أخويا الكبير….
أنا عارف إني هتعرض لانتقادات كتير على الكلام اللي هقوله، وأيوة أنا أستاهل ده. مش بدوّر على أي تبرير أو مسامحة. أنا عارف إني شخص وحش.
بس محتاج أخرج اللي جوايا.
أنا عندي أخ أكبر مني بسنتين، وهو بيعاني من حالة صحية من ساعة ما اتولد، ومضطر يستخدم كرسي متحرك طول ما هو مش في السرير. وكمان مش بيقدر يستخدم إيديه بشكل طبيعي.
كنا زمان علاقتنا حلوة، لحد ما وصلت لـ11 سنة وبدأت أحس بضيق بسبب كمية الاهتمام اللي بياخده من أهلي. وكمان الضغط اللي بيحطني فيه.
كنت دايمًا بساعده، بغير له، وبأكله. و أنا بكره ده.
وفي فترة من حياته كان بيبقى قاسي جدًا مع أهلي، وده خلاني أكرهه أكتر.
دلوقتي فهمت إن مش من حقي أحكم عليه، وإن عمري ما هقدر أتخيل قد إيه الحياة صعبة بالنسبة له.
بعد كده بقيت أبعد عنه وبقة عندي أصحاب كتير في المدرسة. وكنت دايمًا أتكلم عن الحاجات الحلوة اللي بعملها في المدرسة على العشاء، علشان أحسسه بالغيرة.
بقيت بالكاد بكلمه أو بتعامل معاه. وكان بيحاول يجذب انتباهي لدرجة إنه أوقات كان بيبكي لما مابردش عليه.
الموضوع بدأ يزيد من سنتين لدرجة اني كنت بفصل الواي فاي وأشيل كابل التلفزيون كل مرة بنسيب البيت، علشان يبقى قاعد على كرسيه المتحرك ومش عارف يعمل أي حاجة.
كنت عمداً بحذف البرامج اللي بيحبها من الجهاز، وبسخر من طريقته في الكلام. كنت بحط الحاجات بعيد عنه عشان ميبقاش قادر يوصلها.
وببصله بنظرة اشمئزاز لما أضطر أغيرله أو أساعده في الحمام.
بس أخويا، اللي فعلاً زي الملاك، عمره ما اشتكى لأهلي. وعمره ما رد عليا.
من حوالي ثلاث أسابيع، كان بيحاول يتكلم معايا بشكل متواصل وأنا بتجاهله. اتضايقت وسحبت الكرسي بتاعه بالعافية وطلعته في الجنينة وحطيته تحت شمسية ورجعت البيت. نمت، وفجأة افتكرت إني سيبته برة لمدة ثلاث ساعات.
لما رجعت أدخله البيت، لقيته بيعيط ومش قادر يبصلي. كان حاسس بالاهانة.
عمري ما حسيت بالذنب بالشكل ده قبل كده، طول السنين اللي فاتت مكنتش مهتم خالص بمشاعره. غضبي هو اللي كان مسيطر. بس النظرة اللي شوفتها على وشه الليلة دي أثرت فيّا بطريقة صعبة.
من يومها بطلت التنمر. ما بقتش أقدر أبصله في وشه من كتر ما أنا متضايق من نفسي.
الأحد اللي فات، أخويا قال لي إنه مبسوط إني أخوه وصاحبه. مقدرتش حتى أرد. دخلت أوضتي وعيطت.
أنا بعيط وأنا بكتب الكلام ده. ازاي بقيت شخص شرير وقاسي كده؟ بجد مش عارف.
أنا عندي 17 وهو عنده 19 دلوقتي. أنا عارف إن مفيش حاجة ممكن أعملها ترجع السنين اللي فاتت.
كمان شوية أخويا راجع من عند الدكتور مع ماما. أنا ناوي أعتذر له وأطلب منه يسامحني. عاوز أكون أخ كويس ليه زي زمان.
أنا شخص طبيعي وصحتي كويسة، واخترت إني اضايق منه لمجرد إنه اتولد بحاجة ملوش ذنب فيها. حاسس بالاحراج من نفسي.
🌹تحديث:
كتبت له جواب اعتذار طويل كنت ناوي أقراه له. استنيت لحد ما رجع البيت ودخل سريره.
خبطت على بابه وكان فرحان جداً لما عرف إني أنا اللي بخبط. ماقدرتش أقول غير أول كلمتين. بدأت أعيط بعد ما قلت “أنا كنت عاوز أقولك إني آسف” وماقدرتش أكمل.
دخلت السرير جنبه ونمت جنبه. حضني بقوة وقال لي “وحشتني يا صاحبي”.
انهارت. ماعيطتش كده في حياتي كلها. فضل حضني فترة طويلة لحد ما هديت. متكلمناش كتير. هو كمان بدأ يعيط شوية. كانت أول مرة من زمان نحضن بعض. بعد نص ساعة قمت، بوسته، وهو قال لي إنه فرحان أوي.
ليه ماعملتش ده من زمان؟
فكرت إني ممكن أعتذر له بشكل أفضل بكرة. وسيبتله الجواب يقراه.
حاسس بتفاؤل دلوقتي وجزء كبير من الضغط اللي على قلبي راح. وأقسم بالله إني طول حياتي عمري ما هعامله بالشكل الوحش ده تاني.
أنا بشتغل شغلانة نص دوام بقالي سنة وكنت بوفّر شوية فلوس علشان أخويا وماما يروحوا مكان كان نفسهم يزوره. لكن بفكر إني آخده أنا هناك بنفسي لما أتم 18 سنة.
كمان أدركت إني لازم علاقتي ب أخويا متكونش مجرد إني برعاه وبس، لازم تبقى زي أي علاقة بين أخين. لازم نخرج مع بعض للسينما والحاجات دي.
الموضوع هيأخد وقت مني علشان أصلح اللي عملته، لكن أنا محظوظ إن أخويا شخص رائع 👬
(القصة حقيقية)
#قصص واقعية
#قصص