التحف التاريخية!!! قصص حقيقية

قصص

التحف التاريخية!!!

أنا (22 سنة) أختي (24 سنة) خطيبها (27 سنة).

خطيب أختي من أصول نبيلة أوروبية. لحد وقت قريب، كنت فاكرة إن الموضوع مجرد حاجة جينية وإنه هو وأهله ناس عادية من الطبقة المتوسطة.

خطيب أختي شخص هادي ومنطوي شوية، لكن هو مؤدب وباين عليه ودود مع أهلي. هو وبابا بينهم حب مشترك للتاريخ، ولما أختي وخطيبها كانوا بييجوا عندنا، كانوا بيقضوا وقت كتير يتكلموا عن أحداث تاريخية.

مؤخرًا، أختي قالت لي إن خطيبها عزمنا على بيت عيلته علشان نتعرف على أهله ونقضي أجازة الشتاء في أوروبا. أهلي كانوا متحمسين جدًا يروحوا، وأنا ما كنتش ناوية أفوت فرصة أجازة مجانية (خطيبها هو اللي كان دافع)، فوافقت أروح أنا كمان.

أهلي أخيرًا كشفوا لي إن “عيلة خطيب أختي” مش بس ليها صلة بالنبلاء، لكن هما فعلًا نبلاء بشكل رسمي، وإنهم لسه محتفظين بشوية من بيوتهم وأملاكهم القديمة.

في بيتهم الضخم، كان فيه مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية القديمة والتحف التاريخية اللي عيلته مخزناها بعيد عن الناس. واضح إن العيلة بتحتفظ بالحاجات دي لنفسهم ولضيوفهم بس، والناس العادية ما يقدروش يشوفوها.

وأنا بتفرج مع خطيب أختي و باباه على البيت، لفت نظري إن معظم الحاجات دي المفروض تكون في متحف علشان الكل يقدر يستمتع بيها.

بس والد خطيبها قال لي بكل ثقة إن الحاجات دي بقالها قرون في عيلتهم، وبالتالي هي ملكهم.

الرد المتعالي ده ضايقني جدًا، فحاولت أوضح له إن مجرد امتلاكهم للحاجات دي مش معناه إن عندهم الحق يحرموا الناس منها.

في اللحظة دي، خطيب أختي بان عليه الضيق وقال لي إن عيلته كسبت الحاجات دي عن طريق الخدمات اللي قدموها للملوك السابقين وهي عبارة عن مكافآت وتعويضات عن خدماتهم العسكرية وانها من حقهم.

كنت عايزة أرد عليهم، لكن ماما قالت لي اسكت، وإن طريقتي فيها قلة ذوق.

أختي شدتني على جنب وقالت لي إنّي بكسفها قدام عيلة خطيبها، وإني معزومة في بيت ناس، ولازم أظهر شوية “احترام ولباقة”.

قررت إني ماعملش مشاكل وحاولت أسكت وخلاص، وأسيب والد خطيبها يخلص الجولة. لكن لما طلعوا شوية مزهريات وتحف من إفريقيا وآسيا، ما قدرتش اسكت. قلت لهم إنهم بيحتفظوا بحاجات ثقافية مسروقة في بيتهم، وإنها كانت مسروقة من شعوبها الأصلية.

طبعا كلامي عمل جدال كبير، ووالد خطيبها بدأ يبرر ويشرح إن الحاجات دي اتاخدت كتعويض عن الخدمة العسكرية في السنغال، وإن أجداده حاربوا علشانها… وبلا بلا بلا .

فضلت أقول لهم إنهم بيسرقوا، وإنهم بيحتكروا حاجات المفروض الناس والشعوب الأصلية ليها الحق إنها تشوفها. وقلت لهم إن المجموعة دي ممكن ما تكونش قانونية بالكامل، وإن المفروض يبلغوا السلطات لو في قطع مش من حقهم يحتفظوا بيها.

أهلي اتعصبوا عليا جدًا، وقالوا لي أسكت وأخرج من الأوضة. وأختي، حرفيًا، كانت بتدافع عن خطيبها وأبوه، وبتكرر نفس كلامهم وتبرر وجود المجموعة دي عندهم.

ماما في الآخر جرّتني برا الأوضة وقالت لي أجمع حاجتي. وأهلي قالوا لي إني لازم أمشي، وخلوّني أقعد في فندق قريب لباقي الرحلة. و رفضوا يخلوني أقعد معاهم في بيت خطيب أختي، وعيلته حتى ما عزمونيش علي أي أنشطة كانوا مخططين لها للعيلة. فضلت باقي الوقت لوحدي في الفندق.

عدّى شهر دلوقتي من ساعة ما رجعنا، وأهلي لسه غضبانين جدًا. ماما بتقول إني “كسفتهم” وخلّيتهم يبانوا “مش مثقفين ومش مقدرين الحاجة اللي شافوها”، وبابا بيكلمني بالعافية، وبيقول لي المفروض آخد كورس “تاريخ” التيرم ده عشان “أقدر أفهم” أنا بتكلم عن إيه.

أما أختي، فعملت لي بلوك، وواضح إنها مش عايزة أي علاقة بيا دلوقتي.

(القصة حقيقية مترجمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!