الديك الرومي!!!
أنا متلخبطة ومحبطة ومحتاجة أفضفض.
السنة دي احنا اللي استضفنا عيلتنا في عيد الشكر في بيتنا – أنا وجوزي وولادنا الاتنين، وإخوات جوزي وأولادهم، والأهم من كده والدته المريضة جدًا.
كلنا متقبلين إن بنسبة كبيرة عيد الشكر والكريسماس ده هيكون آخر الأعياد اللي نجتمع فيها مع حماتي “لانها بتحتضر”. كان يوم مليان مشاعر ومتعب، بس كنا عايزين نعمل يوم مميز كل الناس تستمتع بيه.
بنتنا ماري بتيجي تزورنا من الكلية، وقبل ما تيجي بيوم قالت لنا إن خطيبها “كريس” قرر يجي لمدينتنا عشان يزور أصدقاءه في فترة الإجازة. ماري سألتنا لو ممكن يحضر عيد الشكر معانا.
احنا في الحقيقة عمرنا ما قابلنا “كريس” قبل كده، وبصراحة مش مرتاحين له أوي. لأن من أول ما بدأت ماري تواعده، و احنا لاحظنا تغييرات مقلقة عليها.
ابننا – اللي اكبر منها بسنتين – قال لنا إن ماري بقت تدخل في جو الحفلات بسببه. حاولنا نتكلم معاها بلطف عن قلقنا، لكن هي بتقفل الموضوع وبدأت تبعد عننا.
عشان مش عايزين نبعدها عننا، وافقنا إن كريس ييجي، لكن بشرط إنه مايباتش عندنا. هي قالت إن ده مش هيفرق، لأنه حجز غرفة في أوتيل وهيقعد هناك طول الويك إند. تمام، ماشي.
يوم عيد الشكر وصلوا “ماري وكريس”. بصراحة، هو مش أحسن شخص. قال كذا تعليق سخيف وقليل الذوق خلال الزيارة، وشر*ب أكتر بكتير من اللازم.
عيلتي كانت في حالة فيها صدق ومشاعر كتير، وهو كان مستهتر ومش مهتم، وأثر على الأجواء كلها.
في لحظة معينة، كل اللي كانوا موجودين بدأوا يحكوا قصص عن الأعياد اللي قضوها في بيت والدة جوزي “حماتي”، لما كانت بتعمل حفلات كبيرة للعيلة. أنا وجوزي وقفنا الطبخ وخرجنا من المطبخ عشان نشارك في الكلام.
لما رجعنا المطبخ بعد حوالي نص ساعة علشان أشوف الديك الرومي في الفرن، اكتشفت إنه مش موجود. اختفى تمامًا!!
سألت جوزي لو عمل حاجة بالديك الرومي، وكان مصدوم زيي بالظبط. دورنا في كل حتة في المطبخ والبيت ومش لاقيينه.
طلعنا الريسيبشن وسألنا كل الناس لو حد يعرف إيه اللي حصل للديك الرومي، ومحدش فاهم إحنا بنتكلم عن إيه. في اللحظة دي، لاحظت إن كريس مش موجود. اخدت ماري على جنب وسألتها هو فين، عشان مش عايزة أتسرع في الحكم أو أتهم حد. قالت لي إنه اضطر يمشي عشان يقابل أصحابه!!
طلبت منها تبعت له رسالة وتسأله لو يعرف حاجة عن الديك الرومي، وماري ردت بنظرة من نوعية “يا سلام”.
في اللحظة دي، بدأت أدرك إن كريس غالبًا سرق الديك الرومي وخرج من الباب الخلفي وإحنا كنا بنحكي قصص مع والدة جوزي، بس مش قادرة أفهم إزاي حد ممكن يعمل كده. مش قادرة حتى أقول التهمة دي بصوت عالي.
لقينا نفسنا في موقف صعب جدًا، عندنا كل حاجة جاهزة بس من غير ديك رومي. اضطرينا نقول للعيلة إنه مفيش ديك رومي، وكلهم كانوا متلخبطين وزعلانين.
ماري قالت إنها لازم تمشي عشان عندها مشوار مع كريس، وده أحبطني جدًا. قلت لها قد إيه أنا محبطة، وهي ردت بكل بساطة إنها هتشوفنا تاني خلال الويك إند!!
أهل جوزي خرجوا بالعربية يدوروا على مطاعم وسوبر ماركت، وجابوا شوية أكل لحد ما قدرنا نعمل وجبة بعد طبعا وقت متأخر قوي، و كان الإحساس إن اليوم كله باظ.
كل الناس كانوا بيتكلموا بينهم وبين بعض عن إن كريس مشي تقريبًا في نفس الوقت اللي الديك الرومي اختفى فيه، لكن محدش كان عايز يتهمه بصوت عالي لأنها تهمة كبيرة، وكمان مفيش دليل فعلي.
أنا مش فاهمة إزاي حد يعمل كده، وحزينة جدًا عشان حماتي ما تستحقش ده أبدًا. في لحظة معينة عنيها دمعت، بس حاولت تتماسك.
وكمان أنا حاسة بغضب جامد من بنتي، لكن مش عارفة أقول حاجة، عشان عارفة لو اتكلمت هتبعد أكتر.
🌹تحديث:
كنت بتكلم مع ابني النهارده وقال لي إنه بالليل كريس بدأ يغيظه في الشات بخصوص الديك الرومي اللي اختفى. فده بيأكد الموضوع – كريس سرق الديك الرومي كنوع من التحدي الكبير لينا كلنا.
ابني ما قالش حاجة وقتها لأنه ماكانش عايز يزعل الناس أكتر ما هم زعلانين.
واحد من إخوات جوزي غضبان جدًا مننا بسبب اللي حصل وبيقول ان حماتي اتعاملت بعدم احترام، ومش بيتكلم معانا حاليًا.
حاولت أكلم وأبعت رسائل ل ماري، لكن لحد دلوقتي مش بترد عليا. ده كل اللي عندي وأقدر أقوله عن الموضوع.
🌹تحديث (بعد سنة):
أهلاً يا جماعة،
السنة اللي فاتت كنت بتمني أتكلم مع ماري بصراحة عن اللي عمله كريس، لكن هي تجاهلتني ورفضت تزورنا في باقي عطلة عيد الشكر. اتكلمنا بسرعة على التليفون بعدها بأيام، لكن هي أنكرت إن كريس سرق الديك الرومي بتاعنا، رغم إن كريس اتريق على ابني بخصوص الموضوع، وده يعتبر اعتراف صريح باللي عمله.
للأسف، حماتي توفت بعد عيد الشكر بحوالي أسبوعين. التأثير كان عميق جداً على عيلتنا. كنا متوقعين إنها تعيش لحد الكريسماس، فكان صعب جداً علينا إننا نخسرها. والأصعب إن “عيد الشكر” باظ بسبب كريس وسرقته اللي مش فاهميين سببها.
ومن ساعتها الأمور زادت سوء. ماري جات بالطياره عشان جنازة حماتي وقالت إن كريس ممكن ييجي معاها. وضحنا لها بهدوء إن كريس غير مرحب بيه في بيتنا ولا في الجنازة. في الآخر هو مجاش و فضل في المدينة بتاعتهم اللي فيها الجامعة.
لكن في يوم العزا، اتبلغ عن تهديد بوجود “قن/بلة” في دار الجنازة واضطرينا كلنا نخرج لحد ما الشرطة عملت تفتيش. الشرطة ما قدرتش تثبت حاجة، بس أنا شاكة جداً إن كريس هو اللي عمل التهديد والبلاغ.
العزا بتاع حماتي يعتبر ماكملش وحرموها من نهاية كريمة. و في ناس كانوا عاوزين يجوا ويقدموا واجب العزا مقدروش في الآخر بسبب الإخلاء والتفتيش.
واحد من إخوات جوزي قطع علاقته بينا لأنه شايف إننا السبب في تدمير نهاية حياة “حماتي” بدعوة كريس لعشاء عيد الشكر.
ماري رفضت تتحمل أي مسؤولية عن اللي حصل.
إحنا (أنا وجوزي) زعلانين من ماري ومش بنكلمها.
ابني على تواصل محدود مع ماري وبيتابعها على السوشيال ميديا. الظاهر إن ماري وكريس لسه مع بعض.
آسفة إني عندي تحديث محزن كده، لكن أنا وعيلتي ممتنين جداً لكل الدعم اللي وصلنا السنة اللي فاتت. شكراً ليكم.
(القصة حقيقية)
قصص واقعية
قصص قبل النوم
قصص عربية