
للأسف، اتعاملت بغباء مع ابنة صاحب الشركة، ودلوقتي أنا مهدد بالفصل من الشغل!
الأحداث دي حصلت يوم الجمعة، وأنا طول الأسبوع كنت غرقان في أحزاني ودلوقتي أنا مجبر أدور على وظيفة جديدة.
كنت بشتغل في شركة لمدة 3 شهور، وكنت لسه في مرحلة الاختبار. وظيفتي في المبيعات والإعلانات، وعلشان أنا لسه جديد تم تكليفي بإدارة الحسابات اللي بتتعامل بالفعل مع شركتنا، وظيفتي إنّي أحاول أقنعهم يدفعوا فلوس أكثر في الإعلانات.
أنا عندي رغبة كبيرة إني أتعيّن رسمي في الشركة، وعلشان أعمل كده لازم أثبت كفاءتي وشطارتي وإني فعلاً أستحق التعيين.
كل حاجة كانت ماشية كويس لغاية الأسبوع اللي فات!!
الشركة كانت منظّمة فعاليات، وعلشان إحنا المكتب الرئيسي، كل الموظفين في كل فروع الشركة اتجمعوا عندنا في المكتب اليوم ده.
نادراً لما صاحب الشركة بيزور مكتبنا، بس هو كان موجود اليوم ده علشان يحضر معانا وكان معاه إيمي بنته (من ذوي الاحتياجات الخاصة).
زميلي في الشغل قال لي إن إيمي بتشتغل في مكتب فرعي في شركتنا، وقال لي ياريت تكون لطيف معاها.
حسيت إن الموضوع بديهي، أكيد مش محتاج حد يقولي النصيحة دي، أنا أصلاً لطيف مع الناس كلها.
شوفت إيمي، تصرفاتها كانت طفولية، وحسيت إنها بتعاني علشان تقدر تتكلم وتعبّر عن نفسها كويس، كمان عندها مشاكل في المهارات الحركية (مش بتعرف تتحرك أو تمسك الحاجات كويس).
روحت أعمل لنفسي قهوة، وإيمي كمان كانت واقفة بتحاول تعمل لنفسها قهوة، حسيت إنها بتعاني علشان تقدر تحط البن وتقفل الغطاء. علشان كده سألتها بأدب لو محتاجة مساعدتي؟ وافقت على المساعدة وشكرتني.
وبعدين قالت لي إنها أصلاً بتكره القهوة بس والدها بيجبرها تشربها علشان تكون مركزة أكثر.
كانت بتتكلم بصوت عالي، ابتسمت لها وقلت لها القهوة مهمة أكيد. وبعدين سلمتها الكوباية.
شكرتني مرة تانية، وراحت للمكتب اللي والدها قاعد فيه.
حسيت وقتها إني راجل صالح وكملت يومي عادي.
بدأت الشركة في عمل اختبارات، اتقسمنا مجموعات علشان نعرف مين الفريق الأشطر أو الأسرع.
بدأنا بـ “لعبة الغاز”، وإيمي كانت مشاركة معانا، وقتها هي ماكنتش في مجموعتي علشان كده ماكنش فيه أي تواصل بينا، في النهاية فريقي وفريقها الاتنين خسروا.
آخر نشاط في اليوم كان متحمسين ليه، والمدير طلب مننا قائمة بالعملاء المحتملين. والمفروض إن كل 3 أفراد يعملوا مجموعة، ونحاول نبتكر طريقة نقنع بيها العميل بالشراء، لازم نلاقي أفكار تكون فعلاً جذابة للعميل.
المديرين قالوا إنه عايز يشوف أفكار جديدة ومبدعة. ومن حقنا نعمل صور، لوجو، أغاني، أي حاجة إحنا عايزينها.
المفروض إن كل واحد يشتغل لوحده الأول، وبعدين نتجمع مع بعض كفريق ونتناقش في الأفكار قبل ما نقدمها للمدير.
أنا عارف إن الموضوع ده مهم جدًا، لأن الأفكار لو فعلاً كويسة هما هيستخدموها مع العملاء وده معناه إني خلاص اتثبت في الشركة.
فكرتي كانت تلحين أغنية، ألفت الكلمات وسجلتها بصوتي، كانت سخيفة بس أنا عارف إنها مناسبة للعلامة التجارية.
لما خلصت ساعدت أفراد مجموعتي وخلصنا كل المطلوب.
بعد ما كل الفرق خلصت، اتجمعنا كلنا في أوضة المؤتمرات الكبيرة علشان نشوف شغل بعض، وكل واحد يقول رأيه في شغل الفريق التاني.
كان موجود صاحب الشركة معانا وبيراجع شغلنا، هو كان بيعلق على الشغل أو الصور والقصص، وإحنا كمان بنعلق وبنقول رأينا سواء سلبي أو إيجابي.
كان في شغل وأفكار ممتازة، أخدت مدح كبير وتعليقات إيجابية من الكل، وأفكار تانية كانت وحشة وضحكنا كلنا عليها.
كان باين على الأعمال الوحشة إن مفيش فيها إبداع أو اللي عملها مش مهتم يفكر أو يبتكر حاجة حلوة.
عادي، مفيش أي حد كان باين عليه إنه مضايق أو مخنوق من التعليقات.
شغلوا أغنيتي والناس كلها علّقت عليها، مش كل التعليقات كانت إيجابية، بس عادي اتقبلت كل الردود بابتسامة.
بعدها حسيت براحة أكثر إني أعلق على زمايلي وأقول رأيي في شغلهم بصراحة.
بعدها اتعرض رسم بدائي جداً، ضحكت على الرسمة، وقلت: “على الأقل أغنيتي كانت أحسن من ده، هو اللي رسم الرسمة دي طفل عمره 3 سنين..” وقعدت أضحك.
فجأة لقيت الكل ساكت… استغربت قوي.
غريبة، من لحظات كان كل الناس بتعلق وتضحك، إيه اللي حصل فجأة!
ولقيت في موظفين بيبصولي باشمئزاز!
صاحب الشركة قال لي… “أوكي، لو ما عندكش حاجة كويسة تقولها، ياريت تحتفظ برأيك لنفسك.”
رئيسي في الشغل قال لي: “ياريت تمشي وتروح مكتبك دلوقتي.”
بدأت ألم ورقي، وقتها لاحظت إن إيمي كان وشها أحمر جداً وبدأت تعيط.
رجعت المكتب وفهمت إن الرسمة اللي علّقت عليها كانت لإيمي. 😮
لأسف مفيش أي حد حذرني، وإحنا ماكنّاش نعرف هوية الأشخاص وإحنا بنقيم الأعمال.
كنت زعلان قوي، وبعد ما الكل خلص، روحت بسرعة لصاحب الشركة علشان أعتذر.
وباختصار طردني من الشركة. 😢
المدير قال لي إنّي مش مناسب للشغل، ما قالش السبب بصراحة، بس طبعاً هو مش محتاج يقول، الموضوع كان واضح جداً، لأن قبلها على طول كانوا بيمدحوا في شغلي.
المدير ما أدّنيش أي فرصة للاعتذار، واتصل بالـ “أمن” يجوا علشان يكونوا معايا وأنا بلم حاجاتي وبمشي. 😢
بعد ساعة، واحد من زمايلي في الشغل اتصل بيا وقال لي تعال اشرب حاجة معانا في الكافيه.
روحت وزمايلي قعدوا يعتذروا إن محدش حذرني قبلها، وقالوا لي إنهم هيساعدوني أدور على وظيفة جديدة.
اللي فهمته إن إيمي دايماً بتحضر في الاجتماعات دي ودايماً رسمها بيكون بدائي كده وواضح إنه بتاعها. هما كلهم عارفين ومتعودين يعلقوا على رسمها تعليقات لطيفة وخلاص الموضوع بيعدي.
بصراحة، كنت مضايق منهم جداً علشان محدش فيهم قال لي الكلام ده من الأول.
قالوا لي إن إيمي بتشتغل في مكتب فرعي وهي تقريباً مش بتعمل حاجة طول اليوم، بس المديرين بيحاولوا يشغلوها في أي حاجة، علشان لما بتكون فاضية بتحس بالملل، وإن زمايلها اللي في المكتب بيحسوا إنهم “جليسة أطفال” لإيمي علشان بس تبعد عن والدها وتسيبه يخلص شغله.
قالوا لي كمان إن باباها قرر يتنقل لمكتب تاني بس هي رفضت تروح معاه المكتب الجديد لأنها اتعلقت بالناس اللي في المكتب القديم.
اللي يعرفوه كمان إن باباها كان بيضايق الرجالة العزاب اللي في المكتب وبيجبرهم يخرجوا مع إيمي في مواعيد، وطبعا الموضوع ده غريب والإدارة كانت رافضاه، بس هو صاحب الشركة وقال إن إيمي نفسها تتخطب وتتجوز جداً، وهي على طول مش بتتكلم غير في الموضوع ده.
زمايلي بيقولوا إن أكيد والدها هو اللي زرع الفكرة دي في دماغها، لإنهم بيعتقدوا إن إيمي أكيد مش هتفكر في الجواز والأطفال من نفسها.
واحد من زمايلي ضحك وقال: “بس والله مش فكرة وحشة، اللي هيتجوز إيمي هيورث الشركة لأن إيمي هي البنت الوحيدة للراجل العجوز.”
بصراحة، كان مزاجي مش حلو خالص وزعلان علشان كده اعتذرت واستأذنت أمشي.
زمايلي اعتذروا مرة تانية وقالوا إنهم فعلاً هيساعدوني أدور على شغل أحسن..
في نهاية الأسبوع، إيمي بعتت لي طلب صداقة على فيسبوك، بصراحة ما قبلتش الطلب، أنا عارف إني جرحتها، وكمان خسرت شغلي بسببها.
جزء مني عايز يقبل الصداقة ويعتذر لها وبعدين أعملها حظر، بس أنا مش متأكد لو كنت عايز أعمل كده.
🌿تحديث:
كل الردود نصحتني أقبل الطلب وصاحبي كمان قالي كده. تمام أنا هعمل كده.
أنا مخطط إني أبدأ الكلام باعتذار، لو ردت عليَّا يبقى كويس، لو مفيش رد يبقى خلاص أنا عملت اللي عليَّا.
🌿تحديث:
شكرًا لكل حد قالي أقبل طلب الصداقة واتجوز إيمي وانتقم من صاحب الشركة وأكون أنا الوريث 😂 أنا ضحكت على التعليقات بس أكيد مش هعمل كده.
ناس قالولي أخد إجراء قانوني، للأسف مش من حقي أعترض لأني كنت لسه في مرحلة التدريب ومن حقهم يستغنوا عني في الوقت ده.
(ديف) أقرب صاحب ليا هو اللي أقنعني أقبل طلب الصداقة، قالي إنه يعرفني كويس وعارف إن الإحساس بالذنب مسيطر عليَّا ولازم أعتذر لها.
أوك.. أول ما قبلت الطلب بعت رسالة لإيمي وقلت لها “مش المفروض أتريق على شغل حد، وده أكيد تصرف مش احترافي واعتذرت”.
بعد فترة إيمي ردت….شكرتني على اعتذاري وقالت لي إنها بعتت الطلب علشان هي اللي عايزة تعتذر لأني خسرت وظيفتي بسببها.
قلت لها مفيش داعي للاعتذار.
هي كانت بتتأخر جدًا في الرد عليَّا، بعد كده بعتت لي رسالة الظاهر إنها منسوخة كان مكتوب فيها:
“أهلا أنا إيمي، أرجوك سامحني علشان بتأخر في الرد عليك، أنا اتعرضت لإصابة في المخ لما كنت طفلة علشان كده بحتاج وقت طويل علشان أقدر أكتب الكلمات.”
قلت لها مفيش مشكلة، أنا هستني لما تكتب براحتها.
قعدت أتكلم أنا وإيمي لغاية الساعة 3 الفجر.
لاء ما وقعتش في حبها… ولا خرجت معاها في ميعاد غرامي… ومش هتجوزها علشان أنتقم من أبوها ولا علشان أورثه 😂
بس أنا عايز أكون صديق لإيمي، مش شفقة عليها، لكن هي فعلاً إنسانة لطيفة قوي وأي حد يتمنى يكون في حياته حد زيها.
اتكلمنا في حاجات كتير، وبعدين اتجرأت وسألتها عن حاجات شخصية لأنها كانت مرتاحة في الكلام ومش متحفظة معايا.
إيمي اتعرضت لحادثة عربية لما كانت طفلة كانت في العربية مع مامتها وللأسف كان في سواق تاني مش وعيه خبطهم، يومها كانت راجعة من حفلة عيد ميلاد صاحبتها.
للأسف مامتها توفت 😢
ومن وقتها وهي حصلها كده، الإصابة أثرت على المخ وعلى الحركة، علشان كده هي بتعاني علشان تعرف تلبس أو تعمل أكل.
الناس قالولها إنها بتعاني من إعاقة ذهنية علشان كده والدها كان بيوديها مدرسة خاصة بالحالات دي.
خلصت ثانوي وكانت عايزة تدخل الجامعة بس والدها رفض وقال إن دي مش فكرة كويسة.
هي عانت كتير في حياتها لأنها مش بتعرف تقول الكلمات كويس، علشان كده بتلاقي صعوبة في التواصل مع الناس وبتفضل السكوت.
قالت لي إنها لما عرفت إني خسرت شغلي زعلت قوي وحاولت تتكلم مع باباها بس هو ما اهتمش بالموضوع.
قالت لي إنها عارفة إن الناس كلها بتتظاهر إنهم معجبين برسمها، بس في ناس معاها في المكتب فاهمين حالتها وبيحبوها بجد.
هي حاسة بالإحباط علشان مش بتعرف تشتغل كويس، بس بتفرح لما بتاخد شغل حقيقي وبتعمله وده بيكون أفضل ليها من وجودها في البيت طول اليوم لأنها بتحس بالملل.
قالت إنها بتحب والدها بس أحيانًا بتحس إنها عبء عليه، هو طول اليوم بيشتغل ومش فاضي يرد عليها أو يكلمها وده بيسبب لها إحباط.
الوقت اتأخر وقفلنا مع بعض.
بس من كلامي معاها في الرسائل فهمت إن حكمي عليها إنها طفلة مش حقيقي، أنا قلت كده علشان صوتها أحيانًا بيكون عالي، بس اكتشفت إنها لما بتكون سعيدة أو متحمسة أو بتحاول تعبر عن نفسها ومش عارفة بتعلي صوتها، لكن هي في الحقيقة إنسانة واعية مش طفولية أبدًا.
تاني يوم اتكلمنا تاني، وبنتابع مع بعض مسلسل وبنتناقش في أحداثه.
إيمي للأسف عايشة لوحدها، المفروض إن باباها عايش معاها في نفس البيت، بس هو مش بيجي كتير وعلى طول بيقعد في بيت تاني، هي سألته لو في ست في حياته؟ بس هو أنكر.
إيمي عندها مربية بتزورها مرة واحدة في الأسبوع، بس هي بتقول إنها مش محتاجة مربية هي بتقدر تطلب اللي هي عايزاه من الإنترنت وبتحاول تعتمد على نفسها.
أعتقد إنها بتروح المكتب لأن هي فعلاً بتفتقد باباها.
الكلام مع إيمي ممتع بجد.
هي عايزة تساعدني، وفعلاً قدرت تلاقي أكتر من وظيفة مناسبة ليا.
قررت أرتاح باقي الأسبوع ومن أول الأسبوع الجديد إن شاء الله هبدأ رحلة البحث عن الوظيفة الجديدة.
خلاص أكيد مش هعمل أي تحديثات جديدة، على الأقل أنا حاسس إن دي نهاية سعيدة.
أنا حاليًا عندي صديقة كويسة جدًا 😍😍
—
القصة مترجمة من ريديت، أصحاب القصة أجانب.