حساسية الطعام……
إزيكم يا جماعة. أنا عندي 19 سنة.
طول عمري، عندي حساسية من كذا حاجة:
– الألبان
– القمح/الدقيق/الجلوتين
– البقوليات
أهلي من وأنا صغيرة ما بيدخلوش الحاجات دي البيت خالص. وأنا صغيرة، كنت باكل سمك وخضار على الفطار، و في الوقت اللي كل الاطفال كانوا بياكلوا كورن فليكس وبيستمتعوا بالوجبات السريعة، أنا كنت باكل فراخ أو سمك مشوي مع شوية خضار، أو بطاطا حلوة. وفي أعياد الميلاد، بدل الكيك، كنت باكل تفاحة.
ما فكرتش في الموضوع ده لحد من كام شهر. كنت عند عمتي في حفلة عيد ميلادي، وهي عملت براونيز للكل.
طبعا عشان الحساسية اللي عندي عمتي عملتلي براونيز مخصوص ليا بدقيق اللوز واتجنبت الحاجات اللي عندي حساسية منها.
بدأت آكل وما فكرتش في أي حاجة لحد ما عمتي فجأة بصتلي بقلق وسألتني أنا جبت البراونيز ده من أي طبق!!! شاورت على الطبق اللي أخدت منه، فقامت بسرعة وقالت إننا لازم نجيب ابره الحساسية بتاعي.
عمتي جريت بسرعة علشان تسأل ماما عليها، وأنا كنت مرعوبة لأني ما أكلتش دقيق بالغلط قبل كده.
لاحظت إن ماما هدتها وقالتلها مفيش داعي للقلق، لأنها بدلت الأطباق فعلًا، وإني أكلت البراونيز اللي بدقيق اللوز.
حسيت الموضوع غريب جدًا، ليه أصلاً تبدل الأطباق؟ ده حتى مش منطقي. بس وقتها سكت و حاولت اعدي الموضوع.
بس الحكاية دي فضلت شاغلة دماغي أسبوع لحد ما قررت أروح أعمل اختبار حساسية. الدكتور بدأ باختبار الوخز على الجلد، و ما حصليش أي رد فعل يدل أن عندي حساسية من الحاجات دي.
بعد كده عمل تحليل دم، ولما النتايج طلعت، قالولي إنه مفيش عندي أي نوع من الحساسية من الأكلات دي خالص!!!
كنت غضبانة جدًا وكلمت ماما. في الآخر اعترفت إنها كذبت عليّا لأنها كانت عايزاني أتبع نظام غذائي صحي (زي نظام العصر الحجري) وكانت عايزة تبعدني عن أي مغريات.
ماما للأسف كبرتني على كذبة كبيرة!
هي فضلت مصرة إني لازم أفهم وجهة نظرها وأنها كانت عايزة مصلحتي.
فضلت تبعتلي رسائل كتير على تليفوني عن أد ايه مناعتي قوية، وإن عمري ما جالي حب الشباب، وإن صحتي كويسة طول عمري، وإن أسناني وعظامي قوية، وحتى إني قدرت أدخل فريق تنس وأكون ممتازة في اللعبة.
بدأت تتهمني إني ناكرة للجميل، وبتقولي المفروض أكون سعيدة لأني ما بقيتش مد/منة على الكربوهيدرات.
مش عارفة أعمل إيه أو أفكر إزاي دلوقتي.
هل أنا غلطانة أو ناكرة للجميل لأني انفعلت بسبب الموضوع ده؟
🌹تحديث:
رغم إني كنت لسة زعلانة قوي، بس قررت اتواصل مع ماما.
أنا بحب ماما و عايزة يبقى في علاقة بينّي و بينها .كنت عايزاها تفهم أن اللي عملته غلط جدًا وتجاوزت فيه الحدود، بس في نفس الوقت مش عايزة أقطع علاقتي بيها.
بعد كام يوم من البوست الأولاني، بعتلها رسالة وقلت لها إني مستعدة نتكلم بشرط ::
– ما تقولش أي حاجة وما تقاطعنيش في الكلام لحد ما أخلص كل كلامي.
– ما تحاولش تقنعني إن اللي عملته صح.
– تفكر في الموضوع من وجهة نظري.
ماما وافقت فورًا. عملنا مكالمة فيديو واتكلمنا في كذا نقطة :
🌿طيب لو كنت فعلاً أكلت حاجة من الحاجات اللي مفروض عندي حساسية منها بالغلط ؟”أكيد كنت هعرف الحقيقة” (تصرف غير مسؤول بالمرة)
🌿هل فكرت للحظة في احساسي وأنا قاعدة في عيد ميلاد طفل تاني باكل تفاحة، والعيال التانية بتاكل كيك ؟ (عدم مراعاة مشاعري)
🌿إزاي عندها الجرأة إنها تنسب نجاحي الرياضي لأني مش باكل الجلوتين بدل ما تعترف بالمجهود اللي بذلته، وأنا ماسكة مضرب التنس كأني مولودة بيه من وأنا عندي أربع سنين؟ (استخفاف بإنجازاتي)
🌿إزاي كذبت مش بس عليّا، لكن على العيلة كلها؟ (عدم أمانة)
🌿ليه ما كلمتنيش بصراحة بدل ما تربيني على كذبة؟ (تصرف غريب)
في نهاية كلامي، ماما كانت بتعيط جامد، وده ما كانش متوقع بالنسبة لي، كمان اعتذرت واعترفت إنها غلطانة جدًا.
دي كانت خطوة ايجابية كبيرة بالنسبه لي.
ماما قالت لي إن كل اللي قلته صح وسألتني لو ممكن أسمع اسبابها:
قبل ما أتولد، ماما كان عندها أخ أكبر منها بكتير.
“أنا كنت أسمع عنه، لكن عمري ما عرفت تفاصيل إيه اللي حصل له”.
الظاهر إن أخوها كان مد/من علي الأكل بشكل كبير، وكان وزنه زايد لدرجة إنه ما كانش في أي حل لإنقاذه. هو توفى لما ماما كانت لسة حامل فيّا.
ماما وأخوها كانوا قريبين من بعض قوي ، وده أثر عليها بشكل كبير. عشان كده هي أقنعت نفسها إن الكذب هيكون أفضل ليا “كانت خايفة عشان ما يحصليش زي ما حصل لأخوها”.
لما واجهتها إنها مش بس كذبت مرة، لكن كذبت طول عمري، اعترفت إنها فعلاً غلطانة و ما عندهاش أي عذر.
لسة زعلانة شوية، لكن على الأقل عرفت السبب.
بابا كمان اعتذر، بس حاول يوضح إنه كان مجرد “شريك” وحاول يقنعها تتراجع عن الفكرة……
أنا رجعت أتكلم مع ماما وبابا تاني ومش مقاطعاهم……
(القصة حقيقية)
#قصص_واقعية
#قصص