جواز السفر 📘👜
#حواديت_الاجانب
جوزي (30 سنة) بقى هو الوصي القانوني على بنت أخته (17 سنة) من شهرين. للأسف مامتها توفت السنة اللي فاتت (وباباها مش موجود).
أخت جوزي (مامت البنت) كانت ممرضة، بس سابت شغلها عشان تتفرغ تمامًا لرعاية بنتها. البنت بتعاني من مشاكل كتير، منها التوحد، عسر القراءة، ومشاكل حسية جامدة.
أهل جوزي اخدوا البنت تعيش معاهم، بس هما كبار في السن ومش قادرين يهتموا بيها. عشان كده، جوزي قرر يبقى الوصي القانوني عليها.
أنا كنت قلقانة من الموضوع ده قوي. بس جوزي طمني وقالي إن هو اللي هيهتم بيها وهو اللي هيكون مسؤل عنها في كل حاجة.
انا وجوزي نعرف بعض من 15 سنة. أنا كنت بشتغل شغل ناجح في مجال صعب. بس المشكلة أن شغلي كان مرهق جدًا جسديًا وعقليًا، وكنت بسافر كتير.
بدأنا نفكر في الخلفة ووافقت أني أبقى ربة منزل. سبت شغلي أول ماعرفت أني حامل. بس للأسف الحمل ماكملش.
بعدها، أخته توفت.
في الوقت ده، دورت علي شغل تاني واتقبلت في وظيفة في نفس مجالي، الوظيفة دي بتسمحلي اشتغل من البيت. أنا عملت كده عشان مازهقش.
نرجع لدلوقتي:
جوزي بيقول إنه هو اللي بيراعي البنت أغلب الوقت، بس ده مش حقيقي. عشان أنا بشتغل من البيت (الشغل بدوام جزئي)، كل حاجة بقت عليّا.
البنت بتتعصب وبيجيلها نوبات غضب طول الوقت. هي مش بتحب الأكل اللي بعمله، وغالبًا بتحدفه على الأرض أو عليّا.
بصراحة أنا خلاص مش قادرة، وعلي طول بقيت متوتره.
من كام يوم، جوزي كان عنده شغل لوقت متأخر وطلب مني أجهز العشا.
هي صعبة جدًا في الأكل، وأي تغيير بسيط في القوام أو الطعم عن اللي متعودة عليه بيخليها تدخل في نوبة غضب.
كالعادة الأكل معجبهاش ورمت الطبق علي رجلي. و اتعورت. في اللحظة دي كلمت جوزي وطلبت منه يرجع البيت فورًا.
قالي إنه مش هيقدر يرجع. قلتله إني مش هقدر أتعامل مع الموضوع ده تاني. وسيبت البنت وطلعت أوضتي.
رجع بعد ساعات وهي كانت لسه بتعيط. كان غضبان جدًا مني واتهمني إني معنديش قلب ومش مسؤولة.
قلت له إني تعبت من تصرفاتهم هما الاتنين اللي مليانة عدم تقدير، وإني هروح عند ماما ومش هرجع غير بعد رأس السنة.
هو اتوتر وحاول يعتذر، بس أنا مشيت. فضل يكلمني كل يوم ويطلب مني أرجع. وفي الآخر رجعت.
جوزي قال إن اللي عملته خلاه يضطر يخلص كل الإجازات اللي عنده. عشان يقعد في البيت معاها. بس هو كان مبسوط إني رجعت.
رديت عليه وقلت له إني كلمت شركتي ورجعت لشغلي القديم، وهبدأ شغل من يوم الاتنين الجاي.
قالي يعني هترجعي تسافري كتير. وسألني مين بقة اللي هيقعد معاها دلوقتي لأنها مينفعش تتساب لوحدها.
قالي إنه مش هينفع يقعد هو. عشان معندوش أي إجازات تاني، وإن توظيف مربية مكلف جدًا.
قلتله إنه وعدني من الأول إن هو اللي هيتحمل مسئوليتها، وإن دي مشكلته هو أنا مليش دعوه.
دلوقتي، أهلي واقفين معايا، لكن أهله شايفين إني أنانية جدًا. عشان كده بسأل الناس هنا ايه رأيكم؟
المفروض أعمل ايه في المشكلة دي؟
🌿تحديث:
جوزي عمل مقابلات مع مربيات متخصصين لذوي الاحتياجات الخاصة. في الآخر لقى بنت كويسة وعندها خبرة، هو عيّنها تشتغل من 9 الصبح لـ 6 بليل طول أيام الأسبوع.
في يوم، المربية قالت إنها مش هتقدر تيجي يومين بسبب ظرف طارئ. جوزي كان عنده اجتماع مهم مش قادر يفوّته وطلب مني أراعي بنت أخته اليومين دول. رفضت.
جوزي أخذ مفاتيح عربيتي معاه. وأنا بجهز عشان أروح الشغل وخرج قبل ما آخد بالي، عشان ما أقدرش أخرج.
أنا اتربيت مع أب نرجسي وكان دايمًا بيعمل حركات زي دي.
قلت لجوزي يرجع في خلال ساعة، ولو ما رجعش هكلم “خدمة حماية الطفل”، وأول ما يوصلوا هطلب تاكسي وأروح شغلي.
فعلا رجع بسرعة بس قعد يتخانق معايا. قلتله لو عملت كده تاني أنا همشي ومش هرجعلك تاني ابدا. في الاخر اعتذر وقال أنه كان يائس ومش عارف يعمل ايه.
اللي حصل من أسبوعين كان أسوأ.
كان عندي شغل مهم ولازم أسافر لمدة أسبوعين، قبل السفر قعدت أدور علي جواز سفري ومكنتش لاقياه خالص. أنا شخص مُنظم جدًا، ومتأكدة إني ما ضيعتوش.
في الآخر، كلمت “خط المساعدة”. جم وفتشوا البيت ولقوا جواز السفر متخبي في شنطة الجيم بتاعت جوزي!!
سرقة جوازات السفر تُعتبر جريمة، وسألوني إذا كنت عايزة أرفع قضية عليه؟ قولت “لاء”.
حصلت خناقة تانية. وقالي إنه كان محتاجني في البيت “الويك إند” ده علشان في زيارة من الشؤون الاجتماعية، وهو عارف إني مكنتش هلغي السفر لو كان طلب مني.
طردتهم هما الاتنين من بيتي، وقلت له لو قرب مني تاني هاتصل بالشرطة (البيت ملكي من قبل الجواز).
قلتله إني هارفع قضية طلاق.
الشؤون الاجتماعية جم يطمنوا علي البنت. وعرفوا كل حاجة.
جوزي جه عندي من يومين. وقالي إنه عايش مع أهله (هما عندهم شقة صغيرة أوضتين بس)، الشقة دي ما تنفعش للبنت حسب معايير الشؤون الاجتماعية.
في الآخر طلب مني فرصة تانية، وسألني لو ممكن أوافق إن هو وبنت أخته يقعدوا عندي لحد ما يحلوا الموضوع، وإلا هيخدوا البنت منه وهتضطر تروح لدار رعاية حكومية.
قالي إنه ما يقدرش يدفع إيجار وكمان فلوس لمربية، وفضل يتحايل عليا.
أنا قلتله مستحيل أسامحه على اللي عمله. هو عارف كويس أنا مريت بإيه مع أبويا، وبرضه عمل زيه.
قالي خلينا نروح جلسات علاج زوجي. قلتله إني مستحيل أثق فيه تاني، وإن الموضوع انتهى.
سألني لو أهله أخدوا بنت أخته تعيش معاهم أو حتى اتنازل عن رعايتها للدولة، هل ممكن أديه فرصة تانية؟
أعتقد إن الغضب اللي كان جوايا من شهور طلع في اليوم ده.
قلت له إن المشكلة مش في بنت أخته، الحقيقة إن المشكلة كانت فيه هو.
هو اللي ما أخدش رأيي قبل ما يجيبها تعيش معانا. و ما عملش أي حاجة عشان يساعد في رعايتها. وكان بيتجاهلني كل مرة بقول فيها إني مرهقة.
هو اللي قرر ياخد مسؤولية كبيرة من غير ما ياخد رأيي، وحط كل الحمل عليا. اختار ياخد مفاتيحي، واختار يخبي جواز سفري. قلتله إن الأمور كان ممكن تكون مختلفة، وإننا كان ممكن نحاول نتأقلم ونبقى عيلة، لو هو ماكنش بيجي عليا كل مره.
قلت له يخرج من بيتي، إن الموضوع انتهى، وإني مش عايزة أشوفه تاني أبداً.
لسه مش عارفة إذا كنت بعمل الصح ولا غلط. عارفة إن الناس كانوا عايزين نهاية سعيدة، بس اللي حصل حصل. لسه ما بدأتش إجراءات الطلاق، بس قريب هابدأ. دلوقتي أنا باخد شوية راحة لأن الأسابيع اللي فاتت كانت مرهقة جدًا.
(القصة حقيقية مترجمة من ريديت. أصحاب القصة أجانب).