قصة أخته جوزي وجوزها

قصص

“أخته وجوزها”

أنا عمري 39 سنة، وجوزي عنده 50، متجوزين بقالنا 11 سنة. أخت جوزي “ميا” عندها 41 سنة، ومتجوزة من “ريك” اللي عنده 40 سنة.

جوزي وأخته قريبين جدًا من بعض، ومن سنين وإحنا متعودين نتقابل كل يوم حد. ساعات هما بييجوا عندنا، وساعات إحنا اللي بنروح عندهم. أحيانًا بينضم لينا ناس من العيلة سواء من ناحيتي أو ناحيتهم، بس الأساس إننا الأربعة لازم نقضي اليوم سوا.

الحمد لله، كنا دايمًا متفقين ومافيش مشاكل بينا.

للأسف، غصب عني بدأت أحس بمشاعر ناحية ريك من حوالي 5 سنين. عارفة الناس هتقول إيه دلوقتي، بس المشاعر دي كانت سر جوايا، ومافيش أي حد لاحظ حاجة.

أنا بحب جوزي جدًا، ومش عايزة أخرب جوازي اللي أنا سعيدة بيه. في الأول ماكنتش فاهمة أنا حاسة كده ليه، إزاي وأنا بحب جوزي ممكن أحس بحاجة ناحية راجل تاني؟

في عيد ميلاد ريك الأربعين، عملوا حفلة كبيرة في بيت حماتي. بعد الحفلة، فضلت أساعد في التنضيف، وحماتي كانت مشغولة بالأولاد. ريك كان بيساعدني، وقتها ماكانش في كامل وعيه، واعترفلي إنه بيحبني من أول سنة اتجوزت فيها.

اتصدمت، هو دايمًا كان لطيف وبيجاملني، بس عمري ما تخيلت إنه بيحس ناحيتي بحاجة. حاولت اتجاهله، بس فضّل يكرر نفس الكلام. طلبت منه يمشي، بس كان بيتناقش معايا. أصرّيت إنه يمشي، وكمّلت أنا التنضيف لوحدي.

مش عارفة، يمكن هو حس بمشاعري!

فضلت أسابيع حزينة وبعيط، وجوزي لاحظ الحزن اللي فيا، وكان طيب جدًا معايا وقلقان. حسيت بالذنب أكتر، ومن كتر التوتر جالي قرحة في المعدة.

ده كان الصيف اللي فات، ومن ساعتها وأنا بتجنب ريك ومراته خالص. بس علشان إحنا متعودين دايمًا نتقابل، أعذاري ماكانتش مقنعة، وجوزي بدأ يتهمني إني بكره عيلته.

ميا اتصلت بيا كذا مرة تسألني مالك، ودلوقتي بتتهمني إني غيرانة من علاقتها بجوزي، وعايزة أبعدهم عن بعض.

في الآخر اضطريت أروح معاهم للعشاء، بس كنت بتجاهل ريك تمامًا. ميا غضبت، وافتكرت إني بكرههم، مع إن الحقيقة إني بحب ميا زي أختي.

دلوقتي جوزي جاله عرض شغل في مدينة صغيرة تبعد 20 ساعة عن مدينتنا. أنا نفسي يوافق، بس مش عارفة أقنعه إزاي.

ريك لما عرف، بعتلي رسالة بيترجاني ما نمشيش، ووعدني إنه مش هيضايقني تاني، بس أرجوكي ما تبعديش.
بس أنا عايزة أسافر، اللي بيحصل غلط، وأنا مش مرتاحة.
زمان ماكنتش حاسة بالخطر، بس دلوقتي حاسة إني لازم أخرج من الوضع ده.

تحديث:

أنا كتبت الرسالة من أسابيع، وماكنتش متوقعة كل الهجوم ده. قعدت أراجع الرسالة أكتر من مرة علشان أفهم الناس ليه حكمت عليا كده!

أنا مش شايفة إني استاهل كل الهجوم ده، بس في ناس طيبين فهموني وساعدوني، شكرًا ليكم.

أنا عايزة أأكد إني ما عملتش أي تصرف غلط مع ريك.
بالعكس، بعد ما اعترفلي، اتجاهلته تمامًا، وبذلت كل جهدي علشان أنساه وماتكلمش معاه تاني.

بعد الرسالة، اتكلمت مع جوزي عن الشغل الجديد، وقلتله إنها فرصة حلوة، خصوصًا إن المرتب أعلى 25% والمنصب أكبر.

قلتله: “مش كنت دايمًا بتقول إنك مش بتترقى هنا؟ يبقى الفرصة دي مناسبة”.

أنا كمان شغلي كممرضة مطلوب في أي مكان، وقلتله إننا نقدر نبدأ بداية جديدة.

بدأ فعلاً يفكر في الموضوع، وكان هيعمل مقابلة يوم الأربعاء، ولو اتقبل كنا هننقل آخر السنة.
كنت متفائلة، وحسيت إني أخيرًا هرتاح.

بس النهارده حد، وجوزي مش هنا، قاعد مع أخته يواسيها… لأن ريك قالها إنه عايز يطلقها.

ميا مصدومة، وجوزي بيحاول يصلح علاقتهم.
ريك مش عايز يرجع، وبيقابل أولاده بس.

وجوزي بلغني إنه هيرفض الشغل الجديد، علشان مايقدرش يسيب أخته في الظروف دي.

أنا فاهمة جوزي، بس حاسة إني محاصرة.
بعد ما كنت متفائلة، رجعت للدنيا اللي خنقاني تاني.

مش قادرة أحكي لجوزي الحقيقة، حاولت كذا مرة، بس فشلت.

أنا بحبه، وعارفة إن لو عرف، هينهار.
خصوصًا إنه عنده مشاكل صحية من سنين، وأنا مش هقدر أكون السبب في وجعه.

مافيش حل غير إني أفضل هنا، وأدعم جوزي وأخته.
بتمنى ريك يرجع لميا، وساعتها يمكن تجي فرصة تانية لجوزي.

ولو اتطلقوا، يبقى أنا مش هشوف ريك تاني أبدًا.

▪️ تحديث:

أنا قررت أسيب جوزي، وعارفة إني إنسانة أنانية وفظيعة.

عارفة إن الوقت مش مناسب، خصوصًا بعد الانفصال المؤلم اللي حصل لميا، بس مش شايفة إن الموضوع ممكن يتحسّن.

ميا انفصلت عن ريك من شهر.

لما جوزي قالّي إنه مش هيقبل الوظيفة، وافقت ودعمت قراره، لأني عارفة قد إيه بيحب أخته وأطفالها، وقد إيه هو قريب منهم.

أنا دايمًا كنت مُعجبة بالعلاقة اللي بينه وبين أخته، وعارفة هما بيحبوا بعض قد إيه.

أنا علاقتي بعيلتي ما كانتش بالقوة دي أبدًا.

جوزي بدأ يقضي كل الإجازات مع أخته، وبعدها بقى يرجع من الشغل على بيتها، ويبات هناك بالأيام، وحتى ما بيفكرش يبعتلي رسالة يطمني عليه أو يقولّي إنه مش راجع.

في الأول ماكانش عندي مانع، لأني كنت حاسة إن أخته لسه حزينة ومش عارفة تتأقلم على الوضع الجديد، بس بعد كده قلتله إني مفتقداه، وعايزة أكون معاه.

قلتله: خدني معاك، أبات عند أختك.

رد وقالّي إني أنانية، وبدوّر على الاهتمام في وقت هي أكتر واحدة محتاجاه فيه.

وقالّي: “إنتي عارفة إن ميا بتحب ريك من زمان، من وهم صغيرين، ولازم تقدّري اللي هي فيه.”

وقتها حسّيت فعلًا إني أنانية، وسكت وكتمت مشاعري…

إحنا متعودين كل عيد ميلاد نسافر سوا أنا وجوزي لمكان جميل، ونقضي فيه أسبوعين تلاتة. بنعمل كده من أول جوازنا، وبنحجز الرحلة من بدري في شهر إبريل.

امبارح، وأنا بتكلم معاه عن الرحلة، اتفاجئ وقالّي إنه مستغرب إني لسه بفكر في السفر في الظروف دي!

قلتله: “أختك عندها عيلتها، أنا بقى فين حياتي؟!”

قلتله: “أنا مقدّرة اللي بيحصل، بس أنا لوحدي على طول، وعايزة أروح الرحلة دي معاك.”

قالّي: “سيبي الموضوع ده دلوقتي.”

النهارده، كلمت الشركة اللي منظّمة الرحلة وسألتهم لو ممكن أضيف ميا وأطفالها معانا علشان يغيروا جو.

ردّوا وقالوا مافيش مشكلة.

بلغت جوزي، واتحمّس جدًا للفكرة. بس لما رجع البيت، قالّي إن ميا مش موافقة، ولازم نلغي الرحلة.

سألته: “ليه؟”

قالّي: “أخته مش عايزة تكون وسط ناس متجوزين وفرحانين وهي في الحالة دي!”

كل اللي قدرت أعمله وقتها إني أحبس دموعي.

لما جوزي اتعرض عليه الشغل في المدينة الصغيرة، أنا كنت متحمسة، ووقتها بعت الـ CV بتاعي لمستشفيات هناك.

من أسبوع، جالي رد من مستشفى بيقول إنهم موافقين.

بعد اللي حصل النهارده، وافقت على المقابلة.

أنا مقدّرة مشاعر ميا، ومقدّرة حب جوزي لأخته وأولادها، وبحترم علاقتهم اللي تستحق الإعجاب،

بس أنا حاسة إني مهملة… أنا دايمًا رقم 2 في حياة جوزي.

قررت أسيبه، وأقبل الوظيفة، وأبعد، وأبدأ من جديد.

مش هتهمني آراء الناس، قولوا اللي تقولوه… أنا مش مهتمة.

▪️ تعديل:

شكرًا لكل الناس، والله ما كنتش متوقعة كل التعاطف والدعم ده.

الكلام أثّر فيا جدًا، وحسّيت إن الناس فاهمة مشاعري، وكأنهم بيقروا أفكاري وعارفين أنا حاسة بإيه.

أنا بحب جوزي، ويمكن مش هعرف أحب حد تاني زيه، بس أنا كنت تعيسة لفترة طويلة.

جوزي هو اللي ربّى أخته، لأن أهله كان عندهم مشاكل وسابوه يهتم بيها من وقت ما كانوا أطفال.

وحنّيته دي هي السبب إني حبيته من الأول.

بس هل معقول الحنية الزيادة هي اللي تخليني دلوقتي حزينة؟

أنا طول عمري عارفة إني رقم 2 بالنسباله، بس كان عندي أمل ده يتغيّر، خصوصًا بعد الجواز والخلفة.

بس الحقيقة… هو عمره ما اتغيّر.

أنا دايمًا آخر أولوياته، ولما كنت بشتكي كان بيرد عليا إني سخيفة، وبقارن نفسي بأخته أو بأولادنا!

الموضوع ده عمره ما اتغير بينا.

كنت متخيلة إنه هيقف جنبي وقت ما أحتاجه…

نفسيتي كانت تعبانة جدًا لما ريك اعترفلي بمشاعره، بس جوزي عمره ما سألني أنا ليه اتغيرت؟

ولا حاول يفهم ليه عايزة أبعد عن ريك وأخته.

كنت محتاجة يقعد معايا بدل ما يسيبني لوحدي كل يوم حد.

كان بيضغط عليا أروح معاه، مع إنه شايف إني مش طايقة أقابلهم!

الضغط النفسي خلاني أمرض، جالي قرحة، وشعري وقع، وضعفت جدًا.

قرار إلغاء رحلة عيد الميلاد… كان القشة اللي قسمت ضهري.

أنا بحبه، بس خلاص… مش قادرة.

النهارده، اتكلمت معاه قبل ما يروح لأخته، وقلتله:

“إنت شايفني بقالك شهور مش سعيدة، وبتكلمك عن السفر من هنا، وبلغتك إني همشي خلاص.”

اعتذرتله، وقلتله إني عارفة إن الوقت مش مناسب بسبب أخته.

فضل ساكت، وبصلي بنظرة كلها خيبة أمل…

نظرة حطمتني.

قالّي: “مش مصدق إنك مش متعاطفة مع أختي، وإنك شايفة إن الدنيا خلصت عشان ملغيناش الرحلة مرة واحدة!”

أنا بكيت، ومقدرتش أتكلم. قلتله: “الموضوع مش الرحلة، إحنا مش متفاهمين، ومفيش حد فينا حاسس بالتاني.”

مشي. وبعدها بعتلي رسالة قالّي فيها: “أنا مش مصدق قد إيه إنتي أنانية. اعملي اللي إنتي عايزاه، أنا مش هقف في طريقك.”

دلوقتي… مش عارفة، هل هو هيرجع ولا لأ.

(القصة حقيقية مترجمة. أصحاب القصة أجانب).

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!