أختي التوأم 👦👧 قصة

قصص

أختي التوأم 👦👧

أنا راجل عمري 27 سنة.

عيلتي كانت قريبة جدًا من بعض، لكن ده اتغير في 2003 لما ماما (54 سنة) طلبت الانفصال من بابا (55 سنة) عشان عايزه تتجوز جون (54 سنة)، اللي كان صاحب بابا من الطفولة، وكان تقريبًا زي أخوه وقتها.

بابا فضل يترجاها إنها تفضل معاه ويحاولوا يصلحوا الأمور، لكن ماما صممت وفي الآخر اتطلقوا. وبعدها بـ 5 شهور اتجوزت جون.

أختي التوأم سارة (27 سنة) كانت دايمًا البنت اللي بنقول عليها “دلوعة بابا”، بابا كان بيدلعها أكتر مننا شوية “عشان هي البنت الوحيده”، وكانت حرفيًا معاه طول الوقت زي ضله. عشان كده كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا إن سارة اختارت تعيش مع ماما بعد الطلاق.

وقتها أنا وهي كنا الوحيدين اللي لسه عايشين مع أهلنا (عندنا أربعة إخوات كمان)، أنا اخترت أعيش مع بابا، وسارة اختارت تعيش مع ماما.

سارة كانت بتيجي تقضي وقت معايا ومع بابا في الويك إند. وأنا كنت برضه بروح أزور ماما في بيتها من وقت للتاني.

الحقيقة إن الطلاق. وإن أختي اختارت تعيش مع ماما أثروا على بابا جامد جدًا بشكل مش قادر أوصفه. هو كان بيحاول يبان قدامنا إنه كويس وعادي، لكن كنت بسمعه بيعيط لحد ما ينام، كل يوم في السنة اللي بعد الطلاق.

بعد الطلاق العلاقة بين سارة وبابا ما اتغيرتش كتير، بالعكس، بدأ يدلعها أكتر من العادي، وكان برضه “السوبر بابا” زي ما هو، بيحضر كل اجتماعات أولياء الأمور، وعروض الباليه، وكل الانشطة المهمه ودايمًا كان الأب المثالي.

الأمور بدأت تتغير لما سارة “فجأة” غيرت رأيها بخصوص كلية الطب (بابا جراح) وهي دايمًا كانت بتقول إنها عايزة تبقي زيه، لكن ماما وجون فضلوا يضغطوا عليها عشان تغير رأيها وتبقى محامية (ماما وجون الاتنين محاميين).

خلال دراستها، جون بدأ يساعدها ووقف معاها طول فتره الدراسة، وبقوا قريبين جدًا من بعض. وبعد ما خلصت تعليمها، شغلها في مكتب المحاماة بتاعه.

نيجي للمشكلة: في 2017، سارة خلاص هتتجوز، وبابا كان مبسوط جدًا بفرحها. إدالها شيك على بياض عشان تعمل “فرح الأحلام” بتاعها (وللأمانة هو عمل كده معانا كلنا، هو فعلاً بيحب الأفراح).

لكن في حالة سارة، كان متحمس جدًا لأنها بنته الوحيدة، هو دايمًا كان مستني اللحظة دي. في أي فرح كنا بنحضره، كان دايمًا يقولها إنه “مش قادر يستنى لليوم اللي هيمشي فيه في الممر مع بنته الصغيرة”.

قبل الفرح بيوم، سارة فجأة قالت إن “بابا وجون” هيمشوها في الممر سوا عشان يسلموها لعريسها.

بابا من أكتر الناس اللي ما بتحبش المواجهة على وجه الأرض، وسارة أكيد كانت متوقعة إنه هيسكت ويتقبل الموضوع، لكن بابا ما عملش كده. حصلت بينهم خناقة كبيرة جدًا (أول مرة أشوفه عصبي بالشكل ده)، وفي النهاية ما حضرش الفرح، وجون هو اللي مشى مع سارة في الممر.

عواقب اللي حصل ده كانت ضخمة.

بعد الفرح، بابا وعيلتنا (عيله بابا) تقريبًا كلهم اتبرّوا منها، والعلاقة بينهم بقت معدومة تمامًا. هي حاولت بعد فترة تتواصل مع بابا وتصلح الأمور كذا مرة، بس هو رفض وما كانش عايز يتكلم معاها أو حتى يسمع أي حاجة. كنا متوقعين إنه هيغير رأيه لما خلفت في 2018، بس حتى اولادها مكنش عايز يقابلهم.

من كام شهر الدكاتره اكتشفوا إن بابا عنده مرض صعب في البنكرياس، وللأسف العلاج ما نفعش وحالته بقت ميؤوس منها. رغم كده، بابا لسه مش عايز يشوفها تاني وهي مش قادرة تفهم ده.

أنا قريب جدًا من بابا، والأسابيع الأخيرة دي كانت صعبة جدًا عليا. أعمل إيه عشان أقنعها تسيبه في حاله؟

🌿تحديث:

في ناس طلبوا تحديث، بس للأسف الحياة مش دايمًا بتنتهي نهايات سعيدة.

بعد اسبوع، حالة بابا بدأت تسوء جدًا، صحته بدأت تتدهور بسرعة. وفقدناه من شهر بالظبط، وكانت النهاية صعبة جدًا (مكنتش متخيل إنها هتكون سهلة، بس برضه مكنتش متخيل إنها هتكون مؤلمة أوي كده). كان بيعاني من وجع كبير، ومر بحاجات كتير في الشهور الأخيرة، علي قد ما فقدانه كسر قلوبنا، بس هو كان محتاج يرتاح، وكان تعبان أوي.

بابا في الآخر، كان واعي كفاية إنه يودعني أنا وأخواتي الكبار. الوقت اللي كنت بسمع فيه الكلام اللي بابا قاله كان من أكتر اللحظات المؤلمة والجميلة في حياتي. كلامه كان له معنى كبير جدًا بالنسبة لي. هو كمان ودع بناتي الصغيرين. (سنتين و١١ شهر).

بابا باسهم على جبينهم وقالهم يكونوا بنات كويسين، وقال إنه بيحبهم. اللحظة دي مش هقدر أنساها أبدًا، وجعها رهيب لإنهم صغيرين أوي إنهم يفهموا اللي حصل.

بنتي الكبيره لسه بتسأل عن جدها، وكل مرة بحاول أوضح لها إنه مش هيجي تاني، وهي مش قادره تفهم، بس عندها حق. ده أنا اللي عمري 27 سنة، لسه مش قادر أستوعب.

كانال مفروض أأقضي سنين أكتر بكتير مع أبويا. بس للأسف ده محصلش.

أصعب جزء كان أختي التوأم سارة، بابا اتوفى من غير ما يكلمها. حاولت اقنعه انه يسمحلها تيجي، بس هو رفض. هي كانت حزينة قوي، وفجأة اتوفى (مع إنه كان متوقع، بس سارة مكنتش عايزة تصدق).

في الجنازة سارة شافت بابا لأول مرة من ساعة الليلة اللي قبل فرحها. مكنتش عارفاه، كان رفيع جدًا (بابا طول عمره كان وزنه زايد شوية، جسم الأب الكلاسيكي، لكن فقد وزن كتير جدًا قبل مايموت). عيطت طول الجنازة.

ماما وجون حاولوا يحضروا المراسم، وعمامي اضطروا يطردوهم من الجنازة. الحمد لله خلصنا منهم.

وصية بابا كانت زي ما كنا متوقعين بالظبط.

عيلة بابا أثرياء من زمان (شغلهم في البتروكيماويات)، عشان كده بابا كان دايمًا عنده فلوس كتير.

هو سابلنا فلوس وعقارات مقسومين بالتساوي على كل اولاده (بما فيهم سارة).

كمان ساب صندوق استثماري، وكان فيه فلوس كتير جدًا. “لكل أحفاده، بما فيهم أولاد سارة اللي عمره ما شافهم”.

بصراحة ده كان متوقع، بابا طول عمره طيب، هو عايزنا نعيش مرتاحين ويتأكد إن كل أحفاده عندهم فلوس تدعمهم في حياتهم.

الجزء الصعب كان الحاجات الشخصية. سابلنا كلنا جوابات طويلة (ما عدا سارة)، وكانت حاجات شخصية جدًا. في جوابي، اتكلم معايا عن قصتنا وعن طفولتي. كانت حاجة جميلة قوي.

أنا قريت الجواب حوالي مية مرة، وكل مرة بعيط.

بابا كان بيعشق التصوير الفوتوغرافي، وكان بيصور كل واحد فينا كتير.

وخصص لكل واحد فينا البوم. اكتشفنا انه كتب حاجات جميله لكل واحد فينا علي ضهر الصور وسبهالنا هدية.

سارة مكنش ليها جواب، وألبومها مكنش مكتوب فيه أي حاجة. لما اكتشفت ده، انهارت تمامًا، ومن كتر الندم. دخلت المستشفى وقعدت هناك أسبوع كامل.

الاسبوع اللي فات مراتي اكتشفت انها حامل” مكناش مخططين للحمل ده خالص” أنا غضبان وزعلان عشان بابا مش هيشوف ابني الجديد.

هو اللي كان بيقف جنبي وبيعلمني ازاي ابقي أب كويس ودلوقتي هو مبقاش موجود. أنا خايف مبقاش أب كويس زيه.

هي دي يا جماعة الحكاية كلها. بصراحة النهاية مُرة، ومش عادلة خالص، بس هي دي الحياة، عمرها ما كانت عادلة أصلًا.

(القصة مترجمة من ريديت..أصحاب القصة أجانب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!