حماتي ملاك……
أنا متجوزة من زمان.
“حماتي” في أول جوازي كانت مزعجة ومشاكلها كتير، لكن من عشر سنين تقريبًا قطعت علاقتي بيها “بنتقابل قليل قوي”، وصدقوني، حياتي بقت جنة بعد كده!
جوزي مكنش مضايق، بالعكس، هو دلوقتي مستمتع بالرومانسية اللي في حياتنا من غير تدخلات أمه اللي كانت عاملة دايمًا زي اللقمة في الزور.
زمان حاولت كتير أعمل علاقة كويسة معاها، كنت بجد “بنت طيبة” و على نياتي قوي🤦♀️ كنت بقول لنفسي إنها المفروض تكون فرحانة لجوزي! لأني كنت بطبخ، بنضف، وبعمل حفلات وكل الناس تقريبًا كانت بتحبني.
لكن حماتي كانت خبيثة جدًا، وجوزي ماكانش واخد باله من تصرفاتها. حاولت أوضح له خبث مامته بس منجحتش لأني ماكنتش عارفة أتعامل مع شخصية “مش سهلة” زيها.
المهم، بعد الجواز سافرنا شهر العسل و قعدنا أسبوع، وادينا المفتاح لحماتي عشان تستلم البريد وتراعي حاجات بسيطة.
لما رجعنا، لاقيت الكارثة. قلبتلي المطبخ رأس على عقب، غيرت ترتيب غرفة المعيشة، رمت شوية صور ليَّا وكمان حاجات من أوضتنا. أقسم إني متأكدة إنها كمان رمت جزء من هدومي! 😠
زعلت وعيطت، وروحت لجوزي اشتكيله. طبعًا زعل منها وراح يكلمها. بس تفتكروا إيه اللي حصل؟ كالعادة! رجع يقول لي إنها مستغربة قوي ليه أنا زعلانة! وإنها كانت *بتساعد* ومش قاصده تزعلني! ودموعها بدأت تنزل بقدرة قادر، طبعا جوزي اتلخبط وزعل علشان أمه بتبكي، هو كمان مكنش متعود على مشاكل الستات دي.
يومها رجع البيت وقال لي: “ما تقلقيش، هساعدك نرجع كل حاجة زي ما كانت.” وفعلاً ساعدني، ماعدا المطبخ! لأن محاولاته في المطبخ زودت الدنيا سوء للأسف.
أساسًا حماتي عمرها ما علمته حتى يعمل سندوتش زبدة! 🥲
كل ما حماتي كانت تعمل معاية حركه من حركاتها اللئيمة، كانت تستنى لما نكون لوحدنا، وتبص لي بضحكة شريرة مع هزة راس كده، كأنها بتقول لي إنها مش طايقاني وبتتريق عليا. 😈
اتعلمت أكون أذكى بكتير بعد كده.
هي كانت معروفة إنها “ست عظيمة” في البلد، ناشطة في الكنيسة والأنشطة الخيرية، ودايمًا بتبان طيبة مع الناس اللي علي مزاجها بس.
حماتي دلوقتي كبرت، ولسه لئيمة، بل بالعكس، الكِبر زوّدها خبث، وبقت بتلعب دور “الست الكبيرة العجوزة المكسورة” ببراعة!
من كام أسبوع، حماتي قعدت في المستشفى لمدة أسبوع، وجوزي كان معاه مفتاح بيتها عشان يجيب البريد وكده. طبعًا أنا استغليت الفرصة، ونسخت المفتاح ده من ورا جوزي عشان عندي خطة محكمة. 😉
في الأسبوع ده، اخدت أجازة من الشغل، ودخلت بيت حماتي”من غير ما حد يعرف” و”لخبطت” قصدي، “نضفت” مطبخها 😅
رميت شوية حاجات خزف مكسورة وحاجات مش مهمة. شلت الصور من على الحيطان وحطيتهم في الدولاب، غيرت ترتيب دولاب الملايات وكمان دولاب حماتي وال 2 حمام كمان 😌 سيبت الريسيبشن زي ما هو عشان جوزي ما ياخدش باله.
لما جه اليوم اللي كان جوزي هيرجعها من المستشفى، عرضت عليه إني أساعده في تنظيف البيت استعدادًا لرجوعها! استغرب مني شوية، بس قلتله خلاص بقى خلينا ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة. هنظف وبعدين أسيبهم براحتهم عشان حماتي ترتاح.
هي بتقدر تعيش لوحدها لكن بتحتاج حد يطمن عليها كل يوم شوية، وجوزي بيمر عليها علي طول.
نضفنا، ومسحنا، وكنسنا، وخليت المكان يلمع. وروحت مع جوزي نجيب حماتي من المستشفى.
أول ما وصلنا البيت، حماتي على طول لاحظت إن في حاجة متغيرة، بس مش قادرة تحدد ايه هي. بعدين لاحظت إن الصور مش موجودة.
حماتي: “عملتوا إيه في صوري؟”
أنا وجوزي: “إنتي بتقولي إيه؟”
حماتي: “إنتوا سرقتوا صوري!!!”
أنا: “يا نهار أبيض، لأ يا حماتي! أنا بس ساعدت جوزي ينظف، هو ده كل الموضوع!”
وجوزي أكّد إن ده فعلًا اللي عملناه.
سألتها لو عايزة شاي، صرخت فيّا وقالتلي “إبعدي عن مطبخي!” دخلت بنفسها المطبخ وصرخت: “إيه اللي عملتوه؟!” أنا بصيت على جوزي باستغراب، وهو قال لها تاني إننا بس نظفنا الرخامات والاطباق ومسحنا الأرض. 😇
حماتي كانت *مول/عة* من كتر الغضب، فقلت لجوزي شكلي بزعجها بوجودي، و الأفضل أمشي دلوقتي.
جوزي، كان متلخبط لأنه مش فاهم ليه مامته بتتصرف بعدوانية كده، وافق.
بمزاج عالي كده وأنا منشكحه. قلت لحماتي إني همشي دلوقتي، وخلي جوزي يتصل بيا لما يكون جاهز عشان أجي آخده. ده كل اللي جوزي سمعه، لأنه كان واقف ورايا وما شافش الابتسامة اللي رميتها لحماتي. وأيوه، عملتلها نفس حركة الراس بنفس طريقتها اللي كانت دايمًا بتعملها لي!
كانت *متغاظه* أكتر من الأول. 😆
في العربية (لما روحت أجيب جوزي بعد كام ساعة)، حكالي إنها كانت عماله تتهمني إني عملت كل الحاجات الغريبة دي. وأنا قلتله مامتك المسكينة شكل عقلها بدأ يروح منها! جوزي اتعاطف وقال فعلاً، الست كبرت خلاص.
الدرس هنا: كان المفروض تكون ألطف معايا!وأنا عرفت كويس إزاي “أخد حقي منها”. شكرًا يا حماتي! 😌
(القصة حقيقية)
#قصص
#قصص واقعية