التأخير المزمن!!! قصص

قصص واقعية

التأخير المزمن!!!

أنا راجل عندي 34 سنة، ومراتي عندها 29، ومتجوزين من خمس سنين.

من أول ما ابتدينا نرتبط، وهي دايمًا بتاخد وقت طويل في كل حاجة، سواء اللبس، الميك أب، الأكل، أي حاجة بتعملها بتاخد وقتها أوي. أنا بطبعي صبور، لكن لما بيكون في حاجة مرتبطة بمواعيد محددة، ببدأ أتوتر جدًا لو اتأخرت. لما بكون لوحدي عمري ما بتأخر على حاجة، لكن لما بتكون معايا، لازم نوصل دايمًا متأخرين.

المشكلة اللي بتخليني أتعصب أكتر إنها مش بتفهم إن في ناس بتستناها، ولو حاولت أقولها تسرع شوية، بتاخد الموضوع بحساسية وبتدافع عن نفسها.

من كام سنة، واحدة من أقرب صديقاتها بطلت تكلمها علشان زهقت من تأخيرها المزمن.

امبارح خرجنا عشان نتفرج على فيلم. مجرد وصولنا للمول قبل الفيلم كان تحدي كبير بالنسبة لي، لكن، بمعجزة وصلنا، فكرة إننا هنروح نشتري حاجات خليتها الحمد لله اخيرا تقدر تلم حاجاتها وتجهز قبل الميعاد.

بدأت تتسوق وأنا كنت بتابعها لحد ما قرب الوقت اللي هيبدأ فيه الفيلم. لما قلتلها إن الوقت جه، كانت بتتكلم مع موظف في المحل عن هدوم عايزة تشتريها، وقالتلي “استنى شوية”.

وزي ما متعود، “استنى شوية” معناها “أنا مش مهتمة باحتياجاتك دلوقتي علشان بعمل اللي أنا عايزاه، وأي حاجة غير اللي أنا عايزاه مرفوضة.

استنيت شوية كمان لحد ما بدأت تشوف بنطلونات جديدة وتجرب تركيبات مختلفة. الفيلم كان بدأ خلاص. لما قلتلها تاني، قالت مش مشكلة ممكن نفوت مقدمة الفيلم.

في اللحظة دي، مشيت بعيد، وطبعًا هي ما اخدتش بالها، وقفلت تليفوني، واستمتعت بالفيلم لوحدي. بالمناسبة، فوت أول دقايق من الفيلم وفضلت مستنيها شوية قدام السينما، علي أمل انها تلحقني بس طبعا من غير فايدة.

وأنا خارج شفتها قاعدة على الكرسي بره ومتضايقة علشان سبتها. بصراحة، ما حسيتش بالذنب، وقلت لها إني ممكن أعمل كده تاني. وده خلاها تزعل أكتر، رجعنا العربية في صمت غريب. وطلعت إنها كانت متحمسة للفيلم فعلاً.

هل أنا غلطان في اللي حصل؟ كنت حاسس إني بعلمها درس، بس واضح إنها زعلانة بجد.

🌹#تحديث (بعد شهرين)

أنا خلاص قررت الانفصال عنها.

لأ، أنا مش بخونها.

لأ، أنا مش بمر بأزمة منتصف العمر.

لأ، أنا مش بدور على واحدة أصغر.

لأ، أنا مش مخبي حاجة.

أنا ومراتي مع بعض بقالنا 12 سنة “اعرفها من قبل الجواز بكتير”. وخلال الوقت ده، هي ما بذلتش حتى أقل مجهود إنها تكون في الميعاد لأي حاجة كنا بنعملها.

لما كنا بنتقابل وإحنا خارجين، كان العادي إني أستناها من 15 دقيقة لساعة عشان أخيرًا توصل. كنت بعمل كده لأني بحبها. بعد الجواز، الموضوع بقى أسوأ، وبعد ما جبت طفل، بقى أسوأ أكتر. كانت دايمًا بتلوم الظروف عشان التأخير، لكن دلوقتي بقت بتلوم ابننا. استحملت علشان بحبها.

🌿مثال : إحنا حاليًا بندور على حضانة لابننا. لازم نتأخر من 15 لـ30 دقيقة في كل مقابلة، وكأننا عايزين ندي انطباع للمدرسين إن ابننا هيبقى دايمًا متأخر على الحضانة. دايمًا في حاجة بتعطلها.

🌿أنا زهقت وتعبت من الموضوع ده. حجز العشا دايمًا يبقى مغامرة، لأن المطاعم في منطقتنا مافيهاش مرونة، ولو تأخرت دقيقة واحدة هيلغوا الحجز.

إحساس رهيب إنك تبقى قاعد قلقان كل شوية وهي ماسكة موبايلها وعندها لامبالاه، ولما أحاول أطلب منها بكل هدوء إنها تسرع شوية أول ما بأقول لها إننا هنتأخر بنتفجر فيا.

حتى لما بنقابل أصحابنا، أو نروح أي نشاط للأطفال مع ابننا، أو حتى لو عايزين نخرج نمشي شوية، دايمًا نضطر نستناها تسيب الموبايل وتتكرم علينا وتجهز الاول.

النقطة اللي كسرتني كانت الأسبوع اللي فات لما فضلت واقف عند باب البيت 20 دقيقة مع ابننا، وهو بدأ يزهق، وبعدين شفتها فجأة قررت تكنس البيت!

دلوقتي التليفون هينفجر من مكالمات الأهل والأصدقاء اللي سمعوا منها إننا هنتطلق. الكل بيحاول يقنعني أتراجع. بس أنا انهارت بعد سنين من الصبر. ومش ندمان.

🌿انتهت القصة الأولي.

🌹قصة تانية:

مراتي (26 سنة) دايمًا بتتأخر. دايمًا. مفيش فرق لو المكان على بعد 5 دقايق أو مسافرين بالطائرة.

قبل ما نسأل، لأ هي معندهاش طيف التوحد، ولا عندها ADHD “فرط حركة” ولا عندها مشكلة في الإحساس بالوقت.

هي ببساطة بطيئة. كده. على طول.

بتأجل المنبه 3 مرات كل يوم الصبح، وبعدها لازم تفضل في السرير تتابع السوشيال ميديا.

في الآخر بتقوم تاخد شاور طويل جدًا، وبعدها تبدأ تلبس (وده بياخد منها وقت طويل، وغالبًا بتضيع الوقت ماسكة موبايلها بعد الشاور)، وبعدها تفضّل تشرب القهوة ببطء.

بتتأخر على شغلها كل يوم تقريبا، وفي الآخر بتضطر تسوق بسرعة عشان تلحق.

وطبيعي إنها أخذت كام مخالفة سرعة. حاولت أساعدها، زي مثلًا بحط موبايلها في مكان بعيد عن السرير عشان تضطر تقوم توقف المنبه، لكن ببساطة بتقوم تمسكه وترجع للسرير.

لما بحاول أخليها تتحرك بسرعة، هي بتعند وبتاخد وقت أكتر.

المهم، الأسبوع اللي فات كانت متأخرة عن الشغل أكتر من العادي، واضطرت تسوق بسرعة عشان تلحق. وبعد أسبوع، المفاجأة كانت إنها جالها مخالفة سرعة ضخمة “وصلت في البريد”.

دلوقتي بقت مضطرة تسلم رخصة السواقة بتاعتها عشان عندها مخالفات سرعة كتيرة، ومش هتقدر تسوق لمدة 6 شهور.

بدل ما تتقبل الموضوع، بتقول لي “لازم تقول إنك انت اللي كنت سايق عشان ما أفقدش رخصتي”، وطبعًا أنا رفضت، وقلت لها إنها لازم تتحمل نتيجة أفعالها، وولازم تتعود تصحى بدري شوية وتخرج أسرع.

الجدال ده استمر كذا يوم لحد ما استسلمت أخيرًا وسكتت، وبعدين قالت لي “طيب، هتضطر توصلني الشغل وترجعني كل يوم لحد ما رخصتي ترجع”، وأنا قلت لها إني مش هعمل كده – شغلها في اتجاه مختلف تمامًا عن شغلي، ولو عملت كده هضطر أسوق ساعتين زيادة كل يوم.

هي بتقول إن ده مش هيفرق معايا لأن شغلي فيه مرونة في المواعيد، لكن أنا أصريت ورفضت، وقلت لها ممكن تركب مواصلات عامة – في موقف باص حرفيًا على بعد دقيقتين مشي من بيتنا، والباص بيوصلها لمكان قريب من شغلها بخمس دقايق، وكمان بيعدي بانتظام.

هي بتقول إنها بتكره المواصلات العامة ورافضة تركبها، فقلت لها يبقى أوبر هو الحل، أو تنظّم مع حد يوصّلها، لكن في الآخر دي مش مسؤوليتي.

وصفتني إني “أناني” وبتعاقبني دلوقتي بالتجاهل ، وعماله تلومني وقالت إن الزوج المحترم المفروض يضحي عشان مراتة، وإنها بس 6 شهور.

فهل أنا غلطان عشان مأنقذتش رخصتها” ورفضت أوصلها رايح جاي من الشغل لمدة 6 شهور؟

🌿تعديل: إحنا عايشين في أستراليا، للناس اللي بتسأل.

🌿تعديل: قالت لي إن كل أصحابها شايفين إني غلطان!!

راسلت شوية من أصحابها… اللي هي كلمتهم قالوا إني مش غلطان.

الناس اللي بتسأل هو أنا ليه لسه مكمل معاها……بدأت أسأل نفسي السؤال ده برضو… مش حاسس بالسعادة معاها من كام شهر، والموضوع ده خلاني أشكك في العلاقة كلها.

🌹تحديث:

النهارده سألتها إذا كانت شافت مواعيد القطار أو الباص، فردت عليا انت بجد مش هتساعدني؟ فعلاً متوقع مني أركب مواصلات عامة وكلام زي كده”.

بعد ما فكرت في سلوكها بشكل عام وطريقة تعاملها مع الموضوع، قررت إني هسيبها.

هي ما اتقبلتش الموضوع بشكل كويس، كان في صريخ وصوت عالي، وبعدين قلبت 180 درجة، وبدأت تعيط وتتوسل لي، وتقول بحزن “إنت عارف إني مش هقدر أدفع إيجار لوحدي” (وده حقيقي، أنا اللي بملك البيت ومش باخد منها إيجار)، وبعدها وعدتني إنها هتتغير وتبقى أفضل.

أنا نبهتها إننا اتكلمنا في الموضوع ده أكتر من مرة، ودي ومش أول ولا عاشر مرة يحصل كده ، وإن أنا خلاص مش سعيد في العلاقة. و عدّدت لها شوية مشاكل تانية كمان.

قعدت توصّفني إني أناني وتقول عيوبي أنا كمان، فرديت عليها “طيب يبقى فعلاً الأفضل إننا نفترق”، وده ما عجبهاش خالص.

هي نقلت مؤقتًا عند صاحبتها، وأنا قلت لها إني هقطع التواصل معاها، وهبلّغ صاحبتها لو وصلها أي بريد عندي، لكن حاليًا شايف إن الأفضل ما نتكلمش.

صاحبتها بتقول إنها بتوصل الشغل مع زميله ليها، لكن كالعادة دايمًا متأخرة عليها شوية لما بتيجي تاخدها.

بصراحة، حاسس براحة كبيرة، ما كنتش مدرك قد إيه العلاقة دي كانت بتسبب لي توتر غير دلوقتي.

ورغم إني مش في أحسن حالاتي حاليا، لكن حاسس إن المستقبل هيكون أفضل وأحسن قدامي.

(القصة حقيقية)

قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!