وتبلعه بس كان ساكت وهو سايق.
العشا كان لطيف، هي كانت ساكتة وإحنا بناكل في مطعم راقي. لسه فاكرة ملامح المفاجأة على وشها لما طلبت من الجرسون الحساب، وقالت تعليق إنه شيء جميل إني بعزم خطيبي على العشا “للتغيير”.
مقلتش حاجة، وخطيبي كان شكله محرج من كلامها، بس عدينا الموضوع بسرعة ومكنتش عايزة أعمل أي مشكلة أول مرة أشوف والدة خطيبي.
في الليلة دي لاحظت حاجة عمرها ما هنساها عن والدته، وهي إنها مكنتش واخدة بالها إن أنا اللي بتعامل مع الجانب المالي لينا.
خرجنا من المطعم وكان الطريق للبيت مريح، كنّا بنتكلم عن المنطقة حوالينا، وهي بدأت تعلق على الأحياء الراقية اللي بدأنا نسوق فيها، بان عليها السعادة والرضا و سكتت وهي شايفة خطيبي بيهدي السرعة ويوقف العربية قدام بيتنا في المنطقة الراقيه دي.
أول ما دخلنا البيت وبدأت تلاحظ إن البيت من جوه بنفس جمال شكله من بره، كانت طايره من الفرحة.
بدأت تتكلم تاني. فعلياً كانت هي اللي بتتكلم طول الوقت وإحنا بنهز راسنا وبنسمع وهي مش عايزه تبطل كلام.
بدأت تعليقاتها على إن خطيبي هو اللي اشترى العربية، وإنه هو اللي هيدفع فلوس إجازاتنا في المستقبل، وحتى لمحت كمان إنه هو اللي بيدفع اقساط البيت. عديتها، عمري ما كنت من النوع اللي يحب يستعرض فلوسه، وده خلاها تفتكر إنها صح، عشان مصلحتش كلامها.
الليلة خلصت وهي لسه بتحكي قصص عن خطيبي وهو طفل لحد ما أقنعها تركب العربية علشان يوصلها علي بيتها.
أنا وخطيبي ماتكلمناش كتير عن الزيارة، لكن هو بعد كده اعتذر عن تعليقاتها واتفقنا إن الموضوع مش هيبقى عادة إنها تيجي كتير.
السنين اللي بعدها كانت علي طول تعليقاتها سلبية متغلفة بالمجاملة. طول الوقت كانت عندها شك أن جوزي هو اللي بيدفع كل حاجة لوحده .هي شكلها كانت بتخدع نفسها، فسيبنا الموضوع يعدي وسكتنا.
كنا بنرتب للجواز في الصيف، وقبل وكام شهر قبل معاد الفرح حصلت لي ظروف صحية صعبة واكتشفت إني ماقدرش أخلف. بنسبه ١٠٠٪ مش هيبقى عندي أولاد.
مع كده، خطيبي كان لسه عايز يكمل معايا، رغم إنه كان عايز أطفال، بس استمرينا سوا.
لو وصلت لحد هنا، مبروك، عشان كده انت وصلت لأهم جزء.
كنت بحضر الفطار؛ كان يوم إجازة، وهو كان في الحديقة وقتها خطيبي جاله رسالة. الرسالة كانت من أمه وبتسأله، “إمتى هتعمل عقد ما قبل الزواج؟”
بصراحة كنت مصدومة . وهو كمان واضح إنه اتفاجئ إن هي فتحت الموضوع ده . إحنا عمرنا ما اتكلمنا عن عقد زي ده، مكنتش عندي نية إني أسيبه .هو الشخص اللي حبيته وعايزه اكمل كل حياتي معاه، وهو مكنش عنده أي فلوس أصلاً عشان يحميها.
كلمها في التليفون، وماقلهاش إني موجودة جنبة، كان صوتها عالي لدرجة إن كنت سامعة بوضوح وهي بتقول إنه لازم يعمل العقد لأني “طمعانة في فلوسه”.
كان مش عارف يتكلم”مش بتديله اي فرصة للرد”وهي بتتخانق معاه وتقول إنه اشترالي بيت وعربيات واداني فلوس كتير أعيش بيها، وكانت بتطالب إنه يحمي فلوس العيلة في حالة طلاقنا.
في الآخر، قدر يقفل معاها، وقاللها بصوت عالي إن أمورنا المالية مش شغلها، وإنه هيتصرف بالطريقة اللي يشوفها مناسبة. لكن الموضوع مخلصش، فضلت كل يوم على مدار الأسبوع اللي بعده تضغط عليه وتزعجه علشان “يحمي مستقبله” في حالة إني قررت أخد كل حاجة وأسيبه.
الموضوع بقى أسوأ لما اكتشفت إني مش هقدر أخلف. مش عارفة حتى إزاي عرفت، لأن ماكنش حد غيري أنا وجوزي عارف، وهو عمره ما قالها. فجأة، مكالماتها بقه كلها كلام مس/موم وفضلت تقول إن أنا اللي متعمدة أبقى عاقر علشان أحتفظ بكل الفلوس لنفسي وما أضطرش أشاركها مع أولاد في المستقبل.
كلامها وجعني، وخطيبي كان شايف إني متألمة، وكان غضبان قوي من كلامها. المكالمة دي خلصت وهو بيصرخ ويقول إنه مش عايز يسمع صوتها تاني، وهي بتعيط وتقول إن أنا أخدته منها وكمان هاخد كل حاجة بيملكها.
بصراحة، كنت تعبت من تصرفاتها، وقررت إنها مش معزومة علي الفرح. خطيبي شرح الموضوع لباقي العيلة، من غير ما يوضح أي حاجة عن ثروتي، وكلهم قلبوا عليها بسبب كلامها وتصرفاتها. وقتها كنت قابلت باقي عيلته وكلهم حبوني، وهي الوحيدة اللي كان عندها مشكلة معايا.
اتجوزنا وعشنا سنين سعيدة مع بعض، وكان نادرًا لما نسمع منها حاجة.
بس لما قربنا على سن التلاتين، بدأت أحس إني مرتاحة كده من غير أطفال، بس جوزي كان نفسه يكون عنده أطفال. رحنا لدكتور استشاري واتكلمنا كتير عن الموضوع، وبعد شهور مؤلمة من النقاش، قررنا ننفصل بسلام. هو كان عايز أطفال وأنا مش عايزه، مكنش فيه أي طريقة نقدر نلاقي بيها حل وسط.
أعلنّا الموضوع لباقي العيلة مع بعض، وكان فيه دموع كتير، لكن بشكل عام كان واحد من أكتر حالات الطلاق السلمية اللي ممكن تتخيلها.
ما أخدش الموضوع غير يومين ووالدته ظهرت على باب بيتي. ومعاها شرطي. وجوزي كان في الشغل. كنت مصدومة.
فتحت الباب وأنا مش مصدقة ومش عارفة أتصرف إزاي، لكن الشرطي وقف قدامي واداني ورقة. لما قريت الكتابة الكبيرة اللي فوق الورقة وهي بتبصلي بنظرة انتصار، مكنتش عارفة أمسك نفسي وضحكت بصوت عالي. ضحكت لدرجة إني كنت هموت من الضحك، والشرطي المسكين أكيد افتكرني اتجننت للحظة.
بصيت لها، وأنا لسه بضحك وهي شكلها مستغربة ومش فاهمة حاجة، وقولت لها. “أنتِ بجد بتحاولي تطرديني من بيتي؟” أيوة، هي ادتني إنذار بالطرد.
رجعت ورقة الانذار للشرطي تاني، وطلبت منه لو يسمح يقف مكانه شوية ويستناني ,وقفلت الباب قبل هي ترد. مش عارفة قالت إيه، لكن صوتها كان عالي قوي وكانت بتزعق لدرجة اني كنت سمعاها وأنا ماشية في البيت لحد ما وصلت مكتبي.
لما رجعت لباب البيت، اديت الشرطي عقد ملكية البيت، وهو بدأ يبص عليه وهي بتحاول تبص من وراه. الشرطي كان شكله مش مبسوط وفضل يبص لها كذا مرة.
في الولاية عندنا، لازم ضابط الشرطة يوقّع على إنذار بالطرد وهو اللي يسلمة شخصيًا قبل ما يقدروا ياخدوا الشخص للمحكمة لطرده بالكامل. فببساطة، هي كانت فاكرة إنها بتعمل حاجة، لكن في الحقيقة هي بس بتضيع وقت الراجل ده بالكذب اللي قالته علشان يجي.
هو رجع لي عقد الملكية، وقطع إخطار الطرد نصين، وبدأ يسألها ليه هي فاكرة إنها تقدر تطرد صاحبة البيت من بيتها.
“أنتِ لازم تخرجي! اخرجي من بيت ابني!” كانت بتصرخ بالكلام ده وكلام تاني مكنتش فاهمة منه حاجة وأنا رفعت عيني بنوع من الاستهزاء، وكنت مستمتعة بالموقف ودخلت البيت تاني.
والشرطي كان بيوبخها بره. سبت الباب مفتوح شوية، لكن هي محاولتش تدخل، وأنا رحت كتبت لجوزي رسالة على الموبايل علشان أقوله إيه اللي بيحصل ورجعت مكتبي.
لما خرجت تاني، كان وش الشرطي بيقول إنه خلاص زهق، لكن أنا كمان كنت زهقت، وكنت قررت أقطع آخر شعرة بيني وبينها.
قولت لها شوفي، السبب الحقيقي لتأجيل فرحنا كان إننا غيرنا الميعاد علشان نشوف محامي.
قلت لها وأنا بفتح الباب، “أنا مش هسيب بيتي، لكن هديكِ حاجة تفرحك.” هي كان باين عليها التردد، بس مكنتش عايزة تتكلم كتير قدام الشرطي اللي واقف جنبنا.
كملت كلامي وقولت لها “احنا عملنا عقد ما قبل الزواج اللي كنتِ عايزاه؛ عايزة تقريه؟” خطفته من إيدي بسرعة لدرجة إنها تقريبًا قطعت الورق وهي بتاخده، وكان شكلها مبسوطة على الآخر لحد ما وصلت للجزء الخاص بتقسيم الأصول.
باختصار، أي فلوس عملناها بعد الجواز هتتقسم بنسبة 50/50. أما كل ممتلكاتي اللي كانت قبل الجواز . جوزي مايقدرش ياخد منها أي حاجة.
قالت بغضب، “إيه اللعبة اللي أنتِ بتلعبيها؟” وبهدوء اديتها ورقة تانيه. هي كمان خطفتها ولما بدأت تستوعب إيه معنى كل ده “وفهمت أن مش من حق ابنها ولا سنت”، وشها قلب الوان. قالت “أنتِي…” ومكملتش. كانت بتترعش وسكتت ومش قادرة تتكلم. أظن كانت غضبانة جدًا. والشرطي كان شكله زي اللي نفسه يهرب من وجع الدماغ ده.
أخدت الورق بتاعي، وطلبت من الشرطي يخرجها بره ملكيتي، وقفلت الباب.
واضح إن الموضوع بقى أحلى حكاية في العيلة، لان جوزي بدأ يجيله مكالمات من عيلته كل شوية. كتير منهم كانوا بيترجوه إنه يعيد التفكير في الطلاق، وناس كانوا بيقولوا له يعمل اللي يريحه، والأغلبية كانوا بيلوموا أمه بعد ما عرفوا القصة بالكامل.
عيلته فضلت تبعدها عننا طول فترة الطلاق، لأنها كانت “مش مصدقة نفسها” وبتقول إنها السبب في خراب جوازنا. واحدة من عماته علقت وقالت إنها كانت منهارة لأنها خلت ابنها يتنازل عن ثروة.
مكنش فارق معاها إن فلوسي كانت ميراث ومش من حق جوزي ياخد اي حاجة، هي كانت عايزه جوزي يفضل متجوزني ويحاول ياخد مني اي حاجة.
اكتشفت بعد سنين من طلاقنا، لما والدته توفت، إنها كانت غرقانة في ديون كبيرة. محدش عارف ليه كانت بتضغط عليه كده على موضوع عقد ما قبل الزواج.
أنا فضلت صديقة مع طليقي، ودلوقتي أنا مخطوبة لشخص تاني. و بنطلع أحيانًا نتعشى أنا وطليقي وزوجته وأولادهم.
هو مبسوط، وأنا مبسوطة 🥰
(القصة حقيقية)
قصة واقعية
قصص مسلية