
أنا بقابل أمي الحقيقية بس هي لسه ما تعرفش إني ابنها!!!
أنا راجل عمري 24 سنة،أمي الحقيقية خلفتني وهي صغيرة جدًا، علشان كده عرضتني للتبني. أهلي بالتبني كانوا بيحكوا لي عنها.
لما أمي سابتني، كانت كاتبة لي جواب، أنا مجنون بالجواب ده، وكل شوية أقرأه. أمي، اللي كانت تعتبر لسه طفلة وقتها، بتقول لي: “أنا آسفة علشان ما عرفت أكون أم ليك، وبتمنى إنك تعيش سعيد”.
هي كانت عايزة تفضل تتواصل معايا، بس أهلي بالتبني انتقلوا لمكان تاني بعيد بسبب شغل والدي، وقتها كان عمري 11 سنة. بعدها كنت حاسس إنه مستحيل أعرف أقابلها تاني، لكن لحسن الحظ، عرفت مكانها. هي بتشتغل في مطعم صغير، وأنا كل شوية بروح لها هناك، بس هي لسه ما تعرفش إني ابنها.
كل ما تكلمني أو تسألني على طلبي في المطعم، بحس إني نفسي قوي أقول لها، بس مش عارف ليه بحس بتوتر جامد.
أحيانًا بتكلم معاها لما المطعم ما يكونش زحمة، وبحس إنها صادقة جدًا. أنا بروح مشوار حرفيًا ساعتين بالعربية علشان بس أشوفها، وأحيانًا بحس إنها عارفاني، وأول ما بتشوفني بتقابلني دايمًا بابتسامة كبيرة.
بتمنى بجد إنها تعرف…
تحديث:
أوك… أنا اتشجعت وقلت لها.
كان الموضوع صعب جدًا، لدرجة إن قلبي كان بيدق بسرعة قوي. حاولت أفكر إزاي أقول لها؟ واستقريت إني هكتب لها رسالة.
استنيت لما خلصت الشيفت بتاعها والمطعم بدأ يقفل، ووقفت في موقف السيارات أستنّاها.
لما شُفتها، قلت لها: “اهلاً…في حاجة خطيرة لازم تعرفيها، أنا آسف إني ما قلتش من الأول…”
بدأت تقرأ الرسالة، وقبل ما تخلص، كانت فهمت بسرعة جدًا. بدأت تصرخ وتبكي، كان الأمر جنوني.
قلت لها: “أنا ابنك”.
حضنتني بسرعة، وبعدها رجعت لورا وسألتني: “هل مقبول إني أعمل كده؟” قلت لها: “آه طبعًا”.
فضلنا نحضن بعض ونبكي.
الموضوع أثّر فيّا جدًا،
وهي في لحظة كانت حرفيًا هتقع مني، بس أنا لحقتها ومسكتها قبل ما تقع.
فضلت تحضن فيّا تاني، وتقول لي: “شُفت؟ بقيت كبير إزاي؟”
صوت بكاها خلاني بكيت قوي أنا كمان.
أخدتني معاها وفتحت المطعم تاني، وقعدنا. شربنا قهوة وأكلنا فطير، وقعدنا نتكلم كتير قوي في كل حاجة.
قالت لي إنها لما شافتني تاني مرة في المطعم، حسّت بحاجة ناحيتي، بس كان صعب تصدّق إحساسها. وقالت لنفسها: “بلاش وهم”. ده بسبب إنها بعد ما سابتني، كانت بتقابل أطفال في الشارع وتحس إنهم أنا، وكل مرة تشوف حد شبهي، تفضل تبكي، وده كان بيجيب لها اكتئاب.
علشان كده، لما شافتني، اعتقدت إنها موهومة.
قالت لي إني شبه أبويا الحقيقي جدًا، سألتها عليه؟
قالت لي إنهم فضلوا على تواصل، على أمل إني أقدر أوصل لحد فيهم، واللي يعرف مكاني يبلّغ التاني.
بصراحة، ما كانش عندي أمل إني أقدر أعرف مكان أبويا الحقيقي، بس أنا فرحان إن أمي تقدر توصّلني بيه.
ماما قالت لي إنها كانت عايزة تحتفظ بيا، وبابا كمان كان متمسك بيا جدًا، وكان رافض التبني نهائي، بس في النهاية كانوا مجبرين، لأن سنهم كان صغير جدًا. وقالت لي إن أبويا فضل زعلان عليّا فترة طويلة قوي، وما كانش عايز يصدق أبدًا إنه مش هيشوفني مرة تانية.
قعدنا نتكلم لساعات، لغاية الساعة 3 الصبح.
ماما كانت عايزة تعرف كل حاجة عني، وأهم سؤال بالنسبة لها: “هل أنت سعيد في حياتك؟ هل أهلك بالتبني عاملوك كويس؟”
قلت لها إن طفولتي الحمد لله كانت كويسة جدًا،
فرحت قوي وفضلت تبكي تاني.
شوية كنت أحس إنها سعيدة جدًا، وشوية يبان عليها الحزن.
قالت لي لما عمرك وصل 18، كانت بتتمنى إني أدور عليها، علشان كده رفضت تسيب المدينة، وكانت خايفة أكون زعلان منها، أو إني مش عارف أصلاً إني متبني.
كلامها خلاني زعلان إني ما دورتش عليها من بدري (أنا عمري دلوقتي 24).
قالت لي: “لأ، ما تزعلش، دي مش غلطتك، وإنك قمت بالتصرف الصح ودورت عليّا”.
بصراحة، ماما لطيفة قوي، بتبص لي بابتسامة جميلة بتخليني أحس بالسعادة.
كنت بفكر إزاي إنسانة كانت غريبة عني طول عمري، تبص لي بكل الحب ده.
ماما سألتني لو ممكن أجي أزورها في بيتها قريب، وأتعرّف على جوزها.
قلت لها: “أكيد… موافق”.
أخدنا أرقام تليفونات بعض، وبعد ما سيبتها، بعتت لي رسالة بتقول فيها: “شكرًا على الهدية اللي كنت مستنياها من زمان”.
قابلت خطيبتي وحكيت لها وأنا ببكي، أنا مش حزين، دي دموع الفرح، كل حاجة كانت أفضل مما توقعت.
تحديث:
طلبتوا مني أحكي إيه اللي حصل لما قابلت والدي الحقيقي. لو قلت إن اللقاء كان عاطفي، يبقى كلامي ده أقل من الحقيقة بكتير.
أنا كنت عارف أمي من بعيد وشوفتها أكثر من مرة، لكن أبويا ماعرفش عنه أي حاجة، وده كان مخليني متوتر جدًا.
قبل ميعادي مع بابا، سألت ماما لو ممكن تكون موجودة هي كمان لأنها تعرفه أكتر مني.
قعدت في الحديقة مع ماما في انتظار بابا يوصل، وكان بيبكي حتى من قبل ما يشوفني.
بابا طلع راجل قوي ما شاء الله، جذبني بقوة وحضني وهو بيبكي. قال لي: “أنا عايزك تعرف إني بحبك جدًا.”
مبقتش عارف أعدّ بابا حضني كام مرة 😂
أنا فعلًا اتأثرت جدًا، فضل يردد: “شكرًا لك يا الله” كتير، ويبص في وشي.
يا الله على المشاعر اللي حسيت بيها وقتها، خصوصًا وأنا بسمعه بيقول إنه بيحبني قوي.
أنا متأكد إن كل الناس اللي كانوا في الحديقة وقتها استغربوا وهما شايفين 3 أشخاص عمالين يبكوا!!!
لما شفت بابا، فهمت ليه ماما كانت بتقول إني شبهه. إحنا فعلًا نسخة من بعض، بس هو على أكبر 😍
بابا كان جايب معاه هدايا، وكانت مفاجأة لطيفة منه.
قال لي إنه كان بيتمنى يقدمهالي من زمان.
كانت دبّوب ماسك إطار جواه صورته وهو في المستشفى شايلني، والحاجة التانية كانت مجلة.
قال لي إنه بدأ يكتب فيها بعد التبني، وإن الكلام اللي كان بيكتبه لي ساعده يحس إننا مرتبطين. وكان دايمًا بيتمنى يقابلني ويهديني بيها.
لسه ما شوفتش كل الكلام المكتوب، بس واضح إنها فيها أفكاره ومشاعره عني، وإحساسه لما شافني أول مرة وأنا رضيع، وحزنه لما سابني، والحاجات الصعبة اللي مر بيها في حياته.
والدي كان بيتعالج نفسيًا علشان يتغلب على حزنه عليّ. أعتقد إنه من اللطيف جدًا إنه فعلا كان فاكرني طول حياته.
ماما سابتني مع بابا لوحدنا علشان نتكلم براحتنا أكتر.
بابا وقتها حكى لي هو اتعرف على ماما إزاي، وعلى الحاجات اللي هو بيحبها، واكتشفت إن في بينا حاجات مشتركة زي حبنا للمانجا.
أنا ممكن أقعد أقرأ مانجا طول اليوم من غير ملل، وبابا كمان بيحبها جدًا. وكان جايب لي مانجا معاه وحاجات تانية لطيفة جدًا 😍 إحنا الاتنين بنحب المشي لمسافات طويلة، وبنحب البلياردو.
هو اتكلم معايا كتير، واضح إنه فعلًا كان بيتمنى يشوفني من زمان. قال لي إنه كان بيصلي كل يوم علشان اليوم ده يجي.
اتكلمنا تقريبًا في كل حاجة…
أنا دلوقتي عايز أقابلهم تاني، وبفكر أخليهم يقابلوا أهلي بالتبني، وهما موافقين كلهم على مقابلة بعض.
قابلت أمي بالتبني امبارح وفطرت معاها، وحكيت لها كل اللي حصل. كانت سعيدة جدًا علشاني، وقالت لي إنها فخورة بيا.
أنا فرحان إنها بتدعمني، لأني بصراحة كنت حاسس بالذنب وخايف إنها تزعل مني أو تحس إنها مش كفاية ليّ.
لكنها فعلًا ما تستحقش كده، هي ربتني كويس واهتمت بيا طول حياتي، وكانت فعلًا أم رائعة.
أنا فعلًا بحبها هي وبابا بالتبني، وهما أكدوا لي إنهم سعداء علشاني، وإنهم بجد مش زعلانين أبدًا.
أنا عارف إن الرسالة طويلة جدًا، بس حبيت أشارك مشاعري معاكم.
شكرًا لكل حد سمعني وشاركني في الرحلة دي 🌹
أنا ممتن جدًا وسعيد!